ذكر شعيب مقنونيف، باحث في التراث الثقافي اللامادي، وأستاذ بجامعة تلمسان، أن الشعر الشعبي والبدوي، الذي يشكل 90 في المائة من نصوص الموسيقى الأندلسية الجزائرية، معظمه قد ضاع، فيما أن المخطوطات القديمة التي دوّنت له، لا تزال لدى العائلات التي تعتبرها ملكية خاصة مقدسة، لا تسلمها للجهات الثقافية.لفت الباحث الانتباه في حديثه لـ”الخبر”، على هامش الندوة العلمية حول المحتوى القاعدي للنوبة والموشح والجزل ”في إطار” المعرض الدولي حول تاريخ الموسيقى العربية”، إلى أن أشكال التعبير الثقافي، خاصة فيما تعلق منها بالشعر الشعبي، الذي يعدّ أهم عناصر تراثنا الثقافي اللامادي، يحتاج إلى كثير من العناية والاهتمام، لأنه ذاكرة الأمة التي سجلت كثيرا من الأحداث، من خلال جمعه وتوثيقه ثم التحقيق فيه، خاصة وأنه عرف هجرة إلى بلدان المغرب العربي، لتأتي بعده مرحلة الدراسة، التي يستفيد منها الجميع بمراقبة لغوية واجتماعية، مضيفا أن الأمر يستلزم كذلك إخراج دواوين الشيوخ والشعراء إلى العلن، وبذلك نكون -حسبه- ضمنا مختلف التكلمات التي شهدتها الأشكال الكلامية الجزائرية في عهود سابقة.أوضح المتحدث في الإطار ذاته، أن أنواع الموسيقى في الجزائر من الحوزي والمالوف هي من أصول أندلسية، حيث أن العائلات المهاجرة من الأندلس، نزلت بالمغرب الأوسط وتحديدا بتلمسان والبليدة وبجاية، حملت معها الفن والتراث الأندلسي، امتزج مع ما كان موجود من موسيقى وطبوع في تلك المناطق، ليصبح ما عليه الآن، وظهر نتاج جزائري محلي، بحضور الصورة الشعبية في موسيقى الحوزي والمالوف، حيث استلهموا إيقاعات الموسيقى الأندلسية، وأدخلوا عليها نصوصا محلية. وأضاف أن المالوف والحوزي هي موسيقى ونص، وهناك قصائد ونصوص لشعراء شعبيين ومن الشعر البدوي، استلهم منها أرباب الموسيقى في المدينة ووظّفوها في قوالب موسيقية لقيمها الفنية والجمالية، وهي النظرة العكسية لفناني البدو الذين أخذوا نصوص مدنية وتواصلوا بها موسيقيا، فأهمية البلاغة الشعبية-حسبه- لا تقلّ أهمية عن البلاغة في الأدب الرسمي، وأفصح في ذات الموضوع عن وجود مثقفين لهم موقف من هذا النوع ويصفونه بشعر الدهماء والعوام، إلا أنه تم قبولهم من طرف المجتمع وأخذت هذه النصوص لقوتها وجمالها بالسفر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات