أطفال يواجهون مصائر مجهولة في رحلات يومية إلى البحر

+ -

تزحف نحو المدن المطلة على البحر يوميا مئات الحافلات محمّلة بأطفال الجزائر العميقة وأبناء الأحياء الشعبية بالولايات الداخلية، المولعين برغبة في الاستمتاع بالسباحة وقضاء أيام من عطلتهم على شواطئ البحر، في شكل رحلات يومية معظمها ليست مؤمنة وتفتقر لشروط الراحة وتشوبها متاعب جمة ومصائر مجهولة، يقصدون فيها الأولاد الأزرق الكبير فجرا ليعودون منه غروبا منهكون.. متكلّسين بملح مياه البحر، محترقين بلفحات الشمس بعد يوم استجمام شاق في غياب تأطير جدي، غير أنه في نظرهم استمتاع وكسر روتين مدينتهم الثقيل.ينخرط آلاف الأطفال في مثل هذه الرحلات مدفوعين برغبة جامحة في الاستماع بمياه البحر والألعاب الشاطئية واستئجار الألواح والدرّاجات المائية، إذ تستهويهم فكرة تنظيم رحلة نحو شواطئ أقرب مدينة ساحلية لهم، بثمن لا يتعدى 600 دينار جزائري، وبسرعة يباشرون خطوات تحقيقها بدءا بمفاوضات مع صاحب الحافلة حول السعر وموقع الشاطئ تتوج بالاتفاق على المبلغ، ومن ثمة تحديد موعد الانطلاق الذي يكون في العادة مع صيحات الديكة فجرا.وبعيدا عن أعين مديريات النقل، تحمل الحافلات متوسطة الحجم وتلك التي تحمل علامة “جي 9” آلاف الأطفال وترمي بهم في شواطئ البحر، دون مرافقتهم أثناء السباحة أو خلال تجوالهم على مستوى الصخور البحرية، ما يرسم علامات استفهام كبيرة حول آليات هذه السفريات من حيث تأمين الأطفال في حالات الغرق أو تعرضهم لمكروه، وكذا في الإطار القانوني الذي يكونون فيه.وبالنظر إلى أن الأطفال يهتدون في يومياتهم ببوصلة حب الاكتشاف، وتذهب عقولهم تحت سطوة غرائزهم في حب اللعب والمرح، فإن تأطيرهم ومرافقتهم يكون مهمة صعبة في هذه الرحلات المشبوهة التي لا همّ لها سوى جمع النقود، على حساب براعم لا ذنب لهم سوى أنهم يرغبون في ممارسة حقهم في اللعب، في ظل انعدام المسابح ومراكز الترفيه والتثقيف في ولاياتهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات