‘’لا يمكن لقطرات من المطر أن تغرق عاصمة بكاملها··· ‘’. الكلام لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وهو يزور الحي الشعبي باب الوادي عام 2001 الذي شهد حينها كارثة طبيعية تسببت في وفاة ألف شخص، وكادت تغير تضاريس المنطقة، حينها توعد الرئيس المتقاعسين ووعد بتفادي مثل هذه الكوارث ليس فقط في باب الوادي بل عبر كامل التراب الوطني، وتكرر السيناريو بغرداية سنة 2008 بوفاة أكثر من 30 شخصا، وقبل أيام فقط كادت قسنطينة تغرق في مياه أمطار الخريف، ونبقى نحصي الموتى مع تساقط كل قطرة مطر لغيث الخريف بإحصاء عشرة ضحايا بسبب الأمطار الأخيرة.الحكومة تكتشف أخيرا أوضاع سكان المدينة الجديدة بقسنطينةمندوبـون تنفيذيـون لتسيـير شــؤون 450 ألف نسمةأعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، في زيارة مفاجئة لولاية قسنطينة التي عرفت، خلال الأسبوع الماضي، فيضانات تسببت في وفاة أربعة أشخاص وتسجيل خسائر مادية معتبرة، عن إعداد تنظيم خاص للمدينة الجديدة علي منجلي، يتكفل بتسييرها مديرون تنفيذيون من جميع القطاعات، يتكفلون فقط بالمدينة بالنظر إلى الكثافة السكانية للمدينة التي تتجاوز 450 ألف نسمة.أكد نور الدين بدوي أن فوج عمل بدء في إعداد مقترحات في هذا السياق، حيث سيعرض على الحكومة فور الانتهاء من العمل، وهو ما سيخفف الضغط على بلدية الخروب التي عجزت عن تسيير المدينة الجديدة لقلة إمكانياتها المادية والبشرية، علما أن “علي منجلي” تعتبر أكبر تجمع سكني بالشرق الجزائري، وتحولت في الفترة الأخيرة إلى ما يشبه المراقد لكل المرحلين من الأحياء العتيقة والوضيعة بعاصمة الشرق قسنطينة.على صعيد فيضانات المدينة الجديدة علي منجلي، زار وزير الداخلية مختلف النقاط التي شهدتالحادثة، واستمع لشروحات المسؤولين، قبل زيارة عائلة إحدى الضحايا والبالغة من العمر 21 سنة، فقدم لهم العزاء، قبل أن يعقد جلسة مع مختلف المسؤولين المحليين، حيث طالب بإعداد تقرير عن الوضع خاصة ما يتعلق بتدعيم البلديات بوسائل جمع القمامات وتصريف المياه، من خلال مديرية البيئة والبلديات، متعهدا بتطبيق أقصى العقوبات في غضون 48 ساعة من استلام التقرير وتحديد المسؤوليات. جاء ذلك عقب مطالبة الأمين العام للولاية بتدعيم الحظيرة بعتاد جديد، وهو ما أثار غضب الوزير على اعتبار أن الولاية استفادة في وقت سابق من إعانات ضخمة في هذا السياق. وكشف وزير الداخلية نور الدين بدوي، على هامش الزيارة، أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تكون دون يقظة المواطن، مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن المختلفة تقوم بعمل جبار من أجل تأمين الحدود ومواجهة خطر الإرهاب المتصاعد في دول الجوار، والتي اعتبرها تفسيرا للعمليات الإرهابية الأخيرة، إلا أن المواطن، حسب وزير الداخلية، يبقى إحدى ركائز الحرب على الإرهاب من خلال وعيه بما تمر به البلاد في الوقت الراهن، والذي يتطلب تكاثف جميع الجهود للقضاء نهائيا على هذه الآفة. ذات المتحدث عرج على قضية الحرس البلدي، وحل الجهاز، حيث أكد عدم تخلي الدولة عنهم، وسيتم تحقيق جميع مطالبهم، مضيفا أن الحرس البلدي قدم الكثير للجزائر، وعليه لا يمكن أن ننكر ما قدموه، مضيفا: “نحن لم ولن نتخلى عنهم أبدا”، معتبرا أن مطالبهم ليست مالية كما يعتقد البعض بل هي اجتماعية أكثر منها مادية.تتواجد على حواف الوديان ومصباتهامليونا جزائري يسكنون 150 ألف بنايـة مهددة بالفيضاناتيعيش نحو مليوني شخص يقطنون في 150 ألف بناية أنجزت على حواف أو مصبات الوديان، في خطر دائم في حال تساقط كبير للأمطار أو عودة هذه الوديان للسيلان، بحسب دراسة أعدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وتوجد العاصمة ضمن ثلاث ولايات، منها تبسة وباتنة، ضمن هذه الناطق الأكثر عرضة للسيول. رغم الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العمومية والقاضية بإنجاز سدود لتجميع مياه الأمطار، كما حدث في غرداية بإنجاز سدود صغيرة لتجميع مياه أمطار وادي مزاب وكذا الحال بالنسبة لولايات أخرى كباتنة وتبسة وعنابة وقسنطينة، إلا أن هذا لا يعد كافيا لإنقاذ حياة أرواح الآلاف من الأشخاص من خطر الفيضانات، فمدن بكاملها أنجزت على حواف الوديان دون الأخذ في الحسبان المقاييس الطبوغرافية الخاصة بكل منطقة. وقد أحصت دراسة حديثة أعدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي، عددا من الولايات الأكثر عرضة لمثل هذه الأخطار، والتي أضحت الوديان تهدد قاطنيها، كما هو الحال بالنسبة لولاية تبسة التي تتصدر قائمة الولايات الأكثر تعرضا للفيضانات بـ17236 بناية أنجزت بالقرب من الوديان، وتأتي بعدها ولاية باتنة بـ16221 بناية، ثم ولاية الجزائر بـ14545 بناية، فولاية تيزي وزو بـ9012 بناية، حيث توجد قرى بكاملها أنجزت بالقرب من الوديان، فولاية تيبازة بـ5012 بناية، ثم تأتي الولايات المتبقية بنسب مختلفة ومتفاوتة.وتخضع المناطق القابلة للتعرض للفيضان لنص القانون رقم 04/20 المؤرخ في 25 ديسمبر 2004 المتعلق بالوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث، في إطار التنمية المستدامة، الفرع الثاني، الأحكام الخاصة بالوقاية من الفيضانات، وهي المناطق التي تتضمنها الخريطة الوطنية التي توضح مجموع المناطق القابلة للتعرض للفيضان، بما في ذلك مجاري الأودية والمساحات الواقعة أسفل السدود المهددة بهذه الصفة في حالة انهيار السد.سلطات تعجز عن تصريف المياهأمطار طوفانية تخلـف 5 قتلـى بـبرج باجي مختار تسبب أمطار الخريف التي عرفتها المناطق الحدودية من الوطن، خلال اليومين الأخيرين، في وفاة خمسة أشخاص وتشريد ألفي عائلة انهارت منازلها ببلدية برج باجي مختار الحدودية، كما انقطعت حركة المرور بعد أن تحولت الطرقات إلى برك مائية استعصى على السلطات تصريفها.وقد تسببت الأمطار الطوفانية، التي تساقطت على منطقة برج باجي مختار الحدودية، الواقعة على بعد 650 كلم جنوبي عاصمة الولاية أدرار، في اضطرابات جوية ونشرت الذعر والخوف وسط المواطنين، جراء تدفق السيول بشكل نادر الحدوث. وقد توقفت حركة المرور في وسط المدينة بعدما حولتها الأمطار إلى برك مائية، كما تسببت في انهيار عشرات البنايات الطوبية الهشة وتشريد أكثر من 2000 عائلة أصبحت دون مأوى. وقد خلفت الأمطار الموسمية هلاك 5 أشخاص في بركة مائية، لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة، حيث جرفتهم السيول، ومنهم من قضى نحبه تحت الأنقاض بعد سقوط عدد من المساكن. وقد عاش سكان المنطقة الشمالية لبرج باجي مختار حالة استنفار قصوى جراء السيول التي حولت الطرقات إلى برك وأنهار، وأغرقت مئات المساكن لتفرض على قاطنيها مغادرتها أو الفرار إلى الشارع خوفا من الهلاك تحت الأنقاض، بالإضافة إلى إتلاف كلي لشبكة المياه الصالحة للشرب التي تضررت قنواتها، كما عرفت المنطقة انسدادا شبه كلي لمجاري المياه، حيث جرفت الأمطار أكواما من الأتربة والحجارة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة أحياء من المدينة، ما زاد من معاناة السكان وصعب من مهمة تدخل أعوان الحماية.بعد الفيضانات التي شهدتها بعض ولايات الوطنالداخليــة تأمــر البلديــات بتنقيــة البالوعـــات شرعت معظم بلديات الوطن في حملات واسعة لتنقية مجاري المياه والبالوعات، تحسبا للفيضانات الموسمية التي تتزامن مع تساقط أمطار الخريف، كما حدث في ولايات مختلفة من الوطن، حيث تسببت السيول في وفاة عدد من الأشخاص مع تسجيل خسائر مادية كبيرة على مستوى عشرات البلديات.يأتي تحرك السلطات البلدية بأمر من وزارة الداخلية التي دعت رؤساء جميع البلديات، عبر تعليمة تلقاها ولاة الجمهورية، والتي تقضي بالشروع الفوري في التحضير لمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية، بعد التجارب السابقة التي عرفتها الجزائر في ولايات مختلفة، وإثر الفيضانات الأخيرة المسجلة، كان أكبرها بولاية قسنطينة حيث كادت المدينة الجديدة علي منجلي تغرق في المياه.وقد انطلقت فعلا بعض البلديات، عبر مديرياتها، في حملات للتطهير وإزالة القمامة عبر مختلف الأحياء، والتي غالبا ما تتسبب في سد البالوعات والمجاري، وامتدت إلى بعض الأودية التي ألقيت فيها بقايا مخلفات مشاريع البناء، وهو ما يتسبب في تغيير مجاري المياه.في ذات السياق، تلقت مصالح النظافة على مستوى البلديات أيضا تعليمات بتكثيف عمليات التنظيف خلال هذه الفترة، بإزالة فورية لأكياس القمامة وكذا بقايا بعض مواد البناء بالقرب من المجاري والبالوعات، وزودت ذات المصالح خاصة مؤسسات النظافة بوسائل عمل تمكن من تنقية جيدة لهذه المجاري.إعلان أربع بلديات منكوبة بسبب البردفقدان شخص بخنشلة و25 إصابة في السيول الأخيرة خلفت السيول الجارفة المتهاطلة على ولاية خنشلة، مدة أسبوع كامل، في فقدان شخص كان على متن مركبته بعد أن جرفته المياه، فيما تم إعلان بلديات لمصارة وبوحمامة وشلية وغرب بلدية طامزة منكوبة فلاحيا، بسبب تساقط البرد الذي تسبب أيضا في هلاك رؤوس الماشية، فيما لا يزال سكان عاصمة الولاية و8 بلديات أخرى غارقين في الأوحال والسيول التي غمرت بيوتهم.وقد فقد الشخص سالف الذكر ببلدية المحمل، شرقي خنشلة، والذي كان على متن مركبته، أول أمس الخميس، بالمكان المسمى عين شجرة جنوبي البلدية، ومباشرة بعد أن وصلت المعلومات إلى مصالح الحماية المدنية، تم تجنيد كل الإمكانيات البشرية والمادية للبحث عن المفقود، وقد عثر عليه بعد 10 ساعات من البحث.أما في بلديات لمصارة وبوحمامة وشلية ويابوس وغرب بلدية طامزة، فقد أدى تساقط البرد بكميات كبيرة وبأحجام مختلفة في إصابة 25 شخصا بجروح خطيرة، وتضرر أكثر من 50 مركبة تضررا كليا، وانهيار سكنات طوبية قديمة، كما أتلف البرد منتوج التفاح الذي تم تخصيص مساحات شاسعة له في هذه البلديات التي لم يجن الفلاحون منه شيئا. وأرجع الفلاحون سبب هذه الخسائر إلى عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في اقتناء شبابيك خاصة بالوقاية من البرد، الذي تسبب أيضا في هلاك رؤوس البقر والأغنام، وأتلف البيوت البلاستيكية.أما بلديات عاصمة الولاية والمحمل وأولاد رشاش والرميلة وتاوزيانت وطامزة ومتوسة وبغاي والحامة، فلا يزال المواطنون يصارعون الأوحال التي خلفتها الفيضانات التي جرفت مواد البناء وسدت بها البالوعات، لتغمر السيول السكنات، وتتلف الطرقات وتتسبب في هلاك أكثر من 300 رأس من الماشية في البلديات المذكورة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات