38serv

+ -

تدخّل الوزير الأول، عبد المالك سلال، لإنهاء الجدل الذي أثارته وزيرة التربية، نورية بن غبريت، بشأن إدراج تدريس “العامية” في الطور الابتدائي، وشدد سلال أن “اللغة العربية مرجع دستوري وثقافي ولغوي، وعليه ينبغي التفريق بين توصيات وبين قرارات الدولة”. وبخرجة الوزير الأول تكون الحكومة قد تراجعت بصفة رسمية عن تدريس “الدارجة” في المدارس.طلب سلال من وزيرة التربية، نورية بن غبريت، أن تقف إلى جانبه عندما قرر إلقاء كلمة أمام الصحفيين، أمس بدار الثقافة على هامش زيارته إلى ولاية قسنطينة احتفالا باليوم الوطني للمجاهد، واستغربت الوزيرة طلب الوزير الأول وظهر عليها الحرج. وقال سلال: “اللغة العربية مرجع دستوري وثقافي وحضاري، وأيضا الأمازيغية التي سنطورها داخل المجتمع، لأن القضيتين تتعلقان بالهوية والوحدة الوطنيتين، وذلك انطلاقا من تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، الذي أسهر شخصيا مع أعضاء الحكومة على تنفيذه دون أي طموح، لأن طموحي الوحيد هو برنامج الرئيس”.وأفاد سلال بأن “هناك جهود أخرى تبذل لتحسين الأداء البيداغوجي، وقد شاركت في الندوة الوطنية الأخيرة حول المنظومة التربوية، وقد دعوت فيها إلى ضرورة إبعاد المدرسة عن السياسة”، مضيفا” خرجت من الندوة توصيات واقتراحات سندرسها، ونأخذ منها ما يساعدنا على تطوير المنظومة التربوية، وسنأخذ بعين الاعتبار إعطاء دفع جديد للمدرسة الجزائرية”. وفي هذه النقطة، استدرك سلال الزوبعة، في أول تصريح له حول قضية “العامية” التي أثارتها وزيرة التربية بشأن تصميمها على إدراجها مبدئيا في السنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي، وقال الوزير الأول: “وجب التفريق بين اقتراحات لندوة وبين قرارات دولة، وأي اقتراح يأخذ بعين الاعتبار يجب أن يمر على مجلس الوزراء، ثم يعرض على غرفتي البرلمان لاعتماده”. وتحتاج المدرسة الجزائرية، حسب سلال، إلى “وصولها إلى مستويات أعلى. ومن الضروري والأكيد أن تكون منفتحة لاكتساب مزيد من التكنولوجيا والعلوم”.“أخدم برنامج الرئيس دون خلفية.. لا طموح لي ولا تصدع في الحكومة”ونفيا لوجود انشقاق وسط الحكومة بسبب قضية “العامية”، أوضح سلال: “هناك حكومة واحدة تعمل على تطبيق برنامج الرئيس، وبدوري أطبقه دون خلفية ودون طموح”. وتدل العبارة الأخيرة لسلال وكأنه ينفي أخبارا تقول إنه يسعى إلى رئاسة الجمهورية، مثلما أشيع سابقا أثناء قيادته الحملة الانتخابية لعبد العزيز بوتفليقة في العهدة الرابعة.ولم يخف الوزير الأول تخبط “الجزائر في وضع اقتصادي صعب بسبب انهيار أسعار البترول. لكن بلادنا لها رجال وقدرات ولابد من مواصلة الجهود والتخلي عن سياسة الإحباط، كما أننا بأمسّ الحاجة إلى تضامن وطني، بحكم أن هدفنا هو بناء اقتصاد وطني قوي”. وأعلن سلال عن عقد اجتماع يوم 29 أوت الجاري بين الحكومة وولاة الجمهورية “للتباحث حول مجالات الاستثمار ودفع التنمية الاقتصادية”.من جهته، أفاد رئيس الجمهورية، في رسالة له بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد، قائلا: “لا يفوتـني، ونحن على أبواب دخول مدرسي وجامعي لعام مبارك جديد، وعودة بناتـنا وأبنائنا ومؤطريهم وأساتذتهم إلى معاقل العلـم والـمعرفة والتكويـن الـمهني، وكذلك بالنسبة للدخول الاجتماعي لعاملاتـنا وعمالنا الكادحيـن في سبيل رقي وطنهم وسؤدده، لا يفوتـني أن أعرب لهم جميعا عن تقديري لجهودهم الـمباركة وأحثهم على تزكية عملهم بمزيد من الجهد والكد والتحصيل، وحمايــة مكــاسب الأمة الـمعنوية والـمادية، بما يحقق للجزائر العزيزة القوة والـمناعة والتقدم والرفاه، فالجزائر أمانة ووديعة ومسؤولية الجميع، يؤجر من خَدَمَهَا في الدنيا والآخرة، بأحسن ما وعد اللّه به العامليـن والشهداء”.وقال الرئيس، في الرسالة التي قرأها نيابة عنه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، إن” المناسبة ترمز كذلك لتضامن شعبنا الأبي مع أشقائه في المملكة المغربية”، مؤكدا، في هذا السياق، باسم الشعب الجزائري “تمسك الجزائر بمشروع بناء صرح المغرب العربي في كنف الوفاء لتلك القيم السامية التي جمعتنا إبان مكافحتنا للاستعمار قيم الحق والحرية والوحدة والتقدم المشترك”. كما توجه رئيس الجمهورية بـ«تحية إكبار وإجلال لأفراد الجيش الوطني الشعبي، وإلى أفراد مختلف الأسلاك الأمنية على ما يبذلونه من جهود وتضحيات من أجل حماية حدود البلاد ومحاربة فلول الإرهاب واجتثاث جذوره في سائر ربوع الوطن”.    .

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات