+ -

يبدو أن روسيا تمكنت من إحداث خرق استراتيجي في المحور العربي الداعي للإطاحة بنظام بشار الأسد، بقيادة السعودية (والذي يضم أيضا مصر والإمارات والأردن وقطر). ورغم أن موسكو فشلت لحد الآن في زحزحة موقف الرياض الرافض لأي حل سياسي يكون نظام بشار الأسد طرفا فيه، خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السعودي إلى موسكو، إلا أن هذه الأخيرة تمكنت لحد الآن من تغيير موقف ثلاث دول رئيسية في هذا المحور، ويتعلق الأمر بكل من مصر والإمارات والأردن، والتي زار زعماؤها مؤخرا موسكو للتشاور في قضايا متنوعة، كان أهمها الملف السوري وبقاء الأسد ضمن المعادلة السياسية المقبلة. تحاول روسيا تشكيل تحالف رباعي يضغط على السعودية من أجل التخلي عن دعم المعارضة المسلحة في سوريا، لأن سقوط نظام بشار الأسد يعني سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش” وبقية التنظيمات الإسلامية “المتطرفة” على كامل التراب السوري، وهو ما يشكل تهديدا على جميع هذه الدول بما فيها السعودية التي تعرضت لتفجيرات على أراضيها تبناها تنظيم الدولة الإرهابي.غير أن السعودية بقيادة الملك سلمان متشبثة بشكل قوي بالإطاحة بنظام بشار الأسد، ولن تنسى خطاب الأسد في 2003 خلال العدوان الأمريكي على العراق بدعم بعض البلدان العربية، والذي وصف فيه بعض الحكام العرب بـ”أشباه الرجال”، ما أثار غضب قادة مصر ودول الخليج حينها.لكن دولا مثل مصر والإمارات والأردن مازالت لم تعلن موقفها الداعم لبقاء الأسد بشكل صريح خشية استفزاز السعودية التي تتزعم دول الخليج، ودورها في المنطقة العربية والشرق الأوسط بدأ يتعاظم خاصة في ظل “غرق” مصر في مستنقع أزماتها السياسية والأمنية والاقتصادية، وحاجتها الملحة للمساعدات المالية والاستثمارية السعودية، وقيادة هذه الأخيرة للتحالف العربي في اليمن، ومشاركتها في التحالف الدولي ضد “داعش” في العراق وسوريا.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات