الفساد السياسي.!

شيء جميل أن تجلس الحكومة مع البطرونة والعمال لتقرير مصير الجزائر الاقتصادي.. لكن الذي ليس جميلا هو ادعاء البطرونة والنقابة بأنهما تمارسان الاقتصاد والنقابة ولا علاقة لهما بممارسة السياسة.!أولا: اقتراحات البطرونة التي قدمتها إلى الحكومة كمطالب هي في العمق سياسية أكثر منها اقتصادية.! فحين ما تطالب البطرونة الحكومة .............. العفو الضريبي فذاك هو السياسة وليس الاقتصاد. وعندما تطالب البطرونة الحكومة برفع الدعم عن بعض المواد فذاك سياسة وليس اقتصاد.والمطلوب من النقابة أن تمارس العمل النقابي وفقط.. والمطلوب من البطرونة أن تمارس العمل الاقتصادي ولا تتدخل في السياسة أو تتدخل في السياسة وفق الأصول المتعارف عليها في التدخل في السياسة من طرف البطرونة في كل بلدان العالم. وليس كما هو حاصل عندنا.ثانيا: ما يعرفه الجزائريون عن تدخل البطرونة في السياسة بالجزائر هو أمر خرج من حالة التدخل في السياسة إلى حالة ممارسة جزء من البترونة للفساد السياسي الذي ارتقت ممارسته إلى حالة الجرائم السياسية.! وليس ممارسة الفساد السياسي فقط.كل الناس يتذكرون كيف مارست بطرونة الجزائر قبل عام ونصف الفساد السياسي الذي ارتقى إلى حالة الجريمة السياسية من خلال اقدام هذه المنظمة على عزل رئيسها السابق وتعيين رئيس جديد لأن الرئيس السابق لم يوافق على استعمال المال الخاص في تزوير ارادة الشعب. وتم ابعاد رئيس البطرونة السابق وتعيين من يقوم بالمهمة. هذا الرئيس الحالي للبطرونة هو الذي يقول: إنه يخدم التنمية والاقتصاد ولا يتدخل في السياسة وبطلب من الرأي العام أن يصدق ذلك.! مأساة البلاد ليست في حكومة تمارس الفساد السياسي أكثر مما تمارس الاقتصاد بالسياسة. وفي نقابة تفعل كل شيء في الفساد السياسي والاقتصادي ولا تفعل أبدا العمل النقابي.حتى الاعلام الحكومي أصبح يتناغم مع الفساد السياسي لثلاثي البطرونة، الحكومة، النقابة، فقد سمعنا أن وزير الاتصال وجه جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف إلى اقتصاد الفساد فطلب من الصحافيين الذين يترشحون للجائزة بأن ينجزوا موضوعات حول النموذج الجزائري للتمنية؟! هكذا والله.. وكأن في الجزائر نموذجا ناجحا للتنمية ويحتاج لأن يثمنه الصحافيون بمقالات شيتاوية.! يأخذون بها الجوائز.وزير الاعلام لا يعرف بأن النموذج الجزائري للتنمية هو أسوأ نموذج في افريقيا. إنني تعبان.