38serv

+ -

 يبحث الأولياء مع اقتراب الدخول الاجتماعي، عن روضة أطفال تمهد الرعاية التامة لمستقبل أبنائهم، لكن أغلبهم لم يتمكنوا من تسجيل أبنائهم بحجة الاكتظاظ، رغم وعود مؤسسة تسيير حدائق الأطفال والروضات ودور الحضانة “بريسكو”، بفتح 10 روضات جديدة في مختلف بلديات العاصمة، فور استلامها من طرف مصالح البلدية.تشرع العديد من الأمهات، وخاصة منهن الموظفات، مع بداية كل موسم دراسي في رحلة بحث عن روضة تحتضن أطفالهن، بل حتى الماكثات في البيت أصبحن يلجأن إلى وضع أطفالهن في رياض الأطفال بغية التعلم وصقل قدراتهم، باعتبارهم صفحة بيضاء تحفظ ما يكتب عليها. وحسب العديد من الأولياء الذين استوقفناهم أمام مختلف روض الأطفال، فأنهم فوجئوا لرفض استقبال أبنائهم بحجة أنها بلغت الطاقة الاستيعابية الإجمالية للروضة والمقدرة بـ200 مقعد بيداغوجي مقسم إلى مختلف الفئات.بدايتنا كانت مع السيدة شهرزاد، التي قالت إنها قامت “بحجز” مكان لابنها في “روضة كارنو” ببلدية الأبيار بالعاصمة، جوان الماضي، قبل انطلاق موعد التسجيلات، لتضمن مقعدا لصغيرها.وفي السياق، عبّرت صبرينة عن استيائها من القرار الذي اتخذته إدارة “روضة كارنو” برهن تسجيل مستقبل الأطفال الجدد إلى حين الانتهاء من تسوية وضعية الأطفال المسجلين في الروضة الموسم الماضي، ما أدى إلى ارتباكها خوفا من تضييع فرصة حجز مقعد لطفلها، في ظل الاكتظاظ الذي تعانيه مختلف روضات العاصمة، ومن ثم تجد نفسها مضطرة إلى اللجوء إلى القطاع الخاص، الذي يكلّفها 12 ألف دينار شهريا كأقصى تقدير.السيناريو نفسه يعيشه الأولياء المترددين على روضة “حسيبة مالكي” أو “روضة بوڤرة” بالبلدية ذاتها، التي رفضت إدماج الأطفال بسبب الاكتظاظ، ما ولّد غضبا شديدا لدى الآباء الذين لم يسعفهم الحظ في تسجيل أطفالهم، حيث تجمعوا أمام باب الروضة برفقة أبنائهم وعادوا أدراجهم غاضبين من الإدارة.ولا يختلف الأمر في روضة أعالي حيدرة، التي تعرف هي الأخرى توافدا كبيرا للأولياء، بسبب غلق روضة ساحة القدس منذ العام الماضي.كما أثار الأولياء مشكل المحسوبية في رياض الأطفال، حيث يتم تسجيل أطفال على حساب آخرين، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل العاجل من أجل وضع حد للمعاناة التي يعيشونها مع كل موسم دراسي.من جانبه، اعترف المدير العام لمؤسسة تسيير حدائق الأطفال والروضات ودور الحضانة “بريسكو”، بالضغط الكبير التي تعيشه رياض الأطفال بالعاصمة، مرجعا السبب إلى تكاليفها المناسبة التي لا تتعدى 5 آلاف سنتيم شهريا، مع جودة الخدمات التي يقدمها الطاقم التربوي للتكفل بالأطفال.وعن مشاريع “بريسكو” في قطاع رياض الأطفال، أضاف محدثنا أنه سيتم استلام 10 روضات جديدة، إضافة إلى 40 روضة أخرى تمارس نشاطها، لتغطي بذلك 47 بلدية، تحمل طاقة استيعاب 1070 مقعدا بيداغوجيا بمجموع 5160 طاقة استيعابية إجمالية لفائدة الأطفال في مختلف بلديات العاصمة، قريبا، وهذا ما يسجل انفراجا في الأزمة، علما بأنه تنتشر عبر إقليم الجزائر 40 روضة موزعة على 23 بلدية و11 دائرة. كما كشف المسؤول الأول عن مؤسسة “بريسكو”، أن بلدية درارية ستستلم روضة أطفال جديدة، بداية الشهر المقبل، ما سيرفع الضغط عن الروضات المجاورة، بالإضافة إلى روضة خرايسية، وبوروبة، وباش جراح، وعين البنيان، ودالي إبراهيم، والحمامات، وبئر توتة، وبوزريعة وباب الزوار. كما أضاف أن روضة طرابلس بالعاصمة ستستفيد من قسم خاص بالأطفال الرضع، إلى غاية تجسيد المشروع الذي يشمل روضة على مستوى كل إقليم، مشيرا إلى إعادة تهيئة الروضة المتواجدة بمقر المؤسسة، ليتم بذلك بناء وتشييد روضة نموذجية بمقاييس عالمية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات