تأمّــــــلات في ســـورة الجن

+ -

 يقول الأستاذ راتب النابلسي: قُل: إنّي لا أعلم الغيب ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرتُ من الخير وما مسّنِيَ السّوء، فإذا كان النّبيّ لا يعلم الغيب، فهل نقبَل من أحدٍ كائنًا مَن كان أن يعلم الغيب؟فكم من قصّة تسمعونها كلَّ يوم عن أناس يعلمون الغيب! يقولون: يوجد أمامك قبضة (أي قبض نقود)، أو يوجد لك عدو يمكر بك، إنّ مَن أتى كاهنًا فصدّقه فقد كفر، ومَن أتى ساحرًا فلم يصدّقه لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا، ولا دعاؤه أربعين ليلة، فهذا شيء كبير جدًّا.فمن الكبائر أن تقرأ حظّك هذا الأسبوع في المجلات، كبرج الثور وبرج الدّيب! وهذا كلّه كذب، فإنّه لا يعلم الغيب إلّا اللّه، وهذا ديننا، فأنت عندما تفهم القرآن تركل بقدمك مليون قصّة كذب، فلا أحد يعلم الغيب، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لا يعلم الغيب كذلك، قال تعالى: {قُلْ إِنّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} الجن.فهل يستطيع مخلوق كائنًا مَن كان أن يدّعي أنّه يملك لك النّفع والضرّ؟ فإذا كان سيّد الخلق النّبيّ على عظمته يقول: {قُلْ إِنّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا}، وهناك آية أبلغ تقول: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} الأعراف:188. انتهى الأمر، فأيُّ إنسان يدّعي أنّه ينفعك أو يضرّك، قُل له: أنتَ كاذب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات