جدّية الحكومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية تظهر من خلال الأخبار الآتية:أولا: الأمن يحقق في ضخ أموال بالعملة الصعبة في حسابات رجال أعمال بالبنوك الأوروبية؟! أيُّ أمن هذا الذي يحقق؟! هل مصالح الأمن الوطنية أصبح نشاطها في أوروبا أيضا؟! وإذا كانت مصالح الأمن قوية إلى هذه الدرجة بحيث امتد نشاطها إلى ملاحقة السراق في أوروبا، فلماذا غضت الطرف عن السراق هنا في الجزائر في حين تقوم بملاحقتهم في الخارج؟! أيُّ نوع من رجال الأعمال هؤلاء الذين ينشطون بالتهريب والأعمال غير القانونية ويهرّبون العملة إلى حساباتهم في الخارج وتقوم بمصالح الأمن (مشكورة) بمطاردتهم هناك كسراق وتسكت عن نشاطهم المشبوه هنا كرجال أعمال؟!ثانيا: أغرب من هذا كله، وجود خبر سرب للصحافة ويقول: إن مصالح الأمن والجمارك بالمطار استرجعت 700 ألف أورو حاول تجار تهريبها عبر القاعة الشرفية للمطار؟! هل التجار أصبحوا يمرون عبر القاعة الشرفية للمطار؟ أي تحول التجار إلى رسميين، أم أن الرسميين هم الذين تحولوا إلى تجار يهرّبون العملة الصعبة عبر القاعة الشرفية؟!مثل هذه الأخبار تعكس حالة الفوضى العارمة التي أصبحت عليها مؤسسات الدولة حتى تلك المؤسسات الحيوية !الطريف في الأمر أنه عندما تكتشف الجمارك كميات من العملةالصعبة “صدفة” في المطارات أو الموانئ تعلن هذه الجمارك أنها “استرجعت” هذه المبالغ !فهل كانت تعرف بأنها سرقت من الدولة ومؤسسات الدولة؟ويبدو أن تطابق مصطلحات محاربة الإرهاب مع مصطلحات مكافحة الفساد الآن هو مقدمة لتعيش البلاد مدة ربع قرن آخر وهي تكافح في الفساد وتسترجع الأموال، تماما مثلما بقيت البلاد ربع قرن كامل وهي تكافح “بقايا الإرهاب” وتسترجع السلاح منهم! ويبدو أننا مقبلون على إعادة طرح سؤال: من يسرق من؟! عندما نسمع بأن التهريب للعملة الصعبة يتم عبر القاعة الشرفية للمطار!إنني تعبان و«ديخان”، وأحتاج لأن أخبط رأسي في جثة تاجر سلطوي في القاعة الشرفية للمطار وهو يهرب “الأوروات” كي أفطن وأفهم ما يحدث!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات