في غياب بديل، تتحول السدود والبرك المائية بولاية البويرة إلى مكان للاستجمام يجد فيه الأطفال والمراهقون، خاصة أبناء الفقراء منهم، ضالتهم لإطفاء وهج أجسادهم.غير أن هذه المتعة سرعان ما تتحول إلى مأساة يكون ضحاياها أبرياء، تقلب النعمة إلى نقمة، بالنظر لحوادث الغرق المميتة التي يكونون ضحية لها، آخرها تسجيل حالة غرق بسد واد الأكحل مساء أول أمس بعين بسام، لترتفع حوادث الغرق إلى 3 حالات في ظرف أسبوع.ويختار العديد من سكان بلديات عين بسام والأصنام والأخضرية التي تحتضن أكبر السدود، سد واد الأكحل وسد تسلديت بالإضافة إلى سد كدية أسردون، مكانا يجلب إليه العشرات من الشبان الذين يقصدونه بغية الترويح عن النفس، إلا أن ذلك المرح سرعان ما يتحول إلى كارثة وفاجعة مؤلمة لذويهم نتيجة الغرق أو السقوط، حيث تسجل مصالح الحماية المدنية كل صائفة عددا من الضحايا، خاصة منهم الشباب الذين يتعرضون للغرق بسبب المخاطرة بحياتهم بالسباحة في السدود، والأمر نفسه للذين يقدمون على عملية الصيد بمحيطه، وكذا بعض العائلات التي تقوم بجلب ماء الغسيل من السد.وبالأرقام، سجلت مصالح الحماية المدنية هذا العام 5 ضحايا منذ بداية الصيف، تبقى مرشحة للارتفاع بسبب درجات الحرارة، وكذلك الحالة المعيشية البسيطة للأفراد، ما يجعل أبناءها غير قادرين على زيارة شواطئ البحر.ورغم كثرة حوادث الغرق التي عرفتها السدود وحظر السباحة، يصرّ البعض على مخالفة هذا الحظر ويستمتعون بالسباحة في مياهه العذبة، والبعض الآخر يفضل ممارسة هواية صيد الأسماك، غير أنه لا تكاد تمضي إلا دقائق معدودات، حتى يتحول المرح إلى كارثة وفاجعة مؤلمة لذويهم، فرغم التحذيرات التي توجهها السلطات المسؤولة بمنع السباحة في مثل هذه السدود التي تشكل خطورة على حياة الإنسان، فإن الشباب لا يأبه بتلك التحذيرات، في غياب حراسة على السدود وترك المجال مفتوحا للجميع.ورغم خطورتها المميتة٬ تبقى هذه الأماكن ملاذ المئات من المواطنين الذين يبحثون عن الترفيه وتبريد أجسادهم من حرارة الصيف التي تدفعهم للبحث عن أماكن تجمع المياه للسباحة وقضاء الأوقات الممتعة٬ متجاهلين التحذيرات المتكررة من خطورة السباحة فيها وحالات الغرق المتكررة.الحماية المدنية: الأطفال يقلدون الكبارمن جانبه أكد تبان محمد إطار بمديرية الحماية المدنية، خلال وقوفه على عملية انتشال جثة الشاب الذي غرق بسد واد الأكحل، أن الأطفال بطبيعتهم يحبون اللعب واللهو٬ حتى أنهم في مرحلة معينة يميلون إلى الأفعال الخيالية٬ فلا يدركون مدى الخطر الذي يواجههم٬ مضيفا أن غالبية هؤلاء الأطفال لا يملكون التجربة الكافية لأن تجربتهم قليلة٬ وغالبا ما يسعون لتقليد الأشخاص الأكبر منهم، فيقومون بتقليدهم حتى وإن كانت تجربة جديدة بالنسبة لهم.ويبين تبان أن السدود بصفة عامة وخاصة في فصل الصيف تدفع هؤلاء الأطفال، مع ارتفاع درجات الحرارة، إلى التوجه إلى الحواجز المائية للعب٬ خاصة في ظل عدم وجود بدائل آمنة٬ مشيرا إلى أنه رغم تكرار حوادث الغرق في الحواجز المائية بهذه المنطقة، إلا أن الأطفال ينسون بسرعة ويحاولون اكتساب تجاربهم من تقليد أقرانهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات