الشيء الجيد الذي أنجزه سلال بزيارته الأخيرة لولاية قسنطينة، أنه نزع الممهلات من الطرق التي مر بها. نعم سلال نجح في نزع “ظهور الحمير” من الطرقات! ولكنه وضعها في السياسة الحكومية!أولا: قال إن العربية لغة دستورية.. وكأنه بذلك يعيد اكتشاف الماء! ثم قال: إن الحديث عن استعمال العامية في التدريس هو اقتراح من خبراء في الندوة وليس قرارا حكوميا.. ولمّح إلى إمكانية تحويل هذا الاقتراح إلى قرار حكومي.. كما لمّح إلى عدم اعتماده، وبذلك لم ينزع سلال الممهل من طريق العربية والعامية في الحوار الجاري!ثانيا: سلال قال إنه ليس له أي طموح غير تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية! والحديث عن طموح سلال في هذا الظرف يعني أن حكاية تحضير ما بعد بوتفليقة قد بدأت! وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هو الطموح الذي يتحدث عنه سلال بعد رئاسة الحكومة؟!ثالثا: الرسالة التي بعث بها بوتفليقة، عبر سلال وميهوبي، إلى الشمال القسنطيني أولا، وإلى بقية الشعب ثانيا، تدل مفرداتها وبعض معانيها على أن الرئيس لا يشعر بالراحة المطلوبة لما يحدث في البلد! وغزله الواضح في الرسالة لملك المغرب يوحي بأن الرئيس يريد حماية ظهره من الناحية الغربية من البلاد، للتفرغ ربما لما يحدث عبر الحدود الشرقية.. لكن ما قاله الملك المغربي، محمد السادس، يحيلنا إلى قراءات أخرى قد لا تكون مستبعدة.. حين قال الملك: “المغرب بلد الضيافة.. لكنه ليس بلد اللجوء السياسي!”.صحيح أن الحديث جاء في سياق الحديث عن اللاجئين السوريين، لكن العارفين بخبايا الأمور يقولون: إن “الهدرة” الملكية هذه عن سوريا، ولكن المعنى قد يكون متعلقا بالجارة الشرقية للمغرب!رابعا: الجزائر فعلا حبلى في شهرها الثامن، وقد جاءها المخاض إلى جذع السلطة، وهو الرئاسة، وقد تضع حملها في الشهر التاسع القادم (سبتمبر) وهذه المرة الحمل يبدو أنه حقيقي وليس حملا كاذبا. وكل الدلائل تشير إلى حالة ولادة قيصرية بسبب ترهل القابلة التي تشرف عادة على ميلاد الرؤساء وهي “طاغارا”!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات