+ -

 استشهدت ريهام دوابشة، في الساعات الأولى من فجر أمس الإثنين، متأثرة بحروقها البالغة، حيث عاشت لحما بلا جلد.وكان الفلسطينيون شيعوا، مساء أمس، في قرية دوما جنوبي نابلس، جثمان الشهيدة والدة الشهيد علي وزوجة الشهيد سعد، الذين قضوا حرقا على يد مستوطنين منفلتين، وهتف المشيعون عبارات الانتقام “يا قسام ويا حبيب اضرب اضرب تل أبيب”.وكانت حالة ريهام قد تدهورت وانخفض ضغطها على نحو هدد حياتها، ووصفت حالتها بالوفاة السريرية، في الوقت الذي توقفت كل أعضائها الداخلية عن العمل عدا القلب.وقال سمير دوابشة، الناطق باسم العائلة، لـ«الخبر”: “إن الطبيب المشرف على علاج ريهام أبلغهم بأن تدهورا خطيرا طرأ على صحتها خلال الساعات الأخيرة، وأن جسدها توقف عن الاستجابة للأدوية وعمليات زراعة الجلد”.وأشار الناطق إلى أن الحالة الصحية لريهام كانت قد استقرت الأحد، وعاد ضغط الدم لديها إلى وضعه الطبيعي، إلا أن حالتها عادت وانتكست، بعد أن عجز الأطباء في مستشفى “تل هشومير” بإسرائيل عن السيطرة على البكتيريا.فقدت العائلة كل أسرتها من حقد دفين من غربان بني صهيون، كان على ريهام أن تقوم بزيارة سريعة إلى حجتها، إلى حبيبتها، إلى قلب لم يخف دليله حينما طلبت من ريهام البقاء لتبيت داخل وسادة صدرها في تلك الليلة، تلك الليلة المحرقة بظلامها.ريهام الفلسطينية المربية لأجيال المستقبل، جاءت طالباتها يودعن معلمة حنونة، انهارت دموعهن على معلمة اللغة العربية. قالت الطالبات: “كانت تعاملنا مثل أولادها”.الشهيدة ريهام أتمت، أمس، عامها الـ27، علما أن زوجها الشهيد سعد استشهد (في ذكرى) يوم حفل زفافه، وأمضت ريهام قرابة الـ40 يوما في العناية المركزة.والدة ريهام في وداع ابنتها تغنت: “سبل عيونه ومد ايده يحنوها”، قالت ونساء الحي من خلفها يرددن “إن شاء الله يا رب”. “الله يرحمها ونلتقي، احنا واياها على الجنة يا رب، نلتقي احنا واياها على الجنة يا رب، بنقول لريهام وعائلتها أنتو اتريحوا وإن شاء الله فيه ناس يثأروا لدمكو، مع السلامة يا أمه”.استنكار ووعيدوزفت حركة حماس الشهيدة، وأكدت على حجم الجريمة التي ارتكبها المستوطنون ضد هذه العائلة، وهي جزء من خطة ممنهجة يشرف عليها قادة الاحتلال ويتم تنفيذها على يد الجنود والمستوطنين على حد سواء.وقال المتحدث باسم الحركة، حسام بدران، في تصريح صحفي وصل “الخبر”: “ندعو رجال المقاومة في الضفة، وهم موجودون في كل الفصائل، للقيام بعمليات نوعية تردع هذا الاحتلال المجرم وتؤدب مستوطنيه”.وفي السياق، اعتبرت حكومة التوافق استشهاد ريهام متأثرة بحروقها ولحاقها برضيعها وزوجها الشهيدين، دليلا إضافيا على مدى فظاعة جريمة حرق المستوطنين هذه العائلة، والتي بقي منها الطفل أحمد دوابشة الذي يعاني من حروق خطيرة.وقالت الحكومة في تصريح وصل “الخبر” نسخة منه: “إن الجريمة تثبت استهتار الحكومة الإسرائيلية بحياة الفلسطينيين بتساهلها مع المتطرفين الجناة وعدم محاسبتهم على جريمتهم البشعة، وتثبت تورطها في جريمة الحرب هذه بحــــــق عائلة كاملة”.وقال أحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي: “حتى الآن أحرق المستوطنون 15 منزلا فلسطينيا ولم يعتقل منهم أحد”. وأضاف: “هناك من يتساهل مع هذا الإرهاب، من يرسل رسالة إلى هؤلاء الإرهابيين بأن الاعتداء على الفلسطيني أو حرقه أو قتله هو شيء ممكن”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات