+ -

“... بعد اطلاعي على مقالكم: أين يتعلّم أحفادنا الفصحى في 2060.. تعجبت من مستوى المقال.. فلا ذكر لاسم العالم اللساني الضالع في أمور اللغة وسبب اهتمامه باللغة الأمازيغية.. وعلى أي أساس بنى توقعاته؟فمثلا بأي لغة سيتحدث الهنود مثلا في 2060؟ وبأي لغة سيتحدث البرازيليون؟! وبأي لغة سأتحدث أنا مع أبنائي؟! أما في تفاؤلكم بالنسبة للغة العربية، فأنا أجد ذلك في غاية الإيجابية إن بقيت لغتهم، لأنه هم أصلا لن يبقى لهم وجود بعد بضع سنين!”.علي دادي ـ الجزائر

حتى هذه وجهة نظر ينبغي أن تسمع، وفيها بعض القوة في المحاجّة! ومع ذلك ينبغي أن تتأمل الآتي يا أخي علي:أولا: الهنود الآن يمارسون البحث العلمي المتقدم جدا باللغة الإنجليزية رغم أنهم يعيشون اجتماعيا وثقافيا في ظل حوالي 500 لغة ولهجة محلية هندية. واللغة الإنجليزية تفكك كل يوم مواقع لغوية محلية وتحل محلها في الحياة العامة بسبب الانتشار العلمي.ثانيا: في إفريقيا تهيمن اللغة الإنجليزية والفرنسية في العديد من الدول تزيح يوميا اللهجات واللغات المحلية من أمامها في كامل مناحي الحياة مع تطور متطلبات الحياة.. الفرنسية أصبحت لغة الشعب السينغالي مثلا، رغم أن السكان يتحدثون السواحلية ويصلون بالعربية! وفي جنوب إفريقيا يتعامل الناس هناك باللهجات العديدة لكنهم يمارسون العلم والإدارة بالإنجليزية! ولهذا فإن اللغات الإفريقية ولهجاتها تتحول شيئا فشيئا إلى أثر بعد عين أمام تطور الحياة في التعامل بلغة العلم والعمل والتعليم.ثالثا: البرازيليون سيتحدثون الإنجليزية أو الإسبانية بعد أن تتحول عندهم البرتغالية التي يتعلمون ويمارسون بها الصناعة والعلم. سيحدث للبرتغالية في البرازيل ما حدث للغة السكان الأصليين عندما حضرت البرتغالية إلى هذه البلاد.رابعا: قد تكون على حق فيما ذهبت إليه بخصوص وضع العربية والعرب في أواسط القرن الحالي، فقد لا يكون للعرب وجود أصلا فما بالك بلغتهم، والدليل على ذلك ما يحدث الآن في الخليج العربي، حيث اختفت العربية في الشارع والحياة، ولم تعد موجودة إلا في دوائر ضيقة في عائلات الأمراء والحكام. وقد تصبح العربية لغة صلاة في كامل دول العالم الإسلامي!المسألة تتطلب فعلا مناقشات هادفة ومجردة، والأكيد أن من أدخل العربية في الأنترنت وأصبحت تسبح في الفضاء بفضل البترودولار والجنس الأصفر والأشقر، وليس بجماعة “يا حادي العيس”!أشكرك على مساهمتك في مثل هذه النقاشات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات