38serv

+ -

علامات استفهام كثيرة تحوم حول مصير القوة العربية المشتركة، التي يبدو أن خلافا كبيرا يحوطها، ليؤكد ذلك مطالبة السعودية بتأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب، الذي كان مقررا الخميس الماضي بالقاهرة، وتقول مصادر إن جوهر الخلاف يكمن في عدم الاتفاق حول قيادة القوة المشتركة، وميزانية الدول التي ترغب في الانضمام إليها، وعدم إبلاغ جميع الدول بالقرار قبل صدوره أثناء القمة العربية التي انعقدت بشرم الشيخ، وسط تخوف كبير من استهداف ليبيا. خبير مصري: الجيش السعـودي لم يخض الحـروب من أيـام فتـح مكة لا يزال الغموض يكتنف قرار تشكيل القوة العربية المشتركة، الذي يبقى موضع تساؤل واهتمام الدول العربية، بينما تجري الجامعة العربية اتصالات مكوكية لمتابعة آخر التطورات، وجمع المزيد من طلبات الانضمام إلى هذه القوة، التي أعلنت الجامعة أن إنشائها لا يهدف إلى ضرب ليبيا بالأساس. وبينما ترفض الأمانة العامة للجامعة العربية الكشف عن الدول التي أعلنت موافقتها رسميا على الانضمام إلى القوة، يبقى العراق متمسكا بموقفه الرافض لها، وقالت مصادر ضليعة لـ«الخبر”، إن العراق يرى أن صدور القرار من القمة العربية “قرار جريء”، وأنه متمسك بقراره المعارض لتشكيل القوة التي تحتاج، حسب مصادرنا، إلى دراسة متأنية من الخبراء، وأن تكون الأمور واضحة وأن العراق لن يوقع على البروتوكول بهذه السهولة. وأرجعت مصادرنا فشل انعقاد اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب إلى فشل الاجتماعات السابقة، فضلا عن اعتراض السعودية.في نفس الوقت، تبقى الجزائر على موقفها الداعم للحل السياسي للنزاعات الداخلية للدول، دون إبداء رأيها علنا حيال القوة المشتركة، واكتفت بإضافة “تصريح تفسيري”، بشأن الفقرة الخاصة بـ«مساعدة ليبيا عسكريا”، بحيث “يندرج هذا المطلب ضمن السياق السياسي والحل التوافقي المنشود من قبل المجتمع الدولي، باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية، مؤكدا أن موقفها لا يمثل تحفظا على القرار. ليطفو الموقف السعودي المعلن والمبطن في ذات الوقت من القوة، فتأجيل اجتماع الخميس الماضي الذي جاء بطلب من السعودية، ودعم من البحرين والكويت وقطر والإمارات والعراق، يكشف عن وجود خلاف سعودي مصري حول قيادة القوة، وبنودها ومهامها.وفي سياق ذي صلة، اعترف اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني مساعد أول وزير الداخلية المصري الأسبق، بوجود “نوع من التوتر في العلاقات المصرية السعودية”، موضحا: “العلاقات المصرية السعودية كانت في أوجها لحين وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله، وبدأت الخلافات بين السيسي والملك سلمان تتردد في بعض المواقع، تحديدا بعد حرب اليمن وعاصفة الحزم، حيث طالبت السعودية بتدخل قوات برية مصرية، إلا أن ذلك لم يحدث، وذلك لتجاربنا المريرة في اليمن في الستينات، بالنظر للطبيعة الجبلية والقبلية هناك، لأن التدخل بريا لن يكون ذا جدوى، وقد تم التغلب على هذا الخلاف بزيارة نجل ولي العهد السعودي إلى مصر وحضور افتتاح قناة السويس، لتقرر مصر عقب الزيارة تمديد تواجد قواتها في جنوب اليمن لثلاثة أشهر أخرى، لأنه لو انسحبت قواتنا فإن الأمور لن تكون في صالح التحالف، وستدخل إيران أساطيلها ويتمدد تواجد الحوثيين”.وفي سؤال حول سبب تأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب، يجيب محدثنا: “أعتقد أن ضغوطا أمريكية تحديدا مورست على السعودية، لمنع التقارب العربي، وكذا الخلافات على الحصص المالية في ظل انخفاض أسعار البترول، ما تسبب في مشكلة لدول الخليج، أو ربما رغبة السعودية في قيادة القوة، ومع احترامي للأشقاء السعوديين والعرب، أرى أن هذا الخلافات هزلية، لأن الجيش المصري أكبر جيش في المنطقة العربية، والجيش السعودي لم يخض الحروب من أيام فتح مكة، وعليه أعتقد أن القيادة من الأصح أن تكون في مصر، بالاشتراك مع كل الدول العربية، فالحروب الكثيرة والمستمرة التي خاضها الجيش المصري أعطته خبرة وصقلت مواهب السلاح والجندي المصري، لكن زيارة الملك سلمان المرتقبة إلى القاهرة الأسبوع المقبل، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن التطابق التام والتغلب على جميع المشاكل”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات