38serv

+ -

ما هي قراءتكم لزيارة فرانسوا هولاند الأخيرة إلى مصر؟  أنتم تعرفون أن مصر واجهت عواصف سياسية خطيرة منذ ثورة يناير وما صاحبتها من أحداث انتهت بانقلاب عسكري على الشرعية السياسية للأسف، ثم تلتها انتخابات رئاسية والتي كانت استفتاء في الحقيقة على السيسي وليست انتخابات، واعترفت به الدول الغربية للأسف دون أي احترام للآليات الديمقراطية التي تمت حينها، لكن المصالح الغربية نسفت بالقيم الغربية من أجل إقصاء الطرف الناجح في تلك الانتخابات والذي يمثل أغلبيته الإسلام السياسي، وهو الذي ينظر إليه الغرب بتوجس وحذر شديدين، خاصة مع تفشي الظاهرة الداعشية، كل هذه الأسباب جعلت الغرب وفرنسا تدعم ما حدث في مصر، وتعترف به كأمر واقع، خاصة أمام مساندة بعض الدول العربية الكبرى أيضا لهذا الانقلاب، بالإضافة إلى أن فرنسا تعتبر الأمن القومي الإسرائيلي أولوية وخرجت تصريحات كثيرة في هذا الصدد، وهذه الأسباب وغيرها شجعت الرئيس الفرنسي والحكومة للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، والتي ستكون لفرنسا نصيب كبير فيها.كيف تفسرون صمت فرنسا الرهيب وعدم تعليقها على حكم إعدام محمد مرسي والسجناء السياسيين؟ هذا صحيح، لكن علينا ألا ننسى أن فرنسا ربما لا تريد إحراج النظام المصري للأسباب التي ذكرتها، ولا تقبل لمصر أن تنزلق لارتكاب حماقات سياسية ربما ستكون انعكاساتها جد سلبية على الواقع الحالي، وحكم إعدام مرسي لرمزيته كأيقونة تحول ديمقراطي، ثم الانقلاب عليه، ومع ذلك ما زال أنصاره يتظاهرون في الشارع ويدافعون عن قضيتهم رغم تعاطي الأمن المصري معهم بعنف، ولذلك فإننا نرى أن زيارة هولند لمصر جاءت لتطمئن الرأي العام الفرنسي والغربي أن هذه الأحكام ليست نهائية، ولا شك أن ملف السجناء السياسيين وخاصة الشباب منهم ستكون في أجندة هولاند للتوسط على الأقل في محاكمتهم أو الإفراج عنهم، ففرنسا تريد أن تمسك العصا من الوسط، فكثير من المعارضين للنظام المصري يتواجدون في فرنسا ويمارسون أنشطتهم السياسية، ولا أعتقد أن السيسي سيقترح على هولاند أن يمنعهم من ذلك، كما حدث في عملية توقيف الإعلامي أحمد منصور بمطار برلين مؤخرا.هل تعتقدون أنه تم طرح الملفات الساخنة في المنطقة على رأسها مسألة الاتفاق النووي الإيراني؟بالتأكيد هذا الموضوع، إلى جانب مختلف مشاكل المنطقة، سواء فيما يتعلق بمصر أو سوريا والعراق ومحاربة داعش وأمن إسرائيل، بالإضافة إلى الهواجس التي ظهرت على  دول المنطقة عقب الاتفاق النووي الإيراني، كلها مسائل تم طرحها على طاولة النقاش وتم الحديث فيها مطولا، وأن ذلك يعني إطلاق يد إيران كشرطي نظام في المنطقة، وهذا ما يقلق العرب ويثير الخليج، لكن فرنسا لا تخرج عن الرؤية الغربية، صحيح حدث اتفاق لكن ستبقى الدول العربية جزء لا يتجزأ من حلفاء فرنسا الاستراتيجيين في المنطقة والعالم، لكن في الوقت نفسه ستكون هناك علاقات سياسية واقتصادية قوية مع إيران إذا التزمت هذه الأخيرة ببرنامجها السلمي الذي لن يشكل عصا تأديب لا لإسرائيل أو لدول المنطقة وخاصة السنية منها والخليجية. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات