أويحيى ينشر مرسوما رئاسيا يضم فيه لنفسه صلاحيات كانت من اختصاص أخ الرئيس السعيد! هذه الاختصاصات ضمها أويحيى إليه بإرادة الرئيس أم ضد إرادة الرئيس.. وبإرادة أخيه الغائب أم ضد إرادته؟!هذه مسائل لابد من التحقيق فيها! سعداني يدير الأفالان من إسبانيا.. والرئاسة تدار بالغياب. الرئيس يدعو الرئيس المالي لزيارة الجزائر لدراسة ملفات مهمة، وهي الأمن على حدودنا الجنوبية! ولكنه عندما يحضر إلى الجزائر يستقبله ولد خليفة وليس بن صالح، لأن بن صالح في زيارة إلى الصين! هل زيارة بن صالح إلى الصين أهم من أمن الجزائر في حدودها الجنوبية؟! لكم أن تقدروا أنتم ما يحصل! ثم الرئيس الضيف الذي يأتي إلى الجزائر لدراسة ملفات مهمة، كما تقول اليتيمة، يقوم في يومه الأول بوضع باقة ورد في مقام الشهيد!فذاك أهم من الملفات الخطيرة الأمنية التي قيل إن الرئيس المالي دعي لمناقشتها مع نظيره الجزائري! لم نشاهد ولا مرة أن رئيس دولة يأتي إلى الجزائر ويستقبل من طرف الرئيس في آخر زيارته! فالأعراف أن الرئيس يستقبل في بداية الزيارة.. لكن الآن حدث العكس! وهو ما أعطى الانطباع بأن جماعة الرئاسة والمضادين لها يلعبون حتى بسمعة البلد في علاقاتها الخارجية! لقد انتقلنا من حالة إدارة البلاد بالنيابة إلى الإدارة بالغياب!بعض طويلي اللسان قالوا إن الرئيس لم يستقبل ضيفه في اليوم الأول، لأنه لم يكن يرتدي “الكوستيم” الذي كان يرتديه في المرة السابقة! وعندما يلبس الرئيس المالي الضيف “كوستيم” الزيارة الأولى وتصوره اليتيمة سيتم استقباله من طرف الرئيس! وتصوره اليتيمة كالعادة! ولا تسألوني لماذا هذا! حتى لا أضطر إلى الإجابة بكلام يضعني تحت طائلة القانون! فالرئيس أو مجموعة الرئاسة التي تستخدم الأجانب في التحايل والتضليل للشعب.. هي في الحقيقة مجموعة فاقدة للشرعية وتضع نفسها تحت طائلة القانون. ويتم ذلك بهولندا تارة وبالرؤساء الأفارقة مرة أخرى. أطرف ما سمعت هذه الأيام أن حفاف الرئاسة أصبح هو المؤسسة الرئاسية النشطة، فبعض المسؤولين السابقين أصبحوا يتعمدون الحضور إلى الرئاسة لتحليق شعرهم، والهدف هو أن تتم رؤيتهم هناك كي يقال عنهم إنهم مازالوا على علاقة بالرئاسة.. ومن بين هؤلاء بلخادم الذي تعمّد الحلاقة عند حلاق الرئاسة كي يشاهد داخل الرئاسة! وقد كان هذا الحلاق يذهب إلى هؤلاء في بيوتهم.. لكن أصبحوا يذهبون إليه، لأنه أصبح أهم من ساكني الرئاسة ومن زبائنه أيضا! وهكذا فإن برلمان الحفافات قد انتقلت عدواه إلى رئاسة الحفافين!مشكلة رجال السلطة والمحيطين بها أنهم أصبحوا يتصارعون على الكرسي الرئاسي الشاغر عمليا، ولكن بغباء فاضح.ويشركون في هذا الصراع الغبي حتى الأجانب. والمؤكد أن محنة الجزائر ليست في تدهور أسعار النفط، بل المحنة الأكبر هي في تدهور مستوى رجال الحكم في ممارستهم للغباء السياسي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات