38serv
يتساءل العديد من ممثلي المجتمع المدني والجمعيات بمدينة المسيلة عن الأسباب التي ظلت تحول دون تحرك المجالس الشعبية البلدية المتعاقبة لإعداد مداولة من أجل تأهيل وإعادة الاعتبار لكل من المسبحين الواقعين بحي 108 مسكن والملعب القديم، واللذان ناهزت مدة توقفهما عن الخدمة العقدين من الزمن، رغم الحاجة الملحة لمثل هذا النوع من المرافق التي تفتقر إليها ولاية من حجم عاصمة الحضنة، التي لا تتوفر سوى على مسبح نصف أولمبي تابع لقطاع الشباب والرياضة في مقابل أزيد من 250 ألف نسمة، 90 بالمائة منهم لا يعرفونه إلا من الخارج ويجهلون ما بداخله لولا اللافتة التي تعطي للمارة بالقرب منه الانطباع بأن الأمر يتعلق بوجود مسبح في ذلك المكان، لكن مسألة التمتع بمياهه تبقى مهمة أشبه بالمستحيلة.وإذا كانت مختلف العهد الانتخابية التي تعاقبت على كرسي المجلس البلدي لعاصمة الولاية ركبت في عمومها قطار النسيان حول إمكانية العودة لترقية هذين المرفقين اللذين يعانيان حالة هجر وإهمال منذ سنوات طويلة، رغم علمها أن هذين الأخيرين كانا نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي يشكلان إلى جانب عامل المتعة والاستمتاع الذي يوفره ارتياد هذين المسبحين من قِبل الآلاف من شباب وأطفال المنطقة، والذي جنّبهم المغامرة في السباحة في أودية المدينة، و«ڤلت” واد القصب العامرة بالعديد من المخاطر، يشكلان أيضا مصدر دخل إضافي لجباية البلدية، وفضلت الإبقاء عليهما في دائرة الخراب لسنوات طويلة.ويوجد مسبح حي 108 في حالة تستدعي التدخل العاجل ورصد غلاف مالي لترميمه وإعادة الحياة له من جديد، على الأقل كما أشار بعض ممثلي الجمعيات من باب انتشاله من دائرة اهتمام مافيا العقار الذين يحاولون كل مرة للاستيلاء على المكان لأغراض مصلحية خاصة.كما يأتي غلق مسبح الملعب القديم رغم عدم توفره على مواصفات مسبح آمن على حد قول البعض بمثابة الصدمة التي حرمت عشرات الأطفال من الاستمتاع بالسباحة فيه لأسباب تبقى مجهولة، ويرجعها البعض إلى عجز المجالس البلدية السابقة والحالية عن التكفل به وجعله نابضا بالحياة.ولم تشفع البحبوحة المالية التي توجد عليها خزينة البلدية، التي لم تتوان كل سنة في إمطار العديد من الجمعيات على الورق بميزانيات هائلة في تخصيص مبالغ مالية لا تتعدى عُشر ما استنزفته في مشاريع سقطت الغايات منها مع الأيام كما تسقط أوراق التوت للاستزادة من هذه المسابح أو على الأقل ترميم وتهيئة المتوقفة منها، والتي تقع تحت وصايتها، من باب على الأقل كذلك زيادة مصدر دخلها وتوفير منافذ للتسلية والترفيه، ففي ولاية المسبح الوحيد فيها يعد بمثابة محمية لا يدخلها إلا من كان محظيا. أنجز منتصف الثمانينيات وتحوّل إلى هيكل مهجورالخراب والإهمال يطالان مسبح “قهدور” بقلب ڤالمة أدّى الإهمال وسوء الاستغلال للمسبح البلدي “قهدور الطاهر” بقلب مدينة ڤالمة إلى تحوّل هذا المرفق الشباني إلى مكان تتجمّع فيه كل الظواهر المشينة، من تراكم لأوساخ وفضلات ونفايات وبقايا قوارير الخمر، إلى وكر لمتعاطي السموم ليلا والأزواج العزّاب نهارا وغيرها من الظواهر والآفات الاجتماعية، حسب سكان الحيّ.وتفيد تقارير رسمية أنجزت حول وضعية مسابح ولاية ڤالمة بأنّ مسبح حي قهدور الطاهر أنجز سنة 1986 لفائدة أطفال وشباب المدينة، لحمايتهم من الأخطار الناجمة عن السباحة غير المحروسة في الوديان والبرك المائية، غير أنّ المسبح، حسب بعض سكان الحي، لم يستغلّ إلا سنتين اثنتين فقط، ومنه بدأت وضعيته في التلف.نقائص في نظام صرف المياه وانعدام الموصفات المتطلبةيقول مسؤولون بلديون سابقون ومواطنون من ذوي “الأفواه القبيحة” بأنّ المسبح لم يستغلّ سوى سنتين فقط، وأنّ هناك نقائص تقنية ظهرت عليه، على غرار نظام صرف مياه الحوض بالإضافة إلى نقص المياه، ما أرغم الشخص الذي استفاد من عقد كراء من البلدية و«بسعر رمزي”، يقول بعض العارفين بالملف، على التوقف عن الاستغلال للمسبح، ومنه جنوحه إلى التلف.ويقول أحد المواطنين “س.محمد” بأنّ المسبح لم يشتغل سوى سنتين اثنتين، وأنّ الخاسر الأكبر حسبه هم أطفال البسطاء من المواطنين، الذين غالبا ما تبتلعهم البرك المائية غير المحروسة داخل الوديان. ويتساءل محدثنا عن عدم اتخاذ المسؤولين الذين تعاقبوا على البلدية وعلى الدائرة والولاية، مدة 25 سنة كاملة حسبه، قرار استعادة المسبح وإعادة تأهيله، وتوجيهه لفائدة أطفال المدينة وشبابها.وضع بيئي خطير بمحيط المسبح وخراب كبيرلولا الأشجار التي تغطي الفضاء المتواجد به مسبح حي قهدور وتستر الوضع الكارثي للهيكل المهجور خلفها لظهرت للمارة بنايات وأسوار جرداء وصدأة القضبان الحديدية للسياج، وأكوام من بقايا قوارير الخمر، وأعشاب جافة نبتت بحواشي الحوض وداخله. ويقول من حدثنا من سكان الحي بأنه تحوّل إلى وكر لجلسات الخمر وتعاطي السموم لبعض المنحرفين ليلا، كما تحولت الأماكن المحيطة به إلى ملتقى للأزواج العزّاب نهارا، الذين وجدنا بعضهم منتشرين بفضاءاته.مسؤولو البلدية: وضعية مسبح “قهدور” ومسبح 8 ماي محلّ تكفلفي اتصال برئيس البلدية، حسين خلّة، أكّد بأنّ وضعية هذا المسبح ترجع إلى تراكمات سنين طويلة، وأنّ المجلس الشعبي البلدي بڤالمة أطلق مسابقة وطنية لاختيار مكتب يتكفّل بإعداد دراسة تقنية لإعادة تأهيل هذا المسبح وفق المواصفات التقنية الحديثة حسبه، وكذا بالنسبة للمسبح الثاني 08 ماي 45، وأكد خلة بأنّ البلدية استرجعت المسبح بموجب حكم قضائي. مسبح نصف أولمبي عمره 11 سنة وأشغاله لم تنتهشباب وأطفال أفلو يسبحون في الأودية والبركستصبح مدينة أفلو، ثاني تجمع سكني بولاية الأغواط خلال سنة 2016، ولاية منتدبة ضمن التقسيم الإداري الذي سيمس ولايات الهضاب مثلما أكد ذلك المسؤولون، والغريب أنها لا تتوفر حتى على مسبح لشبابها وأطفالها الذين يضطرون للتنقل للبلديات المجاورة للسباحة في مسابحها أو للبرك والأودية التي ابتلعت مياهها العديد منهم. وظل مطلب إنجاز مسبح ببلدية أفلو من أهم المطالب التي رفعها شباب البلدية في كل المناسبات لتوفير فضاء لهم للسباحة والتنزه بعد غلق المسبح القديم وتحويله لسكنات، وعجز الكثير منهم للتمتع بزرقة البحر، حيث تبقى قبلتهم الوحيدة هي الأودية والبرك المائية للسباحة فيها ليوم الناس هذا.وقد عبّر الشباب سنة 2006 والذين أصبحوا اليوم شيوخا عن فرحتهم بتسجيل مشروع لهم لدراسة وإنجاز مسبح نصف أولمبي مغطى على مساحة 25 مترا بغلاف مالي قدره 4 ملايير سنتيم، وحددت آجال إنجازه آنذاك بـ18 شهرا ووضع له تصميم رائع.حلم تبخر والمشروع لازال قيد الإنجاز طيلة 11 سنةلقد ظل المشروع على الورق حبيس الأدراج إلى غاية ديسمبر 2009 حيث انطلقت الأشغال به، لكن لم يلبث أن توقفت على مستوى الأرضية، وقيل آنذاك إن المقاول تقاضى فاتورته وغاب وغادر دون رجعة، ومنذ ذلك التاريخ والمشروع يتداول بين المقاولين وكل مرة تتم عملية إعادة تقييمه، حيث تفيد مصادر “الخبر” أن تكلفته تجاوزت حاليا 28 مليار سنتيم، ولم تصل نسبة إنجازه حتى 50 بالمائة، وتم فسخ الاتفاقية مع المقاول وتوقفت أشغال المشروع مرة أخرى وربما لن تنتهي حتى يصير صبية أفلو شباب بعد 20 سنة أخرى. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المشروع تداول عليه أربعة ولاة، وأكل، بل و«التهم” من كل الميزانيات، وحلم الشباب لم ولن يتحقق.شباب أفلو يطالبون بإعادة تهيئة المسبح القديم وفتحهوأمام هذه الوضعية التي يعرفها مشروع المسبح نصف الأولمبي يطالب شباب أفلو بإعادة تهيئة المسبح القديم وتجهيزه وفتحه أمامه لتنزه والسباحة عوض التنقل إلى الأودية و«الڤلت”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات