“المرأة القاتلة مجرمة.. لكنها ضحية لظروفها”

38serv

+ -

ترى الأستاذة سامية هميسي، المختصة في علم الإجرام الاجتماعي، أن هناك عدة عوامل تقف وراء النزعة الإجرامية عند المرأة، معتبرة أنه في كثير من الحالات تكون المرأة القاتلة ضحية لشعور الإهمال وسوء المعاملة، وهذا الإحساس تترجمه انفعالاتها في الانتقام، تعبيرا عن سخطها الكبير على الظروف التي تعيشها.دخلت المرأة الجزائرية الإجرام بابه الواسع، فبماذا تفسرين هذه الظاهرة؟بعد أن كان الإجرام صفة ذكورية، وكانت المرأة هي الضحية الأولى لاعتداء الرجل، أخذ إجرامها يأخذ أبعادا أخرى في الوقت المعاصر، وهو يزداد بشكل ملفت للانتباه في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء. وهناك أسباب عديدة تقف وراء تحولها من رمز الأمان والسكينة والسلم والحنان والحب، إلى رمز للخداع والمكر والظلم والجبروت والانتقام والكره. فيمكن أن يرجع ذلك إلى الإهمال الذي تتعرض له المرأة أو سوء المعاملة، مما يجعل من جريمتها أداة تعبّر بها عن مدى سخطها إزاء كل الظروف التي تحوم حولها. كما أن هذه النزعة الإجرامية مردها أيضا إلى اندماج المرأة بشكل كبير في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعملية، ومحاولة تقليدها لبطلات الأفلام الغربية المدبلجة التي أخذت حيزا كبيرا من الثقافة الاجتماعية للمرأة الجزائرية، لكن في اعتقادي، تعد التضحية لدى المرأة من أكبر أسباب الإجرام لديها، أو ما يعرف بالعنف المضاد لدى المرأة، أي عندما تلجأ المرأة إلى العنف كرد فعل عن عنف مورس عليها.وهل هذا ما يبرر قدرتها على التنكيل بضحيتها؟بالتأكيد، في هذه الحالة تكون المرأة هشة، حيث يكون لديها الوازع النفسي الكبير الذي يبرر لها ارتكاب جريمتها والتفنّن في التنكيل بالضحية بالحرق والتقطيع وغير ذلك، تعبيرا عن سخطها الكبير على الظروف التي تعيشها، لتكون بذلك ضحية ظروفها  ومجرمة في الوقت نفسه.وهل هناك اختلاف بين إجرام المرأة وإجرام الرجل؟تختلف جرائم المرأة عن جرائم الرجل، وذلك بالطبع راجع إلى عوامل بيولوجية، سواء عضوية أو نفسية إلى جانب العوامل الاجتماعية، فهذا الأخير له التأثير الأكبر.  كما أن الإجرام عند المرأة يكون محبكا ومنظما ومقنعا حسب جميع الدراسات التي قدمت في هذا الصدد، ويرجع ذلك إلى طبيعتها، فالكثير من النساء اللواتي تورّطن في جرائم قتل ماكثات في البيوت، وهذا يسمح لهن بأخذ كامل وقتهن في جريمتهن، ويمكّن المرأة من التحكم في كل ظروف جريمتها وتطبيق مكرها الإجرامي بسلاسة.ولماذا في رأيك غالبا ما يكون الضحية مقرّبا منها؟يعود هذا إلى التضحية الكبيرة التي تقدمها المرأة في حياتها غالبا اتجاه الدائرة المحيطة بها، كالأخ، الأب، الزوج، الحبيب أو العشيق، حيث تتكون لديها لأسباب ما مشاعر الغيرة والإنفعال والغيرة التي تدفعها إلى الانتقام.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: