قرّرت لجنة تنظيم اللقاءات السينماتوغرافية ببجاية، تكريس كل عروض يوم الثلاثاء، لخدمة قضايا اللاجئين من خلال عرض عشرة أفلام في يوم واحد، واعتبرت ذلك بمثابة تعبير عن تضامن رجال السينما مع اللاجئين السوريين. وفي ظل غياب أي فيلم عن السوريين، ارتأى المنظمون عرض أفلام أخرى عن لاجئين آخرين، والهدف هو كشف المعاناة التي يتحمّلونها ولا يشعر بها إلا أمثالهم. ظل الجمهور الحاضر، أول أمس، بقاعة المسرح الجهوي ببجاية، منجذبا أكثر نحو الشاشة الكبيرة وما عرضته من أفلام توغلت في عمق معاناة الإنسان. ومن بين الأفلام التي شدت انتباه الجمهور حول موضوع اللاجئين، فيلم وثائقي للمخرجين الفرنسيين ديلوجي وأليغرا بعنوان ”رحلة إلى البربرية”، يعالج قضية اللاجئين الاريتريين الذين ينزحون نحو إسرائيل، عن طريق شريط سيناء بمصر، حيث يتعرضون لأبشع أنواع المذلة والتعذيب ويخضعون لسلطة عصابات متخصصة في الاختطاف وتقوم ببيع أطفالهم الصغار لعائلات مقابل مبالغ مالية معتبرة. وقد حبست بعض الشهادات الحية أنفاس الجمهور الغفير الذي ملأ القاعة، وجعلت البعض يذرف الدموع. آلاف اللاجئين من المرضى والضعفاء، يدفع بهم من الأراضي المصرية نحو حدود إسرائيل، دون أن ينقذهم أحد، وحتى الجيش المصري المرابط بالحدود فضّل الصمت.صوّر الفيلم أيضا دبابات الجيش المصري تقصف مواقع الإرهابيين الذين يستغلون أجساد اللاجئين كدروع بشرية. وحسب مخرج الفيلم، فإنه في سنة 2009 تمكن أزيد من 50 ألف إيريتيري من تجاوز الحدود هروبا نحو إسرائيل، أو ليبيا، أو أوروبا، عن طريق شبه جزيرة سيناء، والآلاف منهم لقوا حتفهم في البحر.كان الفيلم الثاني الذي عرض على جمهور بجاية بعنوان ”كرامة، كرامة” للمخرجة الايطالية ”كاميليا لوغان” التي عالجت الطرق غير الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون وغيرهم، في دول الخليج العربي، حيث تعيش الإنسانية على وقع تناقضات فاضحة، مثل مشاهدة شباب إماراتيين يتمتعون ويفرحون ويمرحون على حساب الشباب اللاجئ. وعرضت أيضا مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تهتز لها المشاعر الإنسانية مثل ”اليد الزرقاء” للمخرج مهدي بن علال، وفيلم ”الفتيات والكلب” للمخرج ”جيرارد مانغات”، و”الجنة ” للمخرجة المغربية ”مريم بن مبارك” التي حاولت وضع صورة مغايرة لتلك التي يحلم بها اللاجئون، في الدورادو الشمال، وكذلك فيلم ”خارج المدينة” للمخرجة ريم مجدي. كما تفاعل الجمهور بشكل كبير مع وقائع الفيلم الطويل ”الموت في البحر” للمخرج ”لوريس كولون” و«اليوم” للمخرج ”آلان قومي” وتعالج معاناة اللاجئين أينما حلوا وارتحلوا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات