المغتربون يحملون كل شيء معهم إلى الضفة الأخرى حتى البصل والثوم!

38serv

+ -

تحرص “حورية”، سيدة جزائرية مغتربة بفرنسا لأكثر من عشرين سنة على زيارة الجزائر، ليس لرؤية العائلة والأحباب فقط، لكن لملء حقائبها بمختلف ما تجود به أسواق الجزائر من سلع محلية أو مستوردة لا يمكن الاستغناء عنها ولا بديل عنها في ديار الغربة.. “الجبب” والأواني الفخارية” والعسل وحتى الثوم والبصل لم تستثن من قائمة مشتريات المغتربين الذين اقتربت منهم “الخبر” لتقف على الدوافع وراء هذا التهافت، رغم ما يوفره ما وراء البحر من رفاهية العيش.

تعوّد الجزائريون لسنوات طويلة على تكرر مشهد طوابير السيارات أمام مدخل موانئ الجزائر، ومنها ميناء العاصمة، وهي محملة بحقائب المهاجرين العائدين لأرض الوطن محملين بمختلف خيرات ما وراء البحر. انقلبت المعادلة اليوم، وأصبح المهاجر يحمل معه عائدا إلى ديار الغربة مختلف المنتوجات الجزائرية المحلية منها والمستوردة، وحتى الأثاث المنزلي ينقله عبر البواخر إلى ديار المهجر، بل إن بعضهم يشتري من الجزائر سلعا ليعيد بيعها بضعف ثمنها، خاصة مع انخفاض قيمة الدينار الذي سمح للمهاجرين بشراء مبالغ كبيرة من العملة المحلية مقابل مبلغ محدود من الأورو، بذلك يعيش المغتربون عطلة مريحة في الجزائر ويعودون محملين بكل ما طاب من خيرات الوطن.“فستان بألف دينار فقط”أثار انتباهنا ونحن نجوب محلات السوق الشعبي “ميسونيي” بالعاصمة تجمع كبير للنساء أمام مدخل أحد المحلات، عجزنا عن معرفة ما يبيعه، بسبب عدد الزبائن الكبير الذي غطى مدخله كلية. اقتربنا من الجمع الغفير للنساء، وسألنا سيدة يبدو من مظهرها وأناقتها أنها ميسورة الحال، كانت تحاول الاقتراب من البائع الذي لا يسمع سوى صوته، وهو ينادي “فستان بألف دينار فقط”: “ما سبب هذا التجمع؟”، فردت بلغة فرنسية ممزوجة باللهجة الجزائرية العربية قائلة “هنا أنواع مختلفة من الجبات بألف دينار فقط”، اقتربنا نحوها أكثر وتبين أنها مغتربة جاءت لقضاء عطلة الصيف في الجزائر، قاصدة السوق للتبضع. قالت “لا يمكنني زيارة الجزائر دون المجيء إلى هذا السوق، ولا يمكنني العودة إلى فرنسا دون اقتناء مختلف الأشياء، فتقريبا كل شيء بسعر معقول مقارنة بفرنسا، فأنا أغتنم كل سنة فرصة المجيء لشراء مختلف المنتوجات، خاصة المحلية مثل “الجبات” أو الفساتين المنزلية والتي أقدمها عادة كهدايا في فرنسا”. وواصلت السيدة “حورية” حديثها “حتى بعض الأدوات الكهرومنزلية والهواتف النقالة اشتريها هنا وأحملها معي”، وبررت السيدة حورية تصرفها بانخفاض سعر هذه المقتنيات في الجزائر. والغريب والطريف أيضا في الأمر أنها تأخذ معها أيضا مختلف المأكولات، بما فيها البصل والثوم، نظرا “لثمنها الجيد هنا في الجزائر، لأن جودتها وبنتها أحسن من التي تباع في فرنسا”، حسب قولها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات