الجيش المصري يبدأ مشروعا لإغراق أنفاق غزة بمياه البحر

38serv

+ -

 تواصل الجرافات المصرية أعمال الحفر لوضع أنبوب مياه ضخم على طول الحدود مع غزة، تمهيدًا لإنشاء مزرعة أسماك، وفق ما تحدثت به بعض المصادر المصرية وأخرى إسرائيلية؛ في محاولة للقضاء على ما تبقى من أنفاق أسفل الحدود المصرية مع القطاع، عن طريق إغراقها بمياه البحر.“الخبر” زارت المناطق الحدودية والتقت بأصحاب الأنفاق وعمالها، ووقفت على أعمال الحفريات التي تجرى على طول الحدود، ورصدت جرافات كبيرة وحفارات تعمل بوتيرة متسارعة في باطن الأرض، كما شاهدت “الخبر” أنابيب المياه ممددة على الأرض في بعض المناطق الحدودية، وتمتد الأنابيب المائية على طول الحدود مع قطاع غزة، لغمر التربة بمياه البحر بهدف تدمير الأنفاق، والأنبوب المائي عملاق قطرة 20 بوصة وطوله 14 كلم على طول حدود مصر مع قطاع غزة.وأفاد عمال الأنفاق بأن الحفارات التي تعمل على طول الحدود بدأت الحفريات من الناحية الغربية للحدود من جهة البحر، حتى اكتملت إلى آخر الحدود عند معبر رفح، وتأكيدا لهذه الرواية، فإن “الخبر” شاهدت الحفريات على طول الشريط الحدودي، ما يؤكد أن عملية الحفر تجرى على قدم وساق، ويتضح من الآليات الضخمة أنها تابعة لشركة إنشاءات هندسية.وقال محمد، أحد عمال الأنفاق، “تفاجأنا لانهيار النفق الذي كنا نعمل فيه لحظة خروجنا منه، وفي نفس اللحظة انهارت 10 أنفاق أخرى”. وعن سؤالنا كيف انهارت، أجاب: “العشرة أنفاق كانت فوق بعض وتفصلها فقط أرضية رقيقة من التربة، وبضربة واحدة من حفر الآليات على عمق 30 مترا انهارت العشرة أنفاق في آن واحد”.وقال مصدر أمني فلسطيني، في تصريح لـ”الخبر”: “إن آليات تابعة للجيش المصري بدأت، قبل نحو أسبوع، بتمديد أنابيب مياه عملاقة يصل قطرها إلى 60 سم داخل خندق ضيق يمتد على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة”.وأوضح المصدر أن “الهدف من تمديد الأنابيب العملاقة، تدمير الأنفاق المنتشرة أسفل الحدود، دون الحاجة لاكتشاف مواقعها، عبر إغراقها بمياه البحر الأبيض المتوسط”. وحول آلية تدمير الأنفاق، ذكر أن الجيش المصري “سيضخ كميات هائلة من مياه البحر المتوسط داخل هذه الأنابيب، التي يضم كل واحد منها مئات الثقوب، ما سيؤدي إلى تفكك التربة الرملية، لتصل المياه إلى داخل الأنفاق التي ستنهار بشكل سريع”.وفي السياق نفسه، قال أبو رائد، فلسطيني من غزة وصاحب أحد الأنفاق: “تمديد الجيش المصري لأنابيب المياه على طول الحدود مع قطاع غزة، سيؤدي حتمًا إلى إغراق جميع الأنفاق التي ستصلها مياه البحر نتيجة لتفكك التربة”.ونظرا لخطورة إقامة قناة مائية على طول الحدود مع قطاع غزة، كما كان مقررا سابقا، جرى التوصل إلى مقترح تركيب الأنبوب الجديد المتصل بمياه البحر الأبيض المتوسط من خلال مضخات مياه تضخ كميات كبيرة من المياه في الأنبوب المثقوب بعشرات الثقوب من جهة واحدة، حيث يتم تركيب الأنبوب تحت الأرض، وواجهة الثقوب ناحية الأعماق بهدف غمر التربة بالمياه لتصل فتحات الأنبوب، ما يؤدي إلى انهيار التربة وانهيار الأنفاق”.وفي رواية أخرى عن نوعية المياه التي تستخدم في غمر الأنفاق، قال عمال وأصحاب الأنفاق: “إن السلطات المصرية تنشئ ما بين كل 15 مترا بئرا من المياه الحلوة يسمى في غزة بئر “فجر”، هذه المياه يتم وصلها بالأنابيب المعدنية ويتم من خلالها إغراق ثلاثين مترا من هذه المنطقة”.وفي السياق، أشادت صحيفة “معاريف” العبرية بما وصفته “الحل العبقري” لسلاح الهندسة في الجيش المصري لمواجهة أنفاق قطاع غزة، مشيرة إلى أحواض تربية الأسماك على طول الحدود مع قطاع غزة، وضخ المياه فيها.وأوضحت أن مصر غير قادرة على تنفيذ أي تغيير على الحدود دون موافقة إسرائيل وتنسيق كامل بين الجانبين، وأن “دفء العلاقات” بين الجانبين الذي وصل لذروته، وفقا لمصادر أمنية، سوف يقود نحو سلسلة تسهيلات تقدمها تل أبيب للقاهرة، شريطة أن يتم ذلك بالتنسيق مع منظومة الأمن الإسرائيلية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات