الشواطئ الصخرية الوجهة الجديدة للمصطافين

38serv

+ -

تستهويهم مناظر الصخور البحرية بعيدا عن الشواطئ الرملية المحروسة المكتظة بالمصطافين، حيث يتخطون مسالك صعبة ومليئة بالمخاطر للوصول إليها بحثا عن سحر الطبيعة، رافعين شعار المجازفة والمخاطرة. “الخبر” رافقت عشاق “الروشيات” وجست نبضهم ووقفت عند سر اختيارهم لهكذا شواطئ.

لم يسبح الهادي في الشواطئ الرملية منذ مدة فاقت العشر سنوات، اعتاد منذ صغره اللجوء إلى “الروشيات” المنبسطة تحت فندق المنار بسيدي فرج غرب العاصمة. يقول محدثنا صاحب الثلاثين سنة “أتنفس نسيم الصخور البحرية وراحتي تكمن هناك، ماء بحرها نقي ومنظر التقاء الصخور بمياه البحر يبعث في نفسي شعورا مميزا، لا أشعر به في باقي الشواطئ الرملية الأخرى”. كانت عيناه تسبح في الأفق الأزرق وهو يتكلم بنبرات هادئة توحي بأن صاحبها في أحسن أحواله. يلتفت عاشق “الصخور” إلينا ويضيف: “استمتعوا بهدوء المكان وخرير المياه وصوت اصطدام الأمواج بالصخور. أجزم أنك لن تجد أثرا لها في الشواطئ الرملية”.تركنا الهادي غارقا في حديثه مع الأمواج التي كانت تتقدم إليه وتغازله من عرض البحر الأبيض المتوسط، وواصلنا رحلتنا الاستطلاعية بحثا عن خبايا وأسرار أخرى عن سحر تلك المواقع الآخذة بعقول الشباب، فاكتشفنا أن خلوتها لم تستولي على الشباب فقط، بل طالت الشيوخ والأطفال، على غرار عمي محمد الذي باح لنا بأسراره قائلا: “هذه القعدة تبعث فيّ روحا جديدة وتملأ قلبي حياة”. التقينا به بإحدى الصخور البحرية بمنطقة الحمامات الرومانية بغرب العاصمة رفقة أطفاله، يلقنهم فنون الصيد بطرق بسيطة وتقليدية. يقول عمي محمد وهو يشير بيده إلى سطح البحر “أنظروا إلى نقاوة الماء، الأسماك لا تعيش في الأوساخ، هناك حياة أخرى في أعماق البحر”.ينزل محدثنا كل مساء رفقة أبنائه ويمكث في تلك الصخور حتى ساعات متأخرة من المساء، يستمتع بميل الشمس نحو الغروب ويتلذذ بمشهد الأفق وهو يرتدي ببطء حلته الحمراء، وحتى الأطفال يجدون ضالتهم في تعقب أثر الأسماك الصغيرة وهي تدخل وتخرج بين الصخور. “إن هذه الأمور والمشاغل لا تجدها إلا في الشواطئ الصخرية”، يواصل عمي محمد “مشاغل تساعد الأطفال على بناء شخصية قوية من خلال تعلمهم الصبر وتنضج ذكائهم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات