لست أدري لماذا أحسست بالبكاء وأنا أتابع ما قاله الرئيس المالي في حق الرئيس الجزائري، مشيدا بنباهة وذكاء الرئيس بوتفليقة، وتعجبه من إدراكه ووعيه وعمق تحليله للأحداث!أولا: الرئيس المالي من المفروض أنه غير مؤهل لتقييم الرئيس الجزائري لا سلبا ولا إيجابا.. لأن الرئيس المالي الذي لم يستطع تسيير شؤون بلده بالحكمة والكفاءة المطلوبة واضطر إلى إنشاء “تعاونية دولية” تحت قيادة فرنسا والجزائر والأمم المتحدة لحل مشاكل بلاد هذا الرئيس المالي! من المفروض أن شهادته في الرئيس الجزائري تثير الضحك! ولا تثير الإعجاب، كما ذكر ذلك تلفزيون البؤس الإعلامي. والضحك يبلغ مداه عندما نعرف أن الرئيس المالي يقيّم عبد القادر المالي؟! رئيس بلده في حرب أهلية ويأتي لبلد جار لطلب المساعدة في حل مشاكله مع شعبه أو جزء من شعبه، ثم يقدم نفسه أو تقدمه الرداءة السياسية في الحكومة الجزائرية على أنه “مرجع” في التقييم، ثم يقيّم إيجابيا الرئيس الجزائري، ويفرح هؤلاء بما فعله هذا الرئيس وينشرونه في وسائل الإعلام على نطاق واسع! ويقدمونه على أنه شهادة مفحمة للمعارضة الوطنية في الداخل التي تقول إن كرسي الرئاسة أصبحشاغرا! من يشاهد مثل هذه الصور المحزنة يحتار أيبكي على الجزائر أو يضحك أو يمارس الاثنين معا!؟عندما كان بوتفليقة على “ديدانه” أنشأ مع كبار إفريقيا ما سمي بنظرية تقييم أداء الحكام الأفارقة من طرف النظراء! وها هو الرئيس المالي يقيّم بوتفليقة في أدائه لحكم الجزائر، ويقوم بالعملية في بيت الرئيس الجزائري وليس في رئاسة جمهورية الجزائر؟! وجه الشبه بين بوتفليقة والرئيس المالي يكمن في أن الجزائر تشبه مالي في عدم الاستقرار الأمني وفي اهتزاز الشرعية للحكام، وفي سطوة الدول الأجنبية في تقرير السياسة والشأن العام في البلدين وخاصة سطوة فرنسا وأمريكا!ثانيا: إذا كان ما قاله الرئيس المالي عن نباهة وفطانة وكفاءة بوتفليقة في متابعة الشؤون السياسية الدولية والمحلية صحيحا.. فلماذا يتكرّم الرئيس بوتفليقة على إظهار ذلك للرؤساء الأجانب مثل الرئيس المالي والرئيس الفرنسي ويبخل به على الشعب الجزائري؟! لماذا لا يقول لنا الرئيس بوتفليقة ما قاله للرئيس المالي بصورة مباشرة ويجعلنا نعرف ذلك من الرئيس المالي وغيره؟! ولا تتساءلوا كيف استطاع الرؤساء الأجانب فهم ما يقوله الرئيس ولم يستطع حكام الجزائر وشعب الجزائر فهم ذلك وتمثله؟!إذا كان ما قاله الرئيس المالي صحيحا، فلماذا تقوم اليتيمة ببث صور متحركة للرئيس دون صوت، أعادت البلاد إلى عهد صور السينما الصامتة في مخاطبة الشعب إعلاميا، مع ما في الصور من مناظر مضحكة إلى حد البكاء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات