يرى المخرج السينمائي العراقي نزار شهيد الفدعم أن “موضوع مقاطعة المحافل التي تشارك فيها “دولة” إسرائيل أو إسرائيليون لم يعد يجدي نفعا، لأن إسرائيل متواجدة، أصبحت في أغلب البلاد العربية من خلال سفارات، مكاتب تجارية، شركات، أو أفراد. لماذا نطلب من المفكرين والمثقفين والسينمائيين أقصى درجات التطرف، في الوقت نفسه هناك دول عربية كبرى تستقبل الوفود الإسرائيلية وتحتضنها، وهناك حتى تعاون أمني بينها؟ لم يعد هناك حد فاصل بين الإسرائيليين والعرب في فلسطين، وفي أغلب بلدان العرب، دون تسميات، حتى لا نحرج أحدا. فبعد “كامب ديفيد” و”اتفاقية أوسلو”، كان يجب أن نفكر بعقلية أخرى وفهم آخر غير المقاطعة، خصوصا في المجال الثقافي والفني، أن نتنافس من أجل الوصول إلى أوسع قاعدة من الجمهور العالمي في المهرجانات والمؤتمرات. ولو أسقطنا الموضوع على “مهرجان لوكارنو السينمائي”، فإن الانسحاب لا يخدم القضية، لأن التواجد العربي ضروري بكل المهرجانات والمؤتمرات السينمائية حتى نطرح قضيتنا ونؤكد وجودنا فنيا وسينمائيا، وإلا فمسألة التغيب عن المهرجانات الثقافية والفنية السينمائية سوف تؤكد وجود الآخر وأفكاره وسينمائييه، في ظل غياب عربي غير مبرر، هل سمعنا يوما ما عن انسحاب وفد إسرائيلي من محفل رياضي، ثقافي، فني أو سياسي؟ لماذا نحن دائما نترك الساحة للإسرائيليين وحدهم؟ في كل مهرجانات العالم السينمائية تشارك إسرائيل، لماذا هذه المرة؟ هل لأن المهرجان أراد تكريم السينما المغاربية، وهذه أحسن طريقة لإفشال هذا التكريم؟! لماذا لا نتواجد ونأخذ استحقاقنا ونقزم المشاركة الإسرائيلية؟ هذا هو الرد المناسب، لا أن نترك الساحة فارغة لهم حتى يصولوا ويجولوا، المشاركة ضرورية والمقاطعة ضرورية، لكن لكل حدث زمان ومكان”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات