رئيس الوزراء الليبي يلوّح بورقة الاستقالة

38serv

+ -

فاجأ رئيس الحكومة الليبية المؤقتة في البيضاء بالشرق الليبي، عبد الله الثني، الجميع بإعلان استقالته، خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة “ليبيا روحها الوطن”، مساء أول أمس، وقال الثني “إذا كان خروجنا هو الحل فأعلنها على الهواء، أنا أتقدم باستقالتي”، وأضاف “يوم الأحد استقالتي مقدمة لمجلس النواب”. خلال هذه المقابلة التلفزيونية سأل المذيع عبد الله الثني عما سيفعله إذا حدثت احتجاجات ضده بسبب نقص الخدمات، رد الثني في بداية الأمر أنه “سيستقيل إذا طلب الناس منه ذلك”. ثم عاد وقال إن “الناس ليسوا بحاجة للاحتجاج ضده، لأنه يستقيل رسميا من منصبه”، وأضاف: “إذا كان خروجنا هو الحل فأعلنها على الهواء، أنا أتقدم باستقالتي”.لكن بعد أقل من ساعتين، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء، حاتم العريبي، لرويترز إن “رئيس وزراء ليبيا لم يستقل رسميا وإنما قال خلال المقابلة التلفزيونية: في حال طلب الشارع ذلك سأستقيل”.وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عبد الله الثني، المنحدر من بلدة غدامس على الحدود الليبية الغربية مع الجزائر، استقالته من رئاسة الحكومة، حيث سبق وأن قدم استقالته بعد مدة قصيرة من استخلافه لعلي زيدان في مارس 2014 الذي عزله المؤتمر الوطني العام (قبل انتخابات تشكيل مجلس النواب).غير أن الثني الذي برر استقالته باعتداء مسلحين على أفراد من عائلته، سرعان ما تراجع عن استقالته، بل أصبح أشد تشبثا بالسلطة، بعد انتخاب أحمد معيتيق خلفا له، بطريقة تم الطعن فيها لدى المحكمة الدستورية، التي فصلت لصالح بقاء الثني على رأس حكومة تصريف الأعمال إلى حين انتخاب المؤتمر رئيس حكومة جديدا.واستغل عبد الله الثني قيادة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر “عملية الكرامة” لمحاربة من أسماهم بالإرهابيين في 15 ماي 2014، لينضم إليه مع عدد من وزرائه، بعد أشهر من إمساكه للعصا من الوسط، حيث انتقل من طرابلس إلى طبرق، وانضم إلى مجلس النواب الجديد الذي عبر غالبية أعضائه عن دعمهم لعملية الكرامة، وجددوا الثقة في عبد الله الثني لقيادة حكومة جديدة مقرها مدينة البيضاء بالشرق الليبي، سميت بالحكومة المؤقتة، وحظيت باعتراف دولي بالرغم من وجود حكومة موازية في طرابلس سميت بحكومة الإنقاذ.غير أن عبد الله الثني اصطدم بحليفه خليفة حفتر قائد عملية الكرامة، ووقع نوع من الصراع حول قيادة المعسكر الذي يقاتل قوات فجر ليبيا ومجلس شورى ثوار بنغازي، حيث دعمت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا الثني في مقابل إزاحته لحفتر، غير أن خضوع معظم “قوات الكرامة” لنفوذ حفتر أفقد عبد الله الثني الكثير من مصداقيته.وأخطر من ذلك تعرض عبد الله الثني لمحاولة اغتيال من أطراف مجهولة، خلال مظاهرة مسلحة لأنصار حفتر، الذين طالبوا بتشكيل مجلس عسكري بقيادة خليفة حفتر، يقود البلاد في المرحلة المقبلة، ما يعني تهميش دور مجلس النواب الذي ستنتهي ولايته في أكتوبر المقبل، وإبعاد عبد الله الثني من رئاسة الجهاز التنفيذي.كما أن استقالة عبد الله الثني أو تلويحه بذلك جاء في نفس اليوم الذي استؤنف فيه الحوار الليبي بجنيف، خاصة بعد توقيع مجلس النواب على اتفاق من طرف واحد يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لن يكون فيه بالتأكيد عبد الله الثني على رأسها، ما قد يدفعه إلى استباق الأمور.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات