فتح مغني الراب الجزائري وصاحب الدراسات العليا في الإنتاج الموسيقي بفرنسا ومهندس الصوت فوزي، المشهور باسمه الفني “أتونتا”، قلبه في لقاء خص به “الخبر” بباريس، للحديث عن عمله الفني الجديد المتمثل في نزول ألبومه الثالث تحت عنوان “إيل دورادو” إلى الأسواق الفرنسية والجزائرية، حيث أبدى الفنان ارتياحه للنجاح الذي حققه الألبوم وسط الأسواق الفرنسية، محطما بذلك رقما قياسيا مقارنة بالألبومين السابقين.وقال فوزي إنه استغرق قرابة 3 سنوات في إنجاز الألبوم حرصا منه على تقديم عمل فني بجودة عالية وذوق رفيع المستوى لجمهوره في الجزائر وفرنسا، بعيدا تماما عن استهدافه مسألة الربح السريع أو البزنسة في إنجازه للخروج بما يسمى بالراب الواعي، وأضاف أنه اهتم بإعداده شخصيا من حيث كتابة الكلمات والإنتاج، باستثناء التوزيع الذي أوكل مهامه إلى شركتين: الأولى “دليف دجيتال” بباريس و“ريزونونس” بالجزائر. ويضم ألبوم “إيل دورادو” (أي بلد الأحلام) 15 أغنية راب بالعامية، تحمل وصلاتها رسائل تربوية إيجابية، مست كل شرائح المجتمع وتناولت مختلف الأحداث المهيمنة على الساحة الوطنية الجزائرية والدولية، كما ترتكز معظمها على قصص حية تحكي واقع الغربة المر وحال المغتربين في فرنسا الذين يقعون أسرى في المهجر ولا يقدرون العودة بموسيقى الراب، وهو ما توحي إليه أغنية الألبوم الرئيسية “إيل دورادو” التي تروي قصة الفنان فوزي “أتونتا” شخصيا وحلمه بالالتحاق ببلد الحلم أوروبا وعلى رأسها فرنسا للبحث عن العيش الأفضل، بعد معاناته من البطالة عقب الانتهاء من دراساته الجامعية، حيث تقول الأغنية “حلمت بالتاويل وحلمت بالأورو، هجرت ومشيت لإيل دورادو”. وأضاف المغني إلى جانب ما ذكر أغاني أخرى ممزوجة بموسيقى من كل ربوع العالم، فضل من خلالها إثراء ألبومه بالتنويع في الديوهات بغية نقل الثقافات الموسيقية العالمية لجمهوره المحبوب بالجزائر وكذا فرنسا، وحتى أوروبا. إذ اختار إشراك فنانين من كولومبيا في أغنية “عربي لاتينو” والهند في أغنية “أكا”، وإسبانيا مع “نيلا باي” ببرشلونة في أغنية “مرارة الفراق”، وتونس مع الجزائري شاكر إمام في أغنية “حب مستحيل” التي تروي قصة عاشقين فرقت بينهما العائلتان، وسافر الشاب “حراق” فالتهمته أسماك البحر، بالإضافة إلى ديو مع فنانَي الراي الشاب منير في أغنية “ماعليش “، والشاب شمسو في “إبيزا”. واحتوى الألبوم أيضا أغنية تعالج ظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر، وتوجيه رسالتين إلى الوالدين وإلى الأساتذة حول العنف المدرسي، دون إهمال أطفال غزة واللاجئين السوريين، إلى جانب إعادة وضع أغنية بلادي “يا دزاير” نظرا للنجاح الذي حققته.وتأسف مغني الراب الجزائري “فوزي أتونتا” من تهميشه وعدم توجيه الدعوة له هذه السنة من قبل منظمي الحفلات في الجزائر، سواء على مستوى المهرجانات أو القنوات التلفزيونية الجزائرية العمومية، شاكرا القنوات الخاصة وعلى رأسها قناة “الخبر كاي بي سي” التي فتحت بلاطوهاتها أمام العديد من الفنانين الجزائريين داخل الوطن أو بديار الغربة، والذين يعانون الإقصاء والتهميش في بلادهم.وقال فوزي إنه كان ضحية التمييز العنصري مباشرة عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة بباريس بسبب اسمه الفني “أتونتا”، حيث تم شطب اسمه من قائمة الفنانين المدرجين في الإذاعات الوطنية الفرنسية الموجهة إلى مستمعي الجالية المغاربية، وذلك بمنع بث أغانيه عبر الأثير، كما تم طرده من عمله كمهندس صوت بدار الثقافة والمسرح “بلونغ جومو” في باريس، الأمر الذي يدعوه حاليا إلى التفكير بجدية في تغيير اسمه الفني الذي اكتسبه منذ أن كان في عمره 14 سنة، كونه ابن الجيل الذي أتى بعد العشرية السوداء في الجزائر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات