+ -

كشف المدرب عمراني عبد القادر في حواره الذي خص به “الخبر” أمس، عبر الهاتف، أسباب فسخ عقده مع إدارة الرائد السعودي وأمور أخرى تخص تجربته القصيرة في الخليج، حيث لم يعمّر في البطولة السعودية إلا شهرين فقط، بعد أن أقالته إدارة الرائد بطريقةلم يقتنع بها المدرب السابق لمولودية بجاية.في البداية هل كنت تتوقع قرار إدارة الرائد السعودي؟ صراحة لم أكن أتوقع أن تتوقف تجربتي مع الرائد السعودي بعد جولتين فقط لسبب واحد هو أني كنت صريحا في أول اتصال مع رئيس الفريق وقلت له بالحرف الواحد “أني إذا وافقت على العرض فسيكون من أجل العمل على المدى البعيد وليس من أجل شهرين وأستلم مستحقاتي وأعود إلى الجزائر.وماذا كان رد رئيس الرائد آنذاك؟❊أكد لي أنه يريدني في الرائد السعودي للعمل على المدى البعيد وتكوين فريق تنافسي، على اعتبار أنه اطلع على سيرتي الذاتية وتبيّن له أن الفرق التي درّبتها قليلة، لكني عملت في معظمهم لمدة سنتين أو أكثر وكنت أريد تمرير رسالة واضحة له بأني لست من المدربين الذين يتعاقدون مع الفرق لمدة شهرين أو ثلاثة ويغادروا.وكيف وجدت هذا الفريق في البداية؟شرعنا في التحضير بداية جويلية الماضي، واندهشت للعدد الكبير من اللاعبين الذين يتدربون مع الفريق، إذ وصل عددهم 40 لاعبا، منهم من ينتمون للآمال، ونصف التعداد يخضع للتجارب ولم أتوقع أن يجري فريق يلعب في البطولة المحترفة التجارب للاعبين مغمورين، غير أنني تحملت هذا العبء والتسيير العشوائي من قبل الإدارة التي أرغمتني على إخضاعهم إلى التجارب حتى في تربص تركيا، حيث قمت بتصفية نصف التعداد، إلا أن الإدارة ضلت ترسل اللاعبين للوقوف عند إمكاناتهم، إلا أن نصفهم لا يملك مستوى اللعب حتى في قسم الهواة.وماذا حدث بعدها؟ كانت الانتدابات ضعيفة، والدليل على ذلك مهاجم الترجي التونسي أسامة الدراجي، الذي تعاقدت معه الإدارة وتبيّن أنه مصابا، حتى أنه في الترجي لم يلعب مرحلة العودة، وكان من الصعب تحضيره بدنيا، وهو مازال مصاب وغير قادر على اللعب، كما تم التعاقد مع مدافع محوري كان ينشط في نادي انجليزي في الأقسام السفلى، يزن 96 كلغ ولم أفهم معايير الإدارة في انتداب اللاعبين الأجانب، الأمر الذي جعل الانتدابات تسيير بطريقة عشوائية ودون استشارتي أيضا.ولماذا لم تتدخل في الوقت المناسب لإعادة ترتيب الأمور ؟ كان من الصعب التدخل، على اعتبار أن الإدارة هي التي تجلب اللاعبين المحليين وخاصة الأجانب، حتى أننا بعد عودتنا من تركيا، تلقت الإدارة برقيات من بعض النوادي الكبيرة في صورة الهلال والنصر والشباب، تعرض عليهم قبل بداية البطولة بعشرة أيام لاعبين شبان على شكل إعارة وجلّهم يملك مستوى جيد لكن يفتقدون للتحضير البدني كونهم لم يتربصوا مع فرقهم.ولهذه الأسباب أخفقت في الجولة الأولى والثانية قبل الخروج المبكر من الكأس؟بطبيعة الحال، كنت أنتظر بداية صعبة بالنظر إلى ما اكتشفته في تربص تركيا أو في التحضيرات، كما أن الخسارة في الكأس كانت منتظرة كوننا لم نكن جاهزين لهذه المباراة، وواجهنا الشباب وهو واحد من أكبر الفرق في السعودية وخسرنا بثلاثية مقابل واحد وقدمنا مقابلة جيدة لكن العامل البدني أثّر فينا كثيرا.  وأمام الاتحاد السعودي، ماذا حدث لكم؟كنا ننتظر صعوبة المباراة لكننا قدمنا مقابلة في المستوى وتضييعنا لهدف حقيقي في الربع ساعة الأخيرة كان منعرج اللقاء، حيث أنه في العشر دقائق الأخيرة تلقينا هدفين، وحتى وسائل الإعلام أثنت على الأداء الذي قدّمناه، لكن الرئيس ومكتبه المسيّر كان يرى العكس واتخذ قرار إيقافي دون أن يقدّم تبريرات مقنعة.وما هي تبريرات الرئيس التي كانت وراء إبعادك ؟قال لي بالحرف الواحد، أني فشلت في مباراتين والجمهور لم يتقبل الإخفاق، فكان ردي لهذا الرئيس الذي لا يتجاوز عمره 30 عاما أنه ليس بعد مباراتين تحكم على مدرب قضى عشرين سنة في هذه المهنة ويعرف عمله ونال الألقاب في بلاد كرة القدم الذي يتواجد فيها ضغط كبير وحضور جماهيري عريض.وهل صحيح أن سبب إبعادك كان رفضك وجود مدرب مغربي مساعد ؟   لم أرفضه وإنما الرئيس طلب مني أن يعمل رفقة الطاقم الفني الذي جلبته ويتكفل بتصوير المباريات وتشخيص مستوى المنافسين الذين كنا سنواجههم، قبل أن تصلني معلومة أن هذا الشخص كان محضرا بدنيا وتمت إقالته مرتين قبل إعادته وهو حاليا يشرف على الفريق بصفة مؤقتة.خلاصة القول، كيف تقيّم تجربتك مع الرائد السعودي ؟حتى وإن كانت فاشلة، فإنها أفادتني لعدة أسباب بعد أن كنت أحلم بخوض تجربة في الخليج وتحقق ذلك، لكني خرجت بعدة نقاط هو أن المدرب لا يملك البطاقة البيضاء وينحصر عمله على التدريب فقط، كما أن انتقاد لاعب أو طرده من الحصة التدريبية أو محاولة الدخول معه في مناوشات يبقى خطا أحمر ولا يجب تجاوزه حتى وإن لم يكن للاعب وزن في الفريق.حسب تصريحاتك، فإن الرائد هو ناد محترف بعقلية نادي هاو؟ هو ناد صغير بالمقارنة مع فرق كبيرة ولا يملك ميزانية كبيرة وكل موسم يلعب من أجل البقاء، حيث تيقّنت أني كنت أضيّع وقتي مع هذا الفريق، كما أن بعض المسيرين لم يتحملوا عقليتي التي كانت مبنية على تكوين فريق تنافسي وقوي.هل هناك مقارنة بين الفرق الجزائرية والسعودية ؟حتى نكون موضوعيين وصادقين، السعوديون يتفوقون علينا في المنشآت الرياضية بالطول والعرض، حيث أن كل فريق يملك ملعبا ومركزا للتكوين، وهناك خمسة فرق هم النصر، الهلال، الاتحاد، الشباب والأهلي الذين يستفيدون من امتيازات كبيرة مثل جلب لاعبين كبار وجل لاعبيهم ينشطون في المنتخب الأول، أما الفرق الأخرى كلها متواضعة.  ومن الجانب الفني ؟أعتقد أن البطولة الوطنية أحسن بكثير من الناحية الفنية والانضباط التكتيكي، كما أن الجزائر تملك فرقا متوازنة، زيادة على أن الحضور الجماهيري كبير والحماس فياض في مدرجات الملاعب الجزائرية الذي لا تجده إلا في أوروبا أو أمريكا اللاتينية.وهل فسخت عقدك بالتراضي؟أنتظر ملاقاة رئيس الفريق حتى ننهي كل شيء بالتراضي وأعود إلى الجزائر وسيكون ذلك بعد يومين على أقصى تقدير.  تردد اسمك بقوة في بعض الفرق مثل اتحاد الجزائر ووفاق سطيف ومولودية وهران، ما ردك ؟كل ما قيل مجرد إشاعات، صراحة لم أتلق أي عرض رسمي لسبب بسيط هو أنني ما زلت متواجدا في المملكة العربية السعودية ولم يتصل بي لا رئيس فريق ولا وسيط ولا مسيّر من الفرق التي ذكرتها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات