سلطتنا مثل العنزة:أمورها واضحة؟!

+ -

فوضى عارمة في سرايا السلطة بسبب العراك بين هذه السرايا حول تحضير خليفة للرئيس! والخلاف وصل حتى إلى العصب الحساس في سرايا الحكم وهو الأمن.. فقام الرئيس أو من يقوم مقامه بتشريد “نعاج” كثيرة كانت تظهر للرأي العام على أنها ذئاب مفترسة.الشاذلي بن جديد، رحمه الله، عندما “خلّط” داخل أجهزة الأمن في الفترة بين 1989 و1990، لم يستمر في الحكم أكثر من سنتين و”طيّر” نفسه أو “طاروا به”!والمرحوم بوضياف قيل أيضا إنه كان ضحية لتخلاطه داخل هذا الجهاز الحساس من خلال بدئه التعامل مع جزء من هذا الجهاز ضد جزء آخر، وتوظيف ذلك في إعداد ملفات حول الفساد وقضية الصحراء.. وخاصة النبش في ملف الحاج بتو وبتنسيق مع المغرب! فكان ما كان في عنابة.وكافي تجرأ وفتح ملف الحوار مع الجبهات الثلاث: الفيس والأفالان والأفافاس باسم الرئاسة وخارج إرادة علبة صناعة الرؤساء، فكان جزاؤه إبعاده من الحكم في الموعد المحدد للمجلس الأعلى للدولة. وظهرت نظرية “يا كافي عام كافي”! فعمد في البداية أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرؤساء إلى سحب فكرة الحوار مع الجبهات الثلاث من الرئاسة ومن السياسيين وإسناد مهمة الحوار إلى جنرالات هم أقرب إلى المدنيين منهم إلى المؤسسة العسكرية، من حيث القدرة على التأثير في القرار.. وطعمت هذه اللجنة أيضا بمدنيين هم أقرب إلى “الكابرانات” منهم إلى المدنيين السياسيين.. وكان الغرض هو إفشال الحوار.وزروال أبعد أيضا لأنه رفض أن يتحاور المسلحون مع المسلحين في الجبال، وبكون دوره هو التوقيع على النتائج، كما حدث بعد ذلك مع بوتفليقة! فكان إبعاد زروال بالحملة الإعلامية المعروفة بحملة بتشين زروال فلة عبابسة الشهيرة!عندما بدأ بوتفليقة يرسل بالونات الاختبار للعلبة السوداء.. كان الرد في البداية إن الجيش لن يسمح بأن تتكرر معه حكاية الشاذلي! خاصة في التحكم في زمام الأمور في السياسة والأمن! ولكن الفوضى الحاصلة الآن في سرايا الحكم باتت تضرب الجيش في الصميم، والأمر يتعلق بالصراع حول من له الحق في أن يعيّن خليفة الرئيس؟! هل الرئيس أم من أتوا بالرئيس ويحافظون على بقائه؟!الأكيد أن ما تعانيه السلطة من تهافت وهوان وارتباك وصراعات سببه هو عدم الاتفاق على اسم ترضى عنه مجموعة تلمسان ومجموعة تيزي وزو، وبات حال السلطة أمام الرأي العام كحال “المعزة”، التي لا تجد ما تستحي به! لأن ما تستحي به هو مكشوف للعتاريس بالطبيعة! إلى درجة أن المعارضة والشعب أصبحوا يترجون العنزة بأن تستر نفسها في هذا الصراع، فالأمر يسيء للشعب والبلد برمته.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات