“هل تدرون ماذا قال ربُّكم؟..”

+ -

 عن زيد بن خالد الجهني رضي اللّه عنه قال: صلَّى لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صلاة الصّبح بالحديبية على إِثْر سماء كانت من اللّيلة، فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربُّكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمَّا مَن قال: مُطِرنا بفضل اللّه ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأمّا مَن قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب” رواه البخاري ومسلم.أُطْلِق في الحديث لفظ الكفر على مَن نسب المطر إلى النّجوم والأنواء، وذلك في قوله: “وأمّا مَن قال: مُطرْنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب”، والحكم بذلك يختلف بحسب قصد القائل واعتقاده، فإن كان يعتقد أنّ النّجوم هي الفاعلة والمنزِّلة للمطر من دون اللّه عزّ وجلّ، أو دعاها من دون اللّه طلبًا للسّقيا، فهذا من الشِّرك الأكبر المخرج من الملَّة. وإن كان القائل يريد بهذه النسبة الوقت فيكون قوله: “مُطِرنا بنوء كذا وكذا” بمعنى “جاءنا المطر في وقت هذا النوء” فهذا جائز، إلّا أنّ الأولى تجنّب الألفاظ الموهمة والمحتملة للمعاني الفاسدة، ولذا قال الشّافعي رحمه اللّه: “من قال مُطِرْنا بنوء كذا على معنى مُطِرْنا في وقت كذا فلا يكون كفرًا، وغيره من الكلام أحبّ إليَّ منه”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات