رجال أعمال ووزراء على أبواب المطاعم الأجنبية

+ -

استطاعت المطاعم الأجنبية في الجزائر أن تأسر قلوب الجزائريين، ورجال أعمال ووزراء نظرا لذوقها وحفاوة الاستقبال ونوعية الخدمات، فقد غزت مختلف شوارع العاصمة وأحيائها الراقية لتزاحم المطاعم التقليدية، رغم حرص أصحاب هذه الأخيرة على جلب الزبائن بعرض أطباق بأسعار مغرية. “الخبر” حاولت معرفة سر إقبال الجزائريين على المطاعم الأجنبية المنتشرة، وجست نبض روادها للوقوف عند أسباب اختيارهم لها.الأطعمة السورية والتركية تفرض منطقها بين الجزائريينتستقبلك حديقة مليئة بالورود، تتوسطها نخلتان جميلتان تحس وكأنك داخل واحة صحراوية، هو مدخل أحد المطاعم التركية بالعاصمة، يقع بحي شعباني بحيدرة، الذي يقدم وجبات تركية مائة بالمائة، من مقبلات ساخنة وشربة عدس على الطريقة التركية، وأجنحة الدجاج كمقبلات ساخنة، وأطباق حسب رغبة الزبون، وسلاطة تركية ومقبلات ساخنة من كباب على شكل بروشات من اللحم المفروم، وبروشات دجاج والبصل، إضافة إلى الطبق التركي المصنوع من الياغورت المطلوب كثيرا، ومختلف أنواع البيتزا منها “فنديك لحم عجين”، و”سامساك”، وهي بيتزا مصنوعة من الجبن، وحلويات عديدة منها المحلبي والبقلاوة التركية والكباب، يقصد المحل زبائن ميسوري الحال، وأجانب يعيشون في الجزائر وحتى بعض العائلات الجزائرية التي تحب الأكل التركي.انتابنا الفضول أكثر لاكتشاف مختلف المطاعم الأجنبية بالجزائر، وقصدنا مطعما سوريا بشارع ديدوش مراد بالعاصمة، تحدثنا مع صاحب المحل وهو شاب سوري قدم إلى الجزائر العام الماضي، بعد أن ساءت الأوضاع في سوريا، فكانت الجزائر قبلته وقبلة الكثير من السوريين الذين فضلوا المجيء إلى الجزائر ليس كلاجئين فقط بل كمستثمرين، قائلا “الجزائر هي البلد الوحيد الذي فتح الباب لنا ونحن جد سعداء بالعمل هنا”، وعن أطباق المحل فهي متنوعة بين “الشيش تاووق”، “الطوشكا”، “الصفائح”، “المارينا”، “المتبة”، “المحمرة”، و”متبل بيطراف”، و”المحمرة”، “الفتوش” و”الشيش برك”، ويضيف محدثنا أن أغلب زبائن المحل من النساء خاصة الجزائريات اللواتي يعشقن الطبخ السوري، وبعض السفراء بالجزائر، وقالت لنا السيدة مليكة، زبونة وفية للمطعم، إن ما يميز المطعم هو تقديم مأكولات من مختلف المناطق السورية مثل التبولة والمتبل والفتوش والكبة ومختلف أنواع السلطات مثل سلطة “الشمندر” و”الحمص بالطحينة” ومختلف أنواع المحاشي والوجبات الرئيسة مثل “شيش برك” و”فتات فتة”، وهي كلها أطباق شهية، وأسعارها في متناول الجميع.انتقلنا هذه المرة إلى مطعم آخر فلسطيني بنفس الشارع، الذي يقدم مختلف المشاوي تصل روائحها إلى نهاية شارع أودان، من “كباب حلبي” و”كبة حمص” و”كبدة مشوية” و”شيش طوق” و”شاورمة” و”عرايس” ومقبلات من “فتوش”، و”متبل” و”لبنة” وغيرها من المأكولات الشهية، التي تقدم بطريقة رائعة تخرج منها روائح تسيل لعاب الزبون من وسط الطريق.... وللمطاعم الهندية كلمتهاقصد الإطلاع أكثر على ما يجود به المطبخ الأجنبي بالجزائر، كانت لنا جولة إلى المطعم الهندي بالشراڤة، تحفة هندية بالجزائر، جدران مدخله حجرية تنساب منها مياه وكأنك أمام منظر لشلالات، على جوانبها نباتات زينت المحل وأعطت له ديكورا رائعا، وأنت تتقدم إلى قاعة الطعام تقابلك مفروشات هندية، وأنوار خافتة، تحس وكأنك في أحد القصور الهندية، ديكورات هندية من لوحات معدنية منقوشة بلون بني ومسامير دائرية فخمة، وموسيقى هندية، فيشعر الزبون وكأنه في الهند، كل شيء فيه فخم، وأهم ما يشد الزبائن إليه، حفاوة الاستقبال أثناء الدخول وأثناء الخدمة، تجد عند المدخل موظفا يفتح لك الباب قبل أن تمد يدك لفتحه، وتجد في بهو المطعم موظفيْن للاستقبال يقفان لإلقاء التحية عليك، وحتى لاختيار الطاولة يساعدك نادل في ذلك، وبعد أن يتأكد من راحتك يعود بعد دقائق لأخذ الطلبات. يقدم المطعم حوالي 60 طبقا بين مشويات وأمراق وأرز وخبز هندي، وهناك بعض الأطباق يستعمل فيها 25 بهارا هنديا لإعطائها النكهة المطلوبة، يتراوح سعر وجبة واحدة كاملة في المطعم بين 1000 دج إلى 2000 دينار للشخص واحد، ويركز في وجباته على أطباق الأرز المحضر بالتوابل والبهارات، مع الحرص على اختيار الأرز من أحسن نوعية، كما يركز على المشويات بكل أنواعها، بالبهارات الأصلية التي يتم جلبها من الهند، حيث يقدم حوالي 15 طبقا من المشويات، وهي عبارة عن دجاج منزوع العظم ممزوج بالتوابل الخاصة بالمطبخ الهندي، يتم شيّ هذه المأكولات في “كوشة من الطين”، منها التشيكن بيرلوف، تشيكن تيكا، طبق التشيكن تندوري أو الدجاج تندوري، وتيشكن مالي كباب، وموتو برونا، وموتو هندي، وموتو ماسالا، كما يقدم المطعم أطباق الدجاج بالمرق والدجاج الكاري، إضافة إلى أطباق أخرى بالخضر والسلطات الهندية، وتقدم كل هذه الوجبات في أطباق تم جلبها خصيصا من الهند، ويعدّها طباخون هنديون.أطباق يابانية وتايلاندية تصنع التميزبحثا عن مطاعم أخرى تخدم الجالية الآسيوية الموجودة بقوة في الجزائر، اكتشفنا أن المطبخ الآسيوي يستهوي كل الجاليات الأجنبية الموجودة بالجزائر وحتى العائلات الجزائرية، منها مطعم ياباني بحيدرة، وهو مطعم آسيوي مائة بالمائة، تقابلك عند المدخل علب من المأكولات، يعرف من يراها بأنها مأكولات آسيوية حتى قبل أن يسأل، بها أشكال وأنواع مختلفة من المأكولات من أرز ملفوف على أنواع من لحوم الأسماك، استقبلتنا طباخة المطعم، التي أمدتنا بمختلف المعلومات حول طريقة تحضير الأطباق الخاصة بالمطبخ الآسيوي عند مطبخ السوشي، الذي تعدى عدد وجباته اليومية الخمس عشرة وجبة، من سلطة الدجاج على الطريقة الآسيوية، ودجاج ياكيتوري، وهو عبارة عن ثلاث بروشات مرفقة بالأرز الياباني، والدراڤون بوكس، ويتكون من أربع قمبري من نوع تومبورا، وأربعة نيجيري من نوع السومو، وأنواع كثيرة قالت الطباخة إن الإقبال عليها كبير من قبل شخصيات من الدولة، وكذا الكوريين والسوريين واللبنانيين، ومختلف السفارات الأجنبية بالجزائر، وحتى الفنانين الجزائريين يقصدون المطعم، إضافة إلى الخدمة الجيدة، فإن أسعار المطعم جد معقولة تتراوح بين 500 دج إلى 2000 دج للطبق الواحد. أما عن الطباخين، فتضيف محدثتنا، فهم جزائريون بشهادات الطبخ الآسيوي.غير بعيد عن المطعم الياباني، وبالضبط بشارع سعيد حمدين بحيدرة، نجد مطعما تايلنديا، يقدم أطباقا آسيوية في المطعم، كما يقدم خدمة التوزيع، تقابلك عند المدخل قاعة بها طاولات وكراسي فخمة، قال أحد عمال المطعم إن أطباق المحل متنوعة منها طبق السوشي، والكاري التايلاندية، والأرز الكاري التايلاندي، وطبق الياكيتوري المطلوب بكثرة من قبل الزبائن، والتي تحضر بتوابل الصويا صوص، يقصد المحل زبائن من مختلف الجنسيات وخاصة اليابانيين والكوريين والصينيين والأمريكيين، كذلك العائلات الجزائرية التي تحب الطبخ الآسيوي.مطعم صيني من دون قطط وصراصيركان في سجل زياراتنا مطعم صيني بحي سيدي يحيى بالعاصمة، يتميز بديكور صيني خلاب، من لوحات مزخرفة بأشكال ورسومات عن حضارة الصين، وأضواء مزركشة بكتابات صينية، يشعر الزبون وكأنه في بلاد الصين. وعن وجبات المطعم، قال لنا مسير المطعم، وهو شاب جزائري، أنها صينية آسيوية بحتة، تفوق 70 وجبة، وأن المحل لا يقدم لحوم القطط والكلاب والدود والصراصير والضفادع، التي تستعمل في الطبخ الصيني، كما يعتقد البعض، بل هي وجبات آسيوية يأكلها كل زبائن المحل من أجانب وجزائريين، وهي أطباق يحضّرها طباخون صينيون يجيدون تحضير مختلف الوجبات الآسيوية من الأرز بطريقة السلق على البخار، ما يجعله صحيا ومحتفظا بقيمته الغذائية، وتقدم أصناف عديدة من الأطباق منها السيزلن بالأنواع التي تضم أيضا الدجاج والجمبري، معكرونة الأرز، والرافيولي الصيني بمختلف أنواعه، وشربة فواكه البحر، والدجاج بالعسل، والدجاج مع الكاجو، ولحوم البقر مشوية على الموقد، والستيك الصيني، إضافة إلى البيتزا الصينية، والأرز الصيني الطبيعي وكرات السمك المقلي، كما يستعملون الخضراوات بشكل كبير، تحضّر بتوابل صينية يأتون بها من الصين، خاصة السوجا وجبن السوجا، أو كما تسمى بالصينية الطوفو، وقال المسير إن طريقة طهي الطعام الصيني التي تعتمد غالبا على السلق تجعله صحيا أكثر، ما يجلب إليه أغلبية الزبائن سواء من الصينيين أو الكوريين أو اليابانيين وخاصة الجزائريين الذين يقصدون المحل لاكتشاف وتذوق الطبخ الآسيوي، ويتحولون إلى زبائن أوفياء للمحل. وعن مقبلات المطبخ الصيني، يقول محدثنا إن الصينيين ليس لهم مقبلات بعد الأكل، لذلك فهم يستعملون كثيرا في طبخهم السكر والعسل لتعويض المقبلات بالسكر الموجود في الطبق، ومن ميزة الأطباق الصينية أنها تقدم لجماعة بحكم طبيعة معيشة الصينيين، فالطبق يكفي لأكثر من شخصين وتتراوح أسعارها من 300 دينار إلى 3000 دينار للطبق الواحد.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات