"طريق الخبز" من مراكش إلى بجاية.. الوضع متشابه

38serv

+ -

صنفت الكثير من الوجوه السينمائية التي نزلت إلى بجاية للمشاركة في الطبعة 13 للأيام السينمائية، جمهور بجاية بـ ”المدلل”، بحكم استمتاعه بمشاهدة 33 فيلما تعرض لأول مرة في الجزائر، وأن البعض من هذه الأفلام لم يعرض في قاعات السينما بعد. لا تزال قاعة المسرح الجهوي ببجاية، لليوم الثالث على التوالي، القبلة الأولى لجمهور الشاشة الكبيرة الذي يقبل بأعداد كبيرة جدا، إلى درجة أن القاعة لم تستوعبها. ويلاحظ أن الجمهور يبقى حتى نهاية النقاش مع المخرج، ما أدى إلى ارتياح عدد كبير من المخرجين الذين نوهوا بمستوى أسئلة المتدخلين التي تعكس، حسبهم، درجة اهتمام وتعلق الجمهور بالفن السابع. واعتبر عدد كبير منهم أن جمهور بجاية محظوظ، بحكم أن عددا كبيرا من الأفلام تعرض لأول مرة، وقالت المخرجة السينمائية الفرنسية ”ماريان تارديو”، إن فيلمها ”من يعيش” لم يشاهده أي جمهور آخر غير جمهور مهرجان ”كان”، الشيء نفسه بالنسبة لفيلم ”ماريون” للمخرجة ”ناتالي هولت” الذي لم يعرض إلا في مهرجان واحد بايطاليا.حاول فيلم، سهرة أول أمس، ”قصة يهودا” للمخرج الفرنكو جزائري رابح عامر زعيمش، تسليط الضوء على بعض نقاط الظل في طبيعة العلاقة الغامضة بين التلميذ ”يهودا” وأستاذه النبي عيسى عليه السلام، حيث اعتبره المسيحيون خائنا، متهمين إياه بتسليم ”عيسى” للرومان مقابل حفنة من المال. المخرج وعكس التصور الشائع، رسم صورة جميلة عن ”يهودا”.جلب اهتمام الجمهور فيلم السهرة الثاني للمخرج المغربي هشام اللداكي، بعنوان ”طريق الخبز”، الذي يصوّر المعاناة اليومية والمتكررة لفئة المحرومين والمهمشين في المجتمع، التي أنهكها الفقر بمدينة ”مراكش”، حيث يحتشد كل يوم عشرات الرجال والنساء بجوار أسوار المدينة القديمة، علهم يحظون بفرص الشغل، رغم أنهم الركيزة الأساسية في الإقلاع الاقتصادي في مدينة تعرف ازدهارا سياحيا كبيرا.وقف الجمهور مطولا عند تفاصيل الفيلم من خلال النقاش المفتوح مع المخرج، بحكم أن ما يحدث في مدينة مراكش هو السيناريو نفسه الذي يتكرر في كثير من المدن المغاربية.حضر جمهور بجاية عددا من الأفلام، خلال اليومين الثاني والثالث من اللقاءات، منها فيلم ”عمارة” للمخرجة الفرنسية ”كلوديا موليز”، الذي عالج الوجه الخفي للحياة في المهجر، وما تعانيه الأجيال الجديدة والصدام النفسي الذي يتحمّلونه يوميا، رغم محاولتهم تجاهل ذلك، إلى جانب عرض فيلم وثائقي بعنوان ”كينغ أوف ذو ويند كوين” للمخرجين ”سيدريك دوبير” و«كاسبار كوانت” الذي أثار إعجاب الجمهور من خلال طريقة عرض التناقض الإيديولوجي والاختلاف التكنولوجي في الدول المتخلفة.للإشارة، فإن رئيس الجمعية المنظمة للتظاهرة، أشار إلى تكرار نقطة سوداء في كل دورة، وهو عدم حصول الكثير من المخرجين على التأشيرة التي تمكّنهم من دخول الجزائر للمشاركة في اللقاءات السينمائية ببجاية، وأكد من جهة أخرى حضور أزيد من 25 مخرجا للنقاشات التي تنظم بمدينة بجاية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات