ندّد، أمس، تنظيم “الكناس” بالتعيينات “العشوائية” التي تقوم بها هذه الأيام دوائر في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتغيير مسؤولي بعض المؤسسات الجامعية، من أجل تسيير مصالحها المادية والتستر على ملفات الفساد، حيث أكد عبد المالك رحماني، بأن “هناك بعض المديرين خلدوا في مناصبهم منذ عقود، لدرجة أن وزير القطاع نفسه يعجز عن تغييرهم”.فقد أثار، أمس، قرار تغيير مدير جامعة بشار حالة من التذمر والغضب في أوساط قيادة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو الذي لم يُعمّر أكثر من ثلاث سنوات، ولم تشهد مؤسسته أي قلاقل أو اضطرابات خلافا لجامعات أخرى كثيرة، حيث وصف المنسق الوطني لنقابة “الكناس” القرار بغير المفهوم، في ضوء الاستقرار الذي تعرفه هذه المؤسسة، وتزامنه مع اقتراب الدخول الجامعي المميز الذي يعرف هذا الموسم ضغطا طلابيا كبيرا، الأمر الذي من شأنه تعقيد الأمور أكثر.وبلغة اتهام صريحة، أكد رحماني بأن “هناك لوبيات داخل الوزارة الوصية تقف وراء هذه التعيينات المبنية على منطق الولاء والمصالح المادية من أجل إبقاء الفضائح مستورة “، مستغربا “عدم المساس بعروش مديري مؤسسات جامعية يقبعون في مناصبهم منذ عشرين سنة كاملة، بالرغم من تورطهم في خروقات وتجاوزات كبيرة وصلت إلى حد معارك ضارية ما بين الطلبة باستعمال الأسلحة والكلاب، والتحرش بالأساتذة، وغيرها من الأحداث المؤسفة التي شوهت الجامعة الجزائرية، على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة بجامعات باتنة وتيارت وسعيدة وقسنطينة وغيرها من المؤسسات الأخرى دون أن تحرك الوزارة الوصية ساكنا”.وأمام هذا الوضع، طالب تنظيم “الكناس” السلطات المسؤولة بضرورة تعديل استراتيجية تعيينات مديري الجامعات من خلال سن نص قانوني يؤطر العملية على أساس معايير الكفاءة، والخبرة والمؤهلات العلمية والقدرة على التسيير، وليس بمنطق الولاء والقرابة وخدمة مصالح الدوائر الموجودة في المركزية، مضيفا بأن منصب مدير الجامعة تحول للأسف الشديد إلى منصب سياسي، بالرغم من أنه منصب إداري علمي وبيداغوجي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات