"لاعبـــون أجانـــب "حراڤة" في الجزائــر"

+ -

يتحدث رئيس رابطة كرة القدم المحترفة عن جوانب كثيرة تتعلّق بالموسم الكروي الجديد، ويكشف محفوظ قرباج في حوار مطوّل مع “الخبر” عن جملة من الإجراءات الجديدة، ويدافع أيضا عن نفسه وعن هيئته بعد الاتهامات التي طالت الرابطة حتى قبل انطلاق البطولة، ولا يدخّر محدثنا أي جهد لتوجيه أصابع الاتهام لمسيري النوادي الجزائرية بالدرجة الأولى، حول ما وصفه بالفوضى، ويؤكد بأنه لن يتوانى في تطبيق القوانين على الجميع.الموسم الكروي الجديد على الأبواب، ما هي أهم الإجراءات الجديدة المتخذة من أجل إنجاح البطولة المحترفة برابطتيها الأولى والثانية؟ نحن نحرص كل موسم على تطبيق القوانين بحذافيرها، هذا هو المهم من أجل ضمان نجاح الموسم الكروي. وبالنسبة للموسم الجديد، هناك بعض المستجدات من الجانب التنظيمي، وقد حضرت ملتقى قبل يومين لمحافظي المباريات، وقدّمت بعض التوجيهات فيما يخص المنافسة.ما هي أهم الإجراءات الجديدة المتخذة؟ أودّ التوقف عند نقطة مهمة تم تأويلها وتداول بُعدها خطأ، فقد سبق للرّابطة الإعلان على أنها ستقوم بتعميم تعيين محافظ مكلّف بالأمن في كل مباريات البطولة هذا الموسم، برابطتيها الأولى والثانية، إضافة طبعا إلى محافظ المباراة الذي تقتصر مهمته، مثلما هو معروف، على جانب آخر غير الجانب الأمني، وما حدث أن بعض الأطراف تحدثت عن إقدام الرابطة على إلغاء وجود الأمن وأعوان الأمن في الملاعب.ما هو الهدف من الإجراء الجديد؟ في السابق، اقتصر تعيين محافظ أمني على المباريات المصنّفة حسّاسة، والجديد أن الرّابطة أقدمت على تعميم تعيين محافظ الأمن على كل المباريات دون استثناء، وهذا لا يعني إطلاقا إلغاء تواجد أعوان الأمن أو رجال الأمن، لم نفكّر أصلا في مثل هذا الإجراء.بعض الأندية عاتبت الرابطة على تأخرها في تجهيز الإجازات، ما تعليقكم على ذلك؟ يجب التأكيد في البداية على أن الخطأ يتحمّله رؤساء ومسؤولو الأندية، وليس الرابطة، فقد سبق لنا كل موسم تنبيه الأندية المحترفة إلى ضرورة تفادي انتظار اليوم الأخير من مهلة إيداع ملفات اللاعبين من أجل التنقل إلى مقر الرابطة وانتظار استخراج الإجازات، فلدينا 32 فريقا من الرابطتين الأولى والثانية، وكل فريق يتقدّم بملفات الأكابر والآمال، وتضم قائمة الأكابر 25 إجازة والآمال 25 إجازة أيضا، أي بمجموع 50 إجازة لكل فريق. وباحتساب 32 فريقا، فإن الرابطة تجد نفسها ملزمة باستخراج نحو 1500 إجازة في أسبوعين، وهذا طبعا غير معقول.هل تقصد بأن الأندية تتعمّد انتظار اليوم الأخير من المهلة؟ لا يوجد تفسير غير ذلك، ولا أفهم سبب إحجام بعض الأندية على إيداع ملفات لاعبين أو ملف لاعب تم التعاقد معه أو معهم في شهر جوان. فلو يتم إيداع ملف أي لاعب في جوان أو جويلية، فسنمنح الفريق إجازته على الفور، وستسمح هذه الطريقة بتخفيف الضغط عن الرابطة وعن موظفيها عند انتهاء الآجال المحدّدة قانونا. لذلك، فالخطأ يتحمّله مسؤولو الأندية، وليس الرابطة، لأن الموظفين ليسوا آلات، ونحن نبذل جهودا كبيرة كل سنة عند انتهاء الآجال من أجل استخراج الإجازات في وقت قياسي قبل انطلاق الموسم، وتجد الأندية تضغط علينا وكل فريق يريد أن يكون أول من يحصل على الإجازات. والغريب أن الطلبات يجب التعامل معها في ظرف أسبوعين فقط، ولقد انتهينا أمس (أول أمس) من تجهيز الإجازات ويمكن للأندية الحصول عليها الآن. لكن أعيد وأكرّر بأن الأندية عليها أن تراعي ظرف الرابطة، ونطلب من أي فريق مستقبلا إيداع ملف أي لاعب يكون جاهزا حتى لو كان ذلك شهر جوان.كثُر الحديث عن ملعب 5 جويلية وتراجعكم عن برمجة مباراة “الداربي” بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد به، لمَ حدث ذلك؟ لم نتراجع عن أي قرار اتخذناه، حتى أكون واضحا حول هذه النقطة، وأستسمحكم لأقول إنني أحمّل المسؤولية للإعلام بشأن قضية ملعب 5 جويلية 1962 الأولمبي، لأن تأهيل الملاعب ليس من صلاحية الرابطة، وأحرص على توضيح ذلك للرأي العام بعد الخلط الذي تسبّب فيه الإعلام.. هناك تأهيل رياضي للملاعب وتأهيل أمني، والرابطة مسؤولة فقط عن التأهيل الرياضي، فنحن نتفقد الملاعب بحضور الشرطة والحماية المدنية ومالك الملعب، نقوم بمعاينة المدرجات وغرف تغيير الملابس والمنصة المخصصة لأنصار الفرق الزائر، نتفقّد أيضا اللّوح الإلكتروني، والمرمى والشباك أيضا، وأحيانا نقيس مساحة الملعب للتأكد من مطابقتها للمقاييس، نتفقّد غرف تبديل الملابس للفريقين وللحكّام، وحتى الغرفة المخصصة لإجراء التحاليل المضادة للمنشطات، وهو ما حدث بملعب 5 جويلية.لكنكم صرّحتم من قبل بأن المباريات المحلية العاصمية ستُجرى جميعها، ودون استثناء، بملعب 5 جويلية الأولمبي، بينما مباراة مولودية الجزائر وشباب بلوزداد سيحتضنها ملعب عمر حمّادي ببولوغين؟ صحيح، قلت ذلك فعلا، لأن الرابطة مسؤولة عن التأهيل الرياضي. لقد أعطينا موافقتنا على برمجة المباريات المحلية بملعب 5 جويلية الأولمبي بعدما منح والي العاصمة شخصيا الموافقة على إعادة فتحه، وهو ما يعني تأهيل أمني للملعب الذي يعتبر ملعبا جديدا في نظري بعد أشغال التهيئة الكبيرة التي شملته. ويجب لفت الانتباه مرة أخرى، إلى أن منح الضوء الأخضر لفتح أي منشأة رياضية أو غيرها من صلاحيات اللّجنة الولائية الأمنية التي تضم خبراء من لجنة مراقبة البنايات ووزارة الأشغال العمومية، وغيرها، والرابطة ليست عضوا في هذه اللّجنة، ما يعني بأن التأهيل الأمني للملاعب ليس من صلاحيتنا.من خلال توضيحكم، نفهم بأن الرابطة برمجت المباريات بناء على موقف والي العاصمة من ملعب 5 جويلية؟❊ بعد معاينتنا لملعب 5 جويلية، أعلن الوالي بأنه جاهز، لكن تم تسجيل بعدها بعض التحفظات المتعلقة بالإنارة والمدرجات العلوية على الأعمدة الأمنية. وبناء على ذلك، لم يصلنا لحد الساعة أي وثيقة رسمية من مصالح ولاية الجزائر تؤكد فيها بأن الملعب جاهز وبأنه يمكن إعادة فتحه. وأمام وضع مثل هذا، فإن الرابطة لا يمكنها اتخاذ قرار بتأكيد صلاحية الملعب، طالما أن ذلك من صلاحيات اللّجنة الولائية.قراركم برمجة “الداربيات” مرهون بقرار من الولاية؟ هذا أكيد، وهناك عدة أمثلة عن وضعيات مماثلة، فملعب القليعة من أمر بغلقه؟ إنه والي تيبازة، وملعب الرويبة من أمر كذلك بغلقه، إنه والي العاصمة، والشيء نفسه ينطبق على ملعب 5 جويلية وعلى كل الملاعب. لقد قمنا فعلا بتأهيل الملعب من الجانب الرياضي وبرمجنا المباريات المحلية العاصمية مبدئيا بالملعب الأولمبي، لكن في غياب الوثيقة الرسمية من مصالح الولاية، تراجعنا عن ذلك مؤقتا.مباراة الذهاب بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد تُلعب في بولوغين، ماذا عن مباراة الإياب بين الفريقين؟ هذا سابق لأوانه، ومن غير المعقول الحديث عن مباراة مبرمجة شهر ديسمبر القادم. لقد تحدثت مع رئيس مولودية الجزائر حين أثار قضية مباراة الإياب، وقلت له إننا بعيدون عنها، وقلت له أيضا إنه لا يضمن ما يحدث في المستقبل، بل يضمن أن يعيش إلى ذلك الوقت؟ وفي شهر ديسمبر، يمكن حدوث أشياء تجعلنا غير قادرين ربما على برمجة المباراة لا في ملعب 20 أوت 1955 بالعناصر، ولا ملعب عمر حمّادي ببولوغين، ولا حتى ملعب 5 جويلية الأولمبي. وأشير أيضا إلى أن ثمة عدة أندية في الوضع نفسه، لكن لم أسمع نصر حسين داي مثلا يطالب بمواجهة اتحاد الجزائر بملعب 5 جويلية، ولا اتحاد الجزائر طالب ببرمجة مباراة النصرية بملعب بولوغين.وماذا عن بقية المباريات المحلية العاصمية؟ مبدئيا، سيستقبل كل فريق في ملعبه الذي اختاره قبل انطلاق المنافسة وأودعه في ملف الانخراط.. ونادي مولودية الجزائر، للتذكير، اختار أن يستقبل بملعب عمر حمّادي ببولوغين. وفي حال تلقينا الضوء الأخضر من مصالح الولاية بشأن إعادة فتح ملعب 5 جويلية الأولمبي، فإننا سنبرمج المباريات المحلية العاصمية به.حتى لو حدث ذلك اعتبارا من الجولة المقبلة؟ في الوقت الحالي نحن بصدد انتظار قرار ولاية الجزائر، لكن حتى أكون صريحا وواقعيا أيضا، فإن إجراء مباريات “الداربي” بملعب 5 جويلية في الوقت الحالي غير ممكن، حتى لو كنّا نحوز على ترخيص الولاية. فكما تعلمون، تقام بمساحات المركب الأولمبي المحاذي للملعب الأولمبي، قرية التسلية، وهي تستقطب العائلات بالدرجة الأولى. ولتفادي جعل العائلات وسط جموع المناصرين، فإننا ارتأينا تأجيل برمجة أي مباراة محلية عاصمية بالملعب الأولمبي إلى حين انتهاء فترة قرية التسلية.هناك عدة ملاعب أخرى غير مؤهّلة لاحتضان مباريات البطولة، فهل سترفع التحفظات عليها، على غرار مثلا ملعب اسماعيل مخلوف لأمل الأربعاء؟ حين يتم الانتهاء من الأشغال محل التحفظات، سيتم فتح أي ملعب، هذا أكيد. لكن اجتمعنا في وقت سابق مع أندية ولايتي الجزائر والبليدة، وحتى شبيبة القبائل من تيزي وزو، واتفقنا على برمجة المباريات المصنّفة كبيرة بملعبي 5 جويلية بالعاصمة ومصطفى تشاكر بالبليدة.وهل وافقت الأندية على ذلك؟ لقد تم الاتفاق فعلا، ومع ذلك عليّ أن أوضّح نقطة مهمة، وهي أن قوانين تسيير بطولة الاحتراف واضحة وأدعو رؤساء الأندية للإطلاع عليها، فالرابطة حرّة في برمجة أي مباراة في أي ملعب تختاره دون الرجوع إلى الأندية، ولست مطالبا أصلا بتقديم تفسيرات. ورغم ذلك، اجتمعت بهم ووصلنا إلى اتفاق، فالمباريات العاصمية بُرمجت بالملعب الأولمبي، ومباريات أمل الأربعاء واتحاد البليدة بملعب مصطفى تشاكر. بينما اتفقنا على برمجة مباريات الأندية العاصمية أمام الأربعاء أو البليدة بملعب 5 جويلية الأولمبي ومصطفى تشاكر، بينما تجري مباريات شبيبة القبائل أمام الأندية العاصمية ذهابا وإيابا بملعب 5 جويلية، وأمام الأربعاء والبليدة في 5 جويلية وتشاكر.لماذا؟ ارتأينا ضرورة إجراء المباريات المصنّفة كبيرة في ملعب كبير ولائق، ولتفادي أي انزلاقات، لكنني رفضت بالمقابل برمجة مباريات البطولة على الثامنة ليلا، لأن الواقع يجعلنا غير قادرين على التحكّم في الأنصار، لغياب وسائل النقل. وإذا يتم ضمان تواجد الحافلات ليلا عند بوابات الملاعب لنقل المناصرين من الملعب إلى أماكن متفرّقة ومواصلة عمل المترو والترامواي، فإنني سأبرمج كل المباريات ليلا.تبدو حازما في هذه النقطة؟بالتأكيد، فالعقلية تغيّرت كثيرا. ففي وقت سابق، كانت الظروف مهيأة لبرمجة المباريات ليلا، لكن حاليا الوضع مختلف، وما ذنب مثلا رجل الأمن يبقى يعمل إلى غاية ساعة متأخرة من الليل من أجل ضمان عدم حدوث أي تجاوزات بسبب بعض المناصرين حين تنتهي المباريات في الحادية عشرة ليلا؟نفهم أيضا بأن الرزنامة سيتم احترامها أيضا ولن يكون هناك أي تعديل نزولا عند رغبة الأندية؟ رزنامة مرحلة الذهاب موجودة على الموقع الرسمي، وهي المرة الأولى التي نضبط فيها تواريخ النصف الأول من البطولة قبل انطلاقتها. وعدا الظروف القاهرة مثل سوء الأحوال الجوية، فإننا لن نجري أي تعديل وسيتم احترام البرمجة، وأغتنم الفرصة للحديث عن نقطة مهمة أثارتها اليوم (أمس) بلدية بلوزداد التي راسلتنا لتطلب منّا عدم برمجة مقابلتي نصر حسين داي واتحاد الجزائر، إلى جانب اتحاد الحراش وشبيبة الساورة بملعب 20 أوت 1955 بالعناصر، بحجة أن السكان يرفضون ذلك.وماذا كان ردّكم؟ رفضنا طلب البلدية طبعا، فليس من حقها التدخل في برمجة المباريات أو غلق الملاعب، لأن الولاية وحدها صاحبة قرار غلق الملاعب. كما أن ربط الطلب بموقف السكان أو الأنصار أمر، لا يمكن قبوله.. وإذا استجبنا لذلك، فهذا يعني بأن الشارع هو الذي يسيّر كرة القدم، وعلينا بالتالي الاستقالة والانسحاب من التسيير.هناك نقطة يتم إثارتها كل موسم، تتعلق ببرمجة المباريات دون جمهور، ألا تعتقدون بأن ذلك يؤثّر على الفرجة الكروية؟ هذا كلام صحيح، لكن ليس بمقدورنا إلغاء ذلك، فقوانين “الفيفا” نفسها تؤكد على برمجة مباريات دون جمهور في حال رشق أرضية الميدان بمقذوفات أو ألعاب نارية، فالقوانين واضحة. والفرق بيننا وبين بقية العالم، أن رشق أرضية الميدان بالمقذوفات فعل نادر الحدوث في أوروبا، وبالتالي، قليلا ما يتم معاقبة الأندية بحرمانها من الأنصار، بينما تشهد الملاعب الجزائرية كل جولة وابلا من الرشق بالمقذوفات. هذه هي الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى “الويكلو”، وحين نستدل بمثل نجد أن مباراة “الخضر” في سويسرا توقفت بسبب رشق أحد الأنصار الجزائريين بقارورة، فمن قام بذلك؟ جزائري، والحكم لم يتوان في توقيف المباراة. كما أن التجاوز الوحيد الذي حصل في مونديال البرازيل، سببه الجزائريون بإشعالهم ألعابا نارية، ومن هذا نفهم بأن المشكلة في الأنصار.أنت تحمّل المسؤولية للمناصرين بالدرجة الأولى؟ سيتم التعامل بمنطق “الويكلو” كلّما تم رشق أرضية الميدان بالمقذوفات، فما على المناصرين سوى لوم أنفسهم، لأن أسباب فرض عقوبة إجراء المباريات دون جمهور تتكرّر في كل جولة، ولن نتراجع عن هذا القرار، مثلما سنفرض أيضا إجراءات جديدة من الجانب التنظيمي تتعلّق أيضا بقرارات ارتجالية بمجانية دخول الملاعب.هل هذا ترويض للأندية المحترفة لعدم احترام القوانين؟ الأمر يتعلق بفرض القانون وضمان احترامه، وهي نقطة من بين عدة نقاط. هناك من لا يدخر جهدا، سواء من مسيري الأندية أو الصحافة أو المناصرين، لانتقاد الرابطة.. هؤلاء يتحدثون فقط عن الجانب الذي يخدمهم، فهم يقارنون الوضع بما هو حاصل في أوروبا للتقليل من شأن الرابطة، كأنهم يقولون “ويل للمصلين...”، ويتوقّفون عند هذا دون إثارة كل المشاكل.كيف ذلك؟ لو نلجأ إلى المحاسبة والمقارنة مع الأوروبيين، أقول لهؤلاء أعطوني ملاعب مثل الملاعب الأوروبية، أريد مسيرين مميزين مثل مسيري الأندية الأوروبية، وحكّاما لا يخطئون كثيرا مثل حكّام أوروبا، أعطوني جمهورا وصحافة ولاعبين أوروبيين، أعطوني كل ما تزخر به أوروبا من إمكانات وفاعلين يحترمون القوانين، قبل أن تطالبوا برابطة مثل رابطة البلدان الأوروبية، حين يتوفر كل هذا يمكننا أن نتحاسب.ماذا تقصدون؟  من الآن فصاعدا، فإن مجانية دخول الملاعب ممنوع منعا باتا، وكل فريق يخالف التعليمة الجديدة التي تم توجيهها لهم، سيتعرّض للعقاب. سنوجّه إنذارات ونفرض غرامات مالية. وبعد الإنذار الثاني لأي فريق لا يحترم التعليمة، فإن العقوبة الموالية ستكون إعلان خسارة المباراة.لماذا اتخذتم هذا القرار؟ مجانية الدخول إلى الملاعب يتسبّب في فوضى عارمة، وكل شخص لا يجد ما يفعله يتنقّل إلى الملعب.هل تفكّرون في إعادة التفاوض بشأن حقوق البث التلفزيوني للمباريات؟ هذا مستبعد في الوقت الحالي، فالعقد المبرم مع التلفزيون الجزائري يقضي بزيادة 5 في المائة من قيمة العقد كل سنة.الجمهور الرياضي لا يشاهد كل المباريات خلال الجولة، على خلاف ما هو حاصل مع بطولات أخرى في قنوات أجنبية، ما تعليقكم؟ الأمر يتجاوزنا طالما حقوق البث بيعت، ويمكن لمالكها التفاوض مع قنوات أخرى خاصة لبيع مباريات كل جولة، أو بيع حقوق مباريات الرابطة الثانية التي تم الاتفاق بشأنها هذا الموسم مع قناة “دزاير تي.في”.. وأسرّكم بأنني خلال الموسم الماضي، كنت أودّ أن ينقل التلفزيون الجزائري على الأقل بعضا من مباريات الرابطة الثانية التي كانت مثيرة، لقد تحدثت في هذا الموضوع مع بعض مسؤولي التلفزيون.قرار منع انتداب لاعبين أجانب اعتبارا من “الميركاتو الشتوي” المقبل، أثار ردود أفعال كثيرة، ما تعليقكم؟ هذا القرار مفاده وضع حدّ للفوضى، لأن الأندية الجزائرية لا يحترمون القوانين، فهم يتحاشون التعامل باحترافية في هذا المجال، فانتداب لاعب أجنبي يستدعي تقديم طلب على مستوى البنك المركزي لتحويل نسبة 70 أو 80 في المائة من راتب اللاّعب الأجنبي بالعملة الصعبة إلى حسابه، ثم يجب خصم مستحقات الضرائب والضمان الاجتماعي، ثم يجب أيضا تسديد مستحقات الأندية المكوّنة للاّعبين، ويتعلق الأمر بنسبة 5 في المائة من قيمة العقد بشأن مستحقات الضمان الاجتماعي، ونسبة أخرى من مستحقات التكوين.. هذه الإجراءات لا تحترمها الأندية، وعليه تجد “الفاف” نفسها مجبرة أمام تهديدات “الفيفا” على تسديد المستحقات العالقة للاّعبين الأجانب.هل هناك إمكانية إلغاء القرار؟ الأندية الجزائرية تفتقد للأهلية، وطالما أنها لا تحترم القوانين، فإن القانون سيبقى ساري المفعول، فمشاكل الأندية الجزائرية مع اللاّعبين الأجانب التي تصل كل سنة مكتب لجنة انضباط “الفيفا” كثيرة جدا، وهو واقع أجبرنا على اتخاذ مثل هذا القرار. وحتى في حال إلغائه، فإننا سنفرض على أي فريق انتداب لاعب أجنبي لعب أو يلعب في منتخب بلاده الأول، وسنرفض أي لاعب أجنبي يبرر مكانته الدولية بالفئات الشبانية. على كل لاعب تقديم مستقبلا (في حال إلغاء القرار)، تقديم ورقة مباراة لمنافسة رسمية أو مباراة دولية، يتواجد فيها ضمن قائمة 23 لاعبا أو 18 لاعبا مع منتخب بلاده الأول. نحن نريد لاعبين أجانب في المستقبل مثل أمادا وأندريا من مدغشقر، ومبينغي وسكومبي من الغابون، وأودو من البنين، فهؤلاء يلعبون حاليا لمنتخبات بلدانهم الأولى، فهناك في الجزائر مثلا عدة لاعبين تقمصوا ألوان منتخبات الفئات الشبانية، لكن ليس لهم وجود اليوم في المنتخب الأول وحتى المحلي، فهل نعتبرهم فعلا دوليين، أعتقد بأن الجواب سيكون بـ “لا”.ما هي القضايا العالقة لحد الآن مع اللاّعبين الأجانب؟ هناك قضية سوكومبي، لاعب أولمبي الشلف، الذي انتقل إلى شباب بلوزداد وتم احتجازه في بلده الغابون لعدم تسديد أولمبي الشلف قيمة 60 ألف دولار لفريقه السابق، بحجة أن مراسلة “الفيفا” لم تصل إلى فريق أولمبي الشلف. كما أن لاعبا أجنبيا لمولودية بجاية كاد يكلّف “الموب” مكانته في المنافسة الإفريقية، بسبب عدم تسديد الفريق البجاوي لمستحقات تصل إلى 93 ألف دولار. وعدم تسديد مستحقات الأندية واللاّعبين الأجانب، يقتضي خصم ثلاث نقاط. ولولا إقدام “الفاف” على تسديد ذلك، لتم خصم ثلاث نقاط من حساب “الموب”، بينما أقرّت “الفيفا” منح لاعب اتحاد بلعباس ديوميرسي 300 ألف دولار.. إنها مشاكل كثيرة والأندية الجزائرية بعيدة عن ترشيد المصاريف، فحتى أموال “السبونسور” التي تستفيد منها الأندية، هي أصلا خصم للمموّل من الضرائب، إنها إذن أموال الدولة والشعب.القرار هو عقوبة للأندية..؟ أفضّل القول بأنه فرض للقوانين على الأندية ومن حق الرابطة تطبيق القانون، وهو من واجبها أيضا، وهناك من ربط القرار بتقشّف الدولة، وهو غير صحيح إطلاقا، لأن قراري أملاه عدم احترافية الأندية، فاللاّعبون الأجانب يأتون إلى الجزائر بتأشيرات سياحية ولا أحد منهم يحوز على تأشيرة عمل، وهذا يعني أن اللاّعبين الأجانب يلعبون للأندية الجزائرية المحترفة بطريقة غير شرعية.لماذا لم يشمل القرار المدرّب الأجنبي؟ هناك طريقة تعامل أخرى بين الأندية والمدرّبين الأجانب، ولا يوجد مشاكل مطروحة، على الأقل بكثرة، كما أن الوضع يختلف بين المدرّب واللاّعب. فبالنسبة للمدرّب، لا يدفع الفريق أي مستحقات للأندية التي درّبها، على خلاف ما هو حاصل مع اللاّعبين الأجانب الذين تربطهم علاقة وطيدة مع الأندية التي تكوّنوا فيها أو يملكون عقودهم.هذا الحديث يقودنا إلى طرح مشكل المدرّب الجزائري الذي يشتكي من انعدام أي حماية من الرابطة والاتحادية بشأن مستحقاته، على خلاف اللاّعبين؟ هذه نقطة مهمة فعلا، ونحن بصدد دراسة وضع المدرّبين الجزائريين وعلاقتهم بالأندية الجزائريين. نحن نحضّر لمشروع إعداد عقد نموذجي للمدرّب الجزائري، يعادل عقد اللاّعب المحترف، يضمن له كل حقوقه، وسيتم اعتماده رسميا في الموسم المقبل على أقل تقدير، سنوفّر الحماية للمدرّب الجزائري مستقبلا.ماذا تنتظرون من الموسم الجديد؟ أكثر ما أريده، هو ضمان الروح الرياضية في المدرجات وداخل أرضية الميدان، أقول للمناصرين والأندية إن الموسم الأخير انتهى بنيل وفاق سطيف لقب البطولة ومولودية بجاية الكأس، وانتهت القصة، مثلما انتهت بطولات سابقة بتحديد البطل والمتوّج بالكأس، وما يبقى سوى الصفحات السوداء للعنف والتراشق بالمقذوفات والاتهامات والاحتجاجات وأعمال الشغب، ومثلما نقول بالعامية “كل شي يخلاص ويبقى غير العيب”.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات