جامعيون يضحون بالعطلة لمساعدة عائلاتهم وتأمين المصاريف

+ -

يلجأ أغلب طلبة الجامعات والمعاهد إلى البحث عن مناصب عمل مؤقتة، مباشرة بعد انتهاء السنة الجامعية. ومع أن جل المناصب المتوفرة لا تتعلق باختصاصاتهم، إلا أنهم يكونون مجبرين على العمل. ورغم اختلاف دوافعهم من طالب إلى آخر، غير أن القاسم المشترك بينهم يبقى مساعدة أهاليهم في تأمين لقمة العيش أو مصاريف الزواج للمقبلين على دخول القفص الذهبي. تكاد هذه الوظائف تتشابه كونها وظائف استقبال، نادلات في مطاعم٬، مضيفين في مجال الاتصالات،٬ والمحظوظ من الطلبة من يعثر على وظيفة سكرتير بشركة أو مكتب للدراسات٬ تكون فرصة بالنسبة له لتعلم أساسيات العمل المكتبي.الطالبة رشا، سنة رابعة كلية الطب٬ قالت إنه رغم ما يمتاز به التخصص من تركيز وجهد كبيرين، إلا أنها آثرت الاستغناء عن عطلتها التي تعتبرها متنفسها الوحيد قبل استئناف الدراسة العام المقبل من أجل العمل كمضيفة استقبال. استفسرنا منها عن سبب اختيارها لهذه المهنة٬ خصوصا أنه لا توجد نقاط مشتركة بينها وبين مهنة الطب٬ فأجابتنا قائلة ”تمنيت العمل كممرضة عند طبيب أسنان أو طبيب خلال العطلة الصيفية٬ فعلى الأقل هو ضمن مجال دراستي٬ لأتعلم طريقة وضع الحقن وتعقيم المواد الطبية، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن٬ فكل ما عثرت عليه هو مضيفة استقبال في مطعم”. سألناها لم العجلة فباستطاعتها أن تنتظر حتى تكمل دراستها وتستقطب فرصا أوفر في ممارسة مهنة الطب٬ فردت قائلة: ”كنت أتمنى ذلك لكن كما تعلمين أنني على وشك الزواج٬ وأبي دخله بسيط ولولا عملي لما استطعنا أن نقيم حفلة خطوبة لتتعارف العائلتان”.ولا يختلف رأي الجامعية رشا عن هدى، وهي طالبة في كلية الحقوق، ماستر ٬2  اعتقدت أن الحظ ابتسم لها بعد الجهد المضني في البحث عن عمل٬ تقول: ”قمت بإرسال سيري الذاتية إلى كل الجهات الخاصة والعمومية٬ لكنني فوجئت باتصال من مكتب دراسات في الهندسة كسكرتيرة أو مديرة مكتب٬ لن تصدقي الفرحة التي غمرتني كون العمل يقتصر فقط على إفراغ المعلومات على ملفات ”الوورد٬ والحسابات على الإكسل”. تواصل محدثتنا: ”وبعد أن مر أسبوع٬ بدأت أشم رائحة الغدر٬ وتصرفاته المعهودة بالاحترام تحولت إلى مضايقات٬ ما جعلني أوقف العمل مع أنني في أمس الحاجة إليه”.وعكس نظيراتها، كانت كريمة راضية باختيارها٬ فهي طالبة سنة رابعة صيدلة٬ وحالفها الحظ بوجود عمل في صيدلية مع أنها لا تتقاضى أجرا٬ إلا أنها سعيدة كونها أتيحت لها فرصة التدريب ضمن مجال اختصاصها. أخبرتنا أنها تعمل في صيدلية حوالي سنتين٬ وقد ساعدها العمل كثيرا في تحصيلها الأكاديمي٬ وأدركت ذلك في تطور مستوى استيعابها وعلامات النقاط التي تحسنت بالمقارنة مع السنوات الأولى.أما الطالب أسامة، خريج كلية التجارة ماستر 2، فكشف لنا عن معاناته في العثور على عمل في العطلة شرط أن يكون ضمن مجال اختصاصه يقول: ”عملت مختلف المهن التي لا يمكن تصورها باعتباري طالبا جامعيا حتى أستطيع تأمين حاجياتي وغير ذلك، فأنا لا أحتقر أي مهنة، ومن حقي العمل في مجال اختصاصي وافتكاك خبرة ولو بسيطة، فأنا خريج كلية التجارة ولا توجد أي مؤسسة ترضى بتوظيفي لانعدام الخبرة لدي”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات