“شخصيا أنا مع المزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي والثقافي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، لأن العالم كله يشهد حركة مقاطعة واسعة. مثلا في القارة الأوروبية وحتى في داخل الولايات المتحدة نفسها، توجد حملة مقاطعة غير مسبوقة لكل ما يحمل علامة إسرائيلية، من بضائع ومشاركة في منافسات رياضية وثقافية، لذلك فأنا شخصيا أعارض مشاركة الأفلام الجزائرية “الممولة من قبل الدولة الجزائرية” في مهرجانات تشارك فيها إسرائيل، لأن هذه المشاركة تجمّل صورة الدولة العبرية، وعليه فإنه من الضروري أن يلتزم المخرج والمنتج الجزائري الذي يتلقى الدعم الحكومي من وزارة الثقافة أو من أي هيئات حكومية أخرى، بمواقف بلده وشعبه، ومن يخرق ذلك فعليه إعادة الأموال التي صرفتها الحكومة على فيلمه.لكن الدعوة للمقاطعة لم تعد إقليمية عربية بل أصبحت عالمية، ويدعو لها حتى بعض اليهود الذين يؤيدون القضية الفلسطينية وينبذون الاحتلال، حتى أن كبرى الشركات العالمية باتت ترفض العمل في إسرائيل، مثل شركة “أورونج” للاتصالات الفرنسية التي تريد أن تسحب مجموعتها من إسرائيل. وعلى المستوى الثقافي لنا الكثير من الأمثلة، فمنذ شهور أعلن 800 فنان بريطاني عن مقاطعة إسرائيل حتى إنهاء الاضطهاد الاستعماري للفلسطينيين، لكن من جانب ثانٍ هناك من يقود حملة تعاطف مع دولة إسرائيل في عدد من الدول لتبييض صورتها وجر المثقفين والسينمائيين العرب لزيارتها والمشاركة في فعاليتها، ولنا بعض الأمثلة حتى مع بعض الكتاب الذين زاروا إسرائيل المدة الأخيرة، وقاموا بالدعاية لها. ومع ذلك هناك سؤال يحتاج إلى نقاش مع الفلسطينيين وأصدقائهم، ماذا سيكون موقفنا من مشاركة مخرجين إسرائيليين ينبذون الاحتلال ويدعون إلى مقاطعة المهرجانات السينمائية الإسرائيلية؟ حينما يشارك مخرجون إسرائيليون تقدميون أي مخرجون يؤيدون الشعب الفلسطيني في مهرجانات عالمية، هل تصبح مسألة مقاطعتهم مقبولة؟ أعتقد أننا في هذه الحالة نطبق الإقصاء ولا نخدم القضية الفلسطينية، لأن الفلسطينيين أيضا يتعاونون مع يهود وإسرائيليين ينبذون الحرب، ويعملون بتقرير مصير الشعب الفلسطيني”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات