+ -

يلجأ نسبة كبيرة من الجزائريين خاصة الشباب خلال موسم الحر إلى اقتناء نظارات شمسية معروضة على ناصية الطرقات، وتباع بسعر لا يتعدى 400 دينار، غير مبالين بآثارها السلبية على أبصارهم من التهابات مزمنة في العين وأضرار في القرنية والعدسة، والسبب يعود إلى تلك النظارات التي هي مجرد عدسات ملونة غير واقية من الأشعة فوق البنفسجية.من خلال جولة استطلاعية عبر عديد محلات بيع النظارات المتواجدة وسط الجزائر العاصمة وكذا تلك المعروضة على الطاولات على قارعة الشوارع، اتضح أن الجزائري يقبل على شراء كل ما هو رخيص حتى ولو تعلق الأمر بنور عينيه، ويقتني نظارات يتراوح سعرها بين 250 و400 دينار رغم ما تسببه من مضاعفات صحية على نظره.ورغم أن هدف النظارة الشمسية هو الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية، إلا أن النظارات المعروضة للبيع لا تمنع هذه الأشعة من الولوج إلى العين لتلحق بها الضرر، وهو ما أوضحته لنا البروفيسور ذهبية خروبي اختصاصية أمراض العيون بعيادة سيدي يحي بالجزائر العاصمة، قائلة إن المعروف عن عدسات النظارات الشمسية أنها تمنع اختراق الأشعة فوق البنفسجية إلى العين، مما يجعل منها أداة رئيسية لحماية العين من أضرار تلك الأشعة.وتابعت المتحدثة مضيفة أن استعمال النظارات الشمسية الرديئة وخاصة ذات اللون الداكن، يضر بالعين، حيث تبقى حدقة العين مفتوحة مما يسمح بمرور الأشعة الشمسية إلى الشبكية لتلحق بها الضرر والأذى، ناصحة بوجوب استخدام العدسات الملائمة والموجهة لحماية العين من الأشعة الضارة والتي تجعل الرؤية أوضح، كما تحمي العين من الأتربة وأشعة الشمس القوية التي تسبب جفاف العين والالتهابات، وهذا ما لا يتوفر في النظارات المقلدة والرخيصة.تسبب شيخوخة العين ولا تمتص الأشعةوبخصوص نوعية النظارات المتوفرة في السوق، أكد لنا “سيد احمد.ي” أحد باعة النظارات بشارع حسيبة بن بوعلي وسط الجزائر العاصمة أنها متنوعة وتستورد من الصين. مضيفا أنهم يتعمّدون في فصل الصيف جلب نظارات ذات أشكال وأنواع وكذا ألوان متعدّدة ومختلفة ليكون للمشتري خيار في اقتناء النوع والشكل وكذا اللون الذي يناسبه. مضيفا أن سعرها يتراوح بين 1500 و7000 دينار، وهي الأسعار المعتمدة لدى غالبية محلات بيع النظارات. يحدث هذا في الوقت الذي تنخفض ذات الأسعار لدى باعة الشارع والذين يعرضون تلك النظارات الشمسية وحتى الخاصة بتصحيح النظر على ناصية الطرقات لا تتعدى أسعارها الـ 400 دج، مما جعل الإقبال عليها كبيرا رغم ما لذلك من آثار وخيمة على صحة العينين.وعن هذه النظارات وإقبال الجزائريين عليها، أكد لنا البروفيسور محمد الطاهر نوري رئيس مصلحة أمراض العيون بمستشفى بني مسوس الجامعي، أن هناك خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يضع الجزائري نظارات شمسية مقتناة لدى نظّاراتي خاضعة لمقاييس صحية متفق عليها عالميا لا تسمح بمرور الأشعة فوق البنفسجية عبر زجاج النظارة، أو يستغني تماما عن وضع النظّارة الشمسية، محذّرا بالتالي من تلك المعروضة على الأرصفة والتي “لا تعدّ أكثر من نظارات ملوّنة فقط يفتقر زجاجها لميزة امتصاص الأشعة فوق البنفسجية” حسب قوله، مشيرا إلى أن تلك الأشعة تنفذ بسهولة إلى منطقة الشبكية وتتسبب في شيخوخة العين، ليحث الجزائريين على ضرورة اقتناء النظارات الشمسية من عند النظّاراتي مع التأكد من امتصاصها للأشعة فوق البنفسجية.نظارات تصحيح الرؤية خطيرةونفس الأمر ينطبق على النظارات المصححة للرؤية والتي يقبل عليها المسنّين، سواء لهم أو لصغارهم دون استشارة طبيب أمراض العيون.وفي جولتنا، لاحظنا أن تلك النظارات تكون على مقياس واحد لدرجة تصحيح الرؤية مدون على إحدى زواياها، يحدث هذا في الوقت الذي أوضحت لنا فيه البروفيسور خروبي، أن ثلث الحالات التي تشتكي من نقص في النظر لديها مشاكل ممثلة في أن قوة النظر بالنسبة للعينين معا ليست نفسها، “فمقياس نقص النظر بالنسبة للعين اليمنى يختلف عنه في العين اليسرى” تقول محدثتنا، وهو الاختلاف الذي يكتشفه طبيب أمراض العيون بعد إخضاع المريض لفحوصات معمّقة، ليدوّن مقاييس نقص الرؤيا، وانطلاقا من ذلك ينصح بالنظارات الخاصة بدرجة نظر عيني الشخص المعني، وبالتالي إذا اكتفى الشخص باقتناء نظاراته لدى باعة الرصيف دون استشارة الطبيب، سيعرّض نظره لمضاعفات صحية خطيرة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات