رؤساء بلديات فرنسية يرفضـون اللاجئين المسلمين

+ -

وصل أمس 200 لاجئ إلى ضواحي باريس من أصل 1000 لاجئ من المقرر وصولهم إلى فرنسا قادمين من ميونخ الألمانية على متن حافلات تم تخصيصها لهم، في انتظار التحاق 800 آخر تم توزيعهم على ثلاثة مواقع استقبال، وقد رفض بعض رؤساء البلديات الفرنسية استقبال اللاجئين المسلمين، مفضلين أخذ المسيحيين فقط. “الخبر” كانت في عين المكان ورصدت لكم وصول أول أفواج اللاجئين السوريين والعراقيين إلى فرنسا. وطئت أولى أقدام 53 لاجئا الأراضي الفرنسية في حدود العاشرة بالتوقيت المحلي، بعدما حطت الحافلة الأولى التي أقلتهم، الرحال ببلدية “شامباني سور سين” بدائرة 77 بالقرب من “مولين” الفرنسية “بسين إي مارن” بعد قطعهم مسافة استغرقت 10 ساعات، حيث تكفل الصليب الأحمر الفرنسي بتحضير ظروف الاستقبال وذلك بداية بنصب خيمة تم توزيع بداخلها فطور الصباح لهؤلاء اللاجئين (سوريين وعراقيين) الموجودة بينهم عائلات وأطفال أصغرهم طفلة تبلغ سنتين.وكانت بلدية “شامباني سور سين” قد كشفت عن انعدام الإمكانيات لديها لاستقبال هؤلاء اللاجئين، لكن الصليب الأحمر الفرنسي أكد على لسان رئيسه “جون جاك ليديرمين” التكفل باللاجئين.الفوج الأول تم إيواؤه داخل إقامة جامعية بالبلدية تم الحجر عليها من قبل محافظ إيل دوفرانس الذي أمر بفتح أبواب شققها الـ77 أمام اللاجئين، إذ تتكون كل شقة من 3 غرف، وتم إعداد الشقق وتجهيزها وفرشها بالتفكير حتى في أدق التفاصيل المتمثلة في أسرة خاصة بالأطفال وتوفير لهم ألعاب وكل مستلزمات الأطفال حسب أعمارهم.وبمجرد نزول اللاجئ الأول السوري حاملا بين ذراعيه طفلته ذات العامين من العمر بدت علامات التعب والإرهاق على وجههما، رافقتها ملامح ابتسامة محتشمة امتزجت بأحاسيس من الفرحة والسرور، تعبر عن نهاية كابوس الترحال المحفوف بالمخاطر من بلد إلى آخر، عبر عدد من  دول الاتحاد الأوروبي حيا السلطات المحلية التي كانت في استقبالهم تحية قلبية مكتفيا بوضع يده على قلبه للتعبير عن امتنانه وشكره للقبول باستقبالهم بفرنسا بعد ويلات الذل والإهانة بأوروبا الشرقية متلفظا بكلمة “الحمد لله على النجاة والتواجد بين الأحياء والابتعاد عن تعداد الموتى”، وهو نفس الشعور الذي عبر عنه باقي اللاجئين: جعفر، وأسامة، وبشار لـ«الخبر” التي تواجدت في عين المكان حيث تنفسوا الصعداء وقالوا بأنهم جد مرتاحين الآن بعد استقرارهم في فرنسا بالرغم من شدة التعب لكنهم عزموا على بداية حياة جديدة الآن، تبدأ بتعلم اللغة الفرنسية للقضاء على عائق التواصل، متقدمين بالشكر إلى الحكومة الفرنسية والصليب الأحمر، ومن جهة أخرى فلم يتم تسجيل وصول في هذا الفوج إلا عائلتين اثنتين فقط من سوريا وأغلبيتهم من العراق.على عكس الفوج الأول فإن الفوج الثاني الذي ضم 110 لاجئا كان أغلبهم سوريون، توجهوا نحو “بونتواز” داخل مخيم صيفي ببلدية “سيرجي بفال دواز”، حيث وصلت الحافلة الأولى التي تقل 46 لاجئا في حدود الواحدة بعد الزوال، بينما وصلت الحافلة الثانية في حدود الثالثة بعد الزوال تقل العشرات من العائلات أغلبها من سوريا.وتم تحضير للاجئين وجبة الغداء من قبل البلدية والجمعيات وبعض المساعدات قدمها بعض سكان بلدية سيرجي، حيث سيمكث هؤلاء لمدة شهرين فقط في انتظار معالجة طلبات لجوئهم وتحصلهم على صفة “لاجئ”، وهي العملية التي ستشرع فيها الجمعيات ومصلحة “أفبرا “ للاجئين بفرنسا بداية من اليوم ترتكز أولا على ضرورة تمدرس الأطفال ثم التكفل بباقي الإجراءات الإدارية، وذلك حتى يتمكن من الالتحاق بالمدارس حيث سيلقون المساعدات اللازمة من أجل الإسراع في إدماج أطفال اللاجئين بشكل تدريجي، في حين استقبلت بلدية “بوينيل” بدائرة إفلين العدد المتبقي من اللاجئين عشية نهار أمس.وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء اللاجئين لم يحظوا بأي حفاوة استقبال من قبل سكان البلديات، كما كان الحال بالنسبة لنظرائهم بألمانيا الذين استقبلوهم وسط تصفيقات ولافتات ترحيب عند محطات القطارات، بل بالعكس توجه قلة من المواطنين الموجودين بدون مأوى للاعتصام أمام مقر الإقامة الجامعية مثلا ببلدية “شامباني سور سين” فور تلقيهم خبر وصول هؤلاء اللاجئين وتوفير مأوى لهم.  ومن جهة أخرى فبينما يتواصل قدوم اللاجئين إلى فرنسا لا يزال الجدل ساخنا وسط رؤساء البلديات الفرنسية الذين رفضوا استقبال اللاجئين المسلمين مفضلين أخذ المسيحيين فقط، وهي التصريحات التي أثارت حفيظة رئيس الوزراء مانوال فالس الذي قال “إن حق اللجوء يعد حقا عالميا ومن غير المعقول أن نختار ديانة كل لاجئ”، وهي التي رآها أيضا البعض من رؤساء البلديات العازمين على استقبال اللاجئين “خارجة عن الأخلاق وبعيدة كل البعد عن احترام الكرامة الإنسانية ليعلن عمدة بلدية “جانفري” من حزب الوسط “كريستيان شويتير” استقباله شخصيا لبعض اللاجئين في منزله، معتبرا تلك التصريحات بأنها “ممارسة لعنصرية كارثية” واصفا إياهم بـ«المختلين عقليا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات