+ -

 لم يكن السجاد الأحمر كافيا لتنتهي زيارة رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب بسلام، فقد غطت حادثة انزعاجه من سؤال وجه اليه حول الفساد على مجمل زياراته ونتائجها التي تمخضت عن اجتماع اللجنة المشتركة المصرية التونسية.انسحاب رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب من مؤتمر صحفي مشترك كان يعقده في تونس بحضور رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، على خلفية سؤال وجهه صحفي بقناة الزيتونة، مقداد الماجري، حول قضية القصور الرئاسية في عهد الرئيس المخلوع مبارك، والتي كان محلب مطلوبا للتحقيق فيها، وصلتها بآخر قضية فساد حكومي تفجرت في مصر، ألقى بظلاله على النقاش في الوسط السياسي والإعلامي في تونس، وعبر إعلاميون ومراقبون للشأن السياسي عن غرابة السلوك السياسي الذي قام به المسؤول المصري، دون اعتبار لمضيفه رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد.  وقال النشاط الإعلامي الحبيب بوعجيلة إن “رئيس الوزراء المصري محلب، وهو رئيس مجلس إدارة المقاولين العرب المورطة في قضية الفساد المعروفة بقضية القصور الرئاسية، كان يمكن أن يجيب بدبلوماسية على سؤال الصحفي مقداد الماجري، ولكنه أصر كمتعجرف على إهانة حكومة العار الرباعية التونسية، وسلوكه إهانة لتونس”. فيما علق الإعلامي محمد لطرش قائلا إن “رئيس الوزراء المصري تهرب من سؤال مقداد الماجري وغادر القاعة دون أدنى احترام لرئيس حكومة التونسية الحبيب الصيد، وهو بهذا أهان تونس”. وانتقدت الناشطة صونيا زكرول صمت الحكومة التونسية وعدم ردها على سلوك المسؤول المصري، وعلقت قائلة “لم يتحدث أحد عن هيبة الدولة عندما خرج رئيس الحكومة المصري من المؤتمر الصحفي الذي أقيم على شرفه، وترك رئيس الحكومة التونسية في حالة في التسلل”.وكان رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب قد غادر قاعة القصبة، حيث كان يعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره التونسي الحبيب الصيد، عندما توجه إليه صحفي تونسي بسؤال حول تورطه في قضايا فساد، عقب اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين، والتي انتهت إلى جملة من الاتفاقات تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي، لكن مراقبين يعتقدون أن ظروف السياسية الداخلية للبلدين ليست في مستوى يتيح لهما التعاون في المجالات الاقتصادية، وربطوا بين زيارة محلب والملف الليبي الذي يدخل مرحلته الأخيرة على طريق الحل، وتسعى مصر المنخرطة في محور يدعم حكومة طبرق وجيش حفتر، للضغط على تونس لدعم خيارات هذا المحور، وسحبها من الموقف الداعم للحوار والمتناسق مع الموقف الجزائري، وهذا في سياق مسعى مصري لتضييق هامش مناورة حكومة طرابلس، التي تعد تونس منفذها (البري) الرئيسي على العالم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات