+ -

كيف ترى المفارقة أن تعتقل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية نشطاء من ضمنهم الصحفي الذي التقط جريمة الطفل دوابشة، بينما تعيد مستوطنين دخلوا إلى الأراضي الفلسطينية؟ السلطة وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية أعجز من أن تلاحق وتعتقل مستوطنًا إسرائيليًّا واحدًا، بناء على أي جريمة يقترفها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتصريحات قيادة الأجهزة الأمنية في رام الله ما هي إلا عنتريات لا فعل لها، والسلطة تدرك أنها أعجز من القيام بأي فعل ضد الاحتلال ومستوطنيه، وأن أكثر ما يمكن أن تفعله السلطة هو تكريم أي إسرائيلي دخل مدن الضفة وإعادته إلى مستوطنته. للتذكير فقط حادثة اغتيال الوزير زياد أبو عين شاهدة على ما يمكن أن تقوم به السلطة من خطوات، فكان موثقًا بالصور إمساك جندي إسرائيلي بخناق الوزير، ولم يجر بحقه أو بحق أي قائد إسرائيلي أي شيء يذكر.كيف تقول ذلك والسلطة رفعت ملف الطفل دوابشة إلى محكمة الجنايات؟ حديث السلطة عن تكليف وزير الخارجية بالتوجه دوليًّا بعد جريمة حرق الطفل دوابشة لمعاقبة الاحتلال ومستوطنيه، ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وامتصاص لغضب ونقمة الشارع الفلسطيني ضد الاحتلال، لأن السلطة جميع خطواتها لم تكن على مستوى جريمة إحراق الطفل علي، فلم يتراجع الرئيس محمود عباس عن التقاء الوزراء الجدد وحلفهم لليمين أمامه، أو الترفع عن مكالمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هاتفيًّا.كيف ترى مواصلة التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل في ظل جرائم الاحتلال المستمرة؟ جريمة المستوطنين مرت ولم تتوقف حالات التنسيق الأمني بين السلطة وأجهزة أمن الاحتلال، ولم تثر قضية إحراق الطفل إعلاميًّا بأخذه إلى مستشفيات وطنية أو عربية بعيدًا عن مستشفيات الاحتلال، الذي حاول بذلك اللعب على الصفة الإنسانية، فالسلطة لديها 130 إلى 150 ألف منتسب إلى الأجهزة الأمنية، كان بإمكانهم الدفاع عن أبناء شعبهم بالذهاب إلى القرى التي يحصل فيها اعتداءات من المستوطنين على المواطنين. ويا للأسف! مع كل حدث يكون صوتنا عاليًا في أول يوم إلى أن يخمد في اليوم الثاني، ثم تفتش الأجهزة الأمنية عمن شارك في هذا الحدث ومن اعتصم ومن كان في الجنازات لاعتقاله، منعًا لأي مظهر انتفاضي ومواجهات ضد الاحتلال.أنتم في الضفة الغربية بماذا تطالبون السلطة؟ نطالب السلطة برفع يدها الثقيلة عن المقاومة والمقاومين، ومن يريد أن يقوم بأي عمل ضد الاحتلال عقابًا له على جرائمه، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتوفير الحماية للمواطنين في كل أماكن وجودهم، وتحريم اعتقال أي مواطن إذا ما واجه المستوطنين، وأقول إن الأمور ستذهب باتجاه انتفاضة شعبية في ظل الوضع الحالي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات