يبدو أن الغذاء الروحي للمواطنين مهدد هو الآخر بسبب سياسة ”التقشف” التي تدق ناقوس الخطر وتنذر بسنوات عجاف سيمر بها المواطن الجزائري، فمع تراجع أسعار البترول ومؤشرات وصول سعر البرميل إلى حدود 40 دولارا بحلول سنة 2016، حسب البنك الدولي، لا مجال للشك بأن قطاع الثقافة سيدفع فاتورة غياب إستراتجية الاقتصاد البديل خارج قطاع المحروقات، لهذا فإن ثلاثة من المشاريع الكبرى تشمل تشييد قاعات مؤسسات ثقافة هامة تم الإعلان عنها عام 2012 ضمن إستراتجية دعم القطاع، تواجه مصير الإلغاء وهي لم تنطلق أصلا، كما أمر الوزير الأول عبد المالك سلال ذلك، ضمن إستراتيجية ”التقشف” الاقتصادي الجديدة. ورغم أن الوكالة الوطنية لتسيير إنجازات المشاريع الكبرى للثقافة لم تتلق إشعارا رسميا بذلك، إلا أن أرضية الإنجاز الخالية التي تم تخصيصها لإنجاز ”قاعة العروض الكبرى” بمحاذاة ”أوبرا الجزائر”، لاتزال خالية إلا من صورة كبيرة تم وضعها تحمل مجسد هذا المشروع الذي لم تقم الدولة حتى الآن بضبط ميزانيته وتكلفة إنجازه. فالآمال الكبيرة التي عقدت من أجل بناء ”قاعة العروض الكبرى” بسعة 12 ألف مقعد، تشتمل على موقف للسيارات بسعة 3 آلاف سيارة، على مساحة 60 ألف متر مربع لم ير النور حسب مصادر ”الخبر”، رغم أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة فك العزلة على منطقة أولاد فايت التي تم بها بناء ”أوبرا الجزائر”. من زرالدة إلى تيبازة، يبدو أن أحلام الجزائر بإنجاز معهد جهوي خاص بالتكوين الموسيقي ستوارى ثرى ”سياسة التقشف”، هي الأخرى، فهو لم يعد من أولويات الوزارة حاليا، خصوصا أن ميزانية إنجازه لم تضبط بعد، شأنه في ذلك شأن ”المعهد العالي للتكوين في السمعي البصري فنون العرض”. ورغم الطموحات الكبيرة لهذا المشروع في دعم مجال التكوين لمعهد ”إسماس”، غير أنه نظرا لتكلفة الإنجاز على مساحة 20 ألف متر مربع وفقط هيكل معماري جد متطور، لايزال متعثرا إلى إشعار آخر.البيروقراطية تعطل ثلاثة مشاريع أخرىتسير وتيرة المشاريع ببطء شديد منذ العام 2003، حيث لايزال المركز العربي لعلم الآثار يستقبل زوار مدينة تيبازة بجدرانه غير المكتملة، وواجهة الإسمنت غير ”المطلي”. المشروع الذي مر عليه إلى غاية الآن ثلاثة وزراء ثقافة، يواجه عدة عراقيل بيروقراطية تقف حائلا أمام تقدم الأشغال، شأنه في ذلك شأن المكتبة العربية الجنوب أمريكية التي تم إطلاقها شهر فيفري 2006 بطلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي تعرف عراقيل بيروقراطية كبيرة، تضع تصميم المهندس المعماري البرازيلي ”أوسكار نيميار” الذي سبق له أن أنجز للجزائر الهيكل المعماري لجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار وجامعة منتوري ”الشهيرة” بقسنطينة وأيضا المركب الأولمبي لمحمد بوضياف ”القاعة البيضوية”، تضعه اليوم في مواجهة وزارة الدفاع والحماية المدنية اللتين تقفان أمام إنجاز مشروع ”المكتبة العربية الجنوب أمريكية” بتلك المواصفات وفي زرالدة، حيث تشترط الحماية المدنية أن تكون الطوابق العليا للمبنى مخصصة للإدارة وخالية من واجهة زجاجية، كما يشير التقرير إلى أن اقتراب المكان المخصص لتشيد المكتبة من المنطقة العسكرية يعرقل حركة ”طائرات الهيلكوبتر” التابعة للجيش.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات