سوء استخدام أجهزة التكييف قد يسبب الإعاقة

38serv

+ -

أكد الدكتور عبد السلام لعريبي، اختصاصي في الجراحة الصدرية بمصلحة تيجاني هدام بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن التعرض للمكيفات الهوائية بشكل خاطئ يشكل خطرا على صحة الشخص وقد يسبب الإعاقة، موضحا أن تشغيل المكيف بشكل غير صحيح هو أحد أسباب الخطر، يحدث هذا في الوقت الذي أكد لنا عديد من تحدثنا إليهم استحالة استغنائهم عن المكيفات الهوائية مع الحر الذي تشهده كل المدن خلال هذه الفترة.تعرف مختلف مدن الوطن، خاصة الداخلية منها، موجة حرّ غير عادية في الآونة الأخيرة، ما جعل المكيفات الهوائية ملجأ غالبية العائلات الجزائرية، ناهيك عن انتشارها في كل مواقع العمل وتشغيلها في كل وقت، دون الاطلاع على الأضرار التي قد يخلفها التعرض الدائم أو لساعات طويلة لهذه المكيفات.الـمكيفات الهوائية موقظة للجراثيموعن أضرار ذلك، أوضح لنا الدكتور عبد السلام لعريبي، مختص في الجراحة الصدرية بمصلحة تيجاني هدام بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن للتعرض لوقت طويل للمكيف الهوائي تأثيرا سلبيا على صحة الشخص، مضيفا أن الخطورة تكمن في التغير الحراري المفاجئ، وبعبارة أخرى الانتقال من درجة حرارة مرتفعة لأخرى متدنية أو العكس، مشبها ذلك بزجاجة مجمدة يتم إخراجها من المجمد ويصب عليها الماء مباشرة، موضحا أن ذلك يؤدي إلى انفجارها، وبالتالي فإذا حدث ذلك مع الزجاجة فكيف بصحة الإنسان؟وأفاد محدثنا بأنه ينبغي أن لا يتجاوز الفرق بين درجة الحرارة الخارجية والداخلية الـ6 إلى 8 درجات. يحدث هذا في الوقت الذي تلجأ غالبية الأشخاص إلى اعتماد أدنى درجات التبريد، فيضبطون مكيفاتهم الهوائية على درجة تبريد 16 و17 درجة، في حين أنه كان من المفروض أن لا تنزل الدرجات ذاتها عن 25 درجة، وهو الفرق الذي قارب الـ10 درجات، ما يفتح الباب على مصراعيه لمختلف الأمراض.ومن بين الأضرار الصحية الناتجة عن التعرض الدائم لهذه المكيفات، أضاف لعريبي قائلا إن “الهواء الصادر عن المكيفات يحمل هواء باردا مصحوبا برطوبة، ويؤدي إلى حدوث التهابات رئوية خاصة عند المصابين بأمراض رئوية ومرضى الربو”، ليضيف أن “ذلك من شأنه أن يوقظ بعض الجراثيم”، موضحا أن بعض أنواع الجراثيم المسببة لأمراض الجهاز التنفسي تنشط في درجات الحرارة المنخفضة التي توفرها أجهزة التكييف، وهو ما يفسّر إصابة الكثيرين بأمراض الجهاز التنفسي أثناء فصل الحر أو بمجرد انقضائه، ليشير محدثنا إلى أن من شأن الأجهزة ذاتها أن تكون مصدرا للجراثيم في حال عدم تنظيفها بعد توقفها لمدة، موضحا أن الأوساخ المتراكمة في مصفاة المكيف تؤدي إلى تكاثر الجراثيم بسرعة، وبالتالي فإن عدم تنظيف المكيف ولو مرة واحدة في السنة ولدى تجديد استخدامه مع حلول الصيف، سواء بالسيارة، أو الحافلة أو البيت أو بمكان العمل، يتسبب في انتشار تلك الجراثيم في الهواء وتأثيرها سلبا على صحة الأشخاص المتواجدين قبالة الجهاز، إذ قد يصيبهم بمرض الحساسية الذي يتطور إلى ربو مزمن.احذروا النوم أمام المكيفوعن النوم وسط غرفة تحوي مكيفا هوائيا وهو الأمر الذي بات معتمدا في السنوات الأخيرة، حيث أكد لنا عديد من تحدثنا إليهم استحالة النوم دون تشغيل المكيف، مشيرين إلى أنه مع التغير المناخي المسجل والارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة بات الجميع يفضّل النوم قبالة المكيف الهوائي، وعن تأثير ذلك صحيا أشار لعريبي إلى أن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يؤدي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي خاصة في أجزاء الجسم التي كانت عرضة مباشرة أكثر من غيرها لبرودة المكيف.وتعتبر مفاصل الجسد والعمود الفقري من الأعضاء التي قد تتضرر بفعل التعرض المفرط للمكيفات الهوائية المضبوطة على درجات تبريد قصوى، حيث أوضح المختصون في أمراض العظام أن أكثر الأجزاء عرضة للتأثر بهواء المكيفات الباردة أو الساخنة هي الرقبة والظهر، والسبب راجع لغياب الطبقة الدهنية السميكة التي تحمي العضلة، مشيرين إلى أن الاختلاف المفاجئ والمباشر في درجات الحرارة يحدث تقلصا في الألياف العضلية، ويؤدي إلى اختلاف طول العضلة لتصبح مشدودة وتتسبب في آلام كبيرة، مع احتمال التعرض إلى إعاقة جسدية في حال الانتقال المفاجئ من الحرارة المفرطة إلى البرد الشديد أو العكس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات