38serv

+ -

ثقافة المقاومة اخترقت الفئات العمرية كافة ولم تعد حكرا على فئة دون أخرى، ولم تؤثر بها أزمات الواقع، وهذا ما نصت عليه جميع الأدبيات الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، بتحويل العمل المقاوم لحالة عامة متجذرة في جزئيات الكتل الفلسطينية.نقاط التسجيل لجيل التحرير في قوائم المجاهدين منتشرة في الأماكن العامة بغزة، والفلسطينيون في غزة يتسابقون لنيل شرف الجهاد، وانبرى الأهالي لتسجيل أبنائهم، بل انخرط الآباء أنفسهم غير آبهين بسنوات العمر التي انقضت بهم.مخيمات “طلائع التحرير” انطلقت بمشاركة أكثر من 25 ألف فلسطيني من الفئات العمرية المختلفة ما بين 15 و60 عاما. وتقام هذه المخيمات بمواقع تدريب عسكرية مؤهلة تشرف عليها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وقالت الكتائب “مخيمات طلائع التحرير ستكون نواة مشروع التحرير القادم”.وعن الهدف منها أضافت “الهدف من المخيمات العسكرية هو تخريج جيل قادر على حمل السلاح ومواجهة الاحتلال تمهيدا لتحرير الأرض المسلوبة، وليكون قادراً ومستعداً لأداء دوره المنشود في معركة التحرير”.صورة يتجلى فيها الشعور بالمسؤولية، ربما المجتمعات الأخرى لا تواجه عدواً مثلما يواجه الفلسطينيون، فإنهم يواجهون عدواً استراتيجياً مغتصباً لأرضهم. هذا العدو لم تعجبه هذه المسؤولية التي قال عنها يوما “إن الكبار يموتون والصغار ينسون”، فغاظته اليوم طلائع التحرير “الفيديو الترويجي لمخيمات طلائع التحرير” التي أطلقتها حماس أمس “يشبه دورة سلاح طيران وليس مخيمات أطفال”.ونقل موقع “واللا” العبري المقرب من جيش الاحتلال “مظهر انتظام آلاف المشاركين في مخيمات حماس مرتدين زيًا موحدًا، ويقفون وقفة عسكرية في صفوف، ويترأسهم ملثمون يتبعون لكتائب القسام، يظهرنا نحن بلد الجبناء ويجب علينا أن نلبس التنانير والنظارات.. في أحسن الأحوال نحن أبطال في بيوتنا على الحشرات فقط”. “الخبر” زارت مخيمات طلائع التدريب بعد أن سمحت القسام لها لدقائق معدودات بالمكوث في أحد مواقع تدريب الطلائع، شعوري الآن وأنا أزورهم كما زرت المرابطين من قبل على الثغور في تقرير أعددته لـ “الخبر” هو شعور المجاهد.التقينا أبو محمد صاحب الشعر الأبيض والظهر المنحني الذي أصر أن يكون أحد المشاركين في المخيمات، رغم علمه بأن التدريبات ستشمل مهارات عسكرية تفوق قدراته العمرية. وقال المسن سمارة “أنا مستعد لكل الأمور العسكرية خدمة لهذا البلد، لأضمن أني مهيأ للدخول في جيش تحرير القدس إن قدر الله لي الحياة لأعيش تلك اللحظات، فأبناؤنا ليسوا بأغلى منا، نحن نريد الشهادة قبلهم”. وكأنه يستميت في آخر عمره أن يحرر بلدته يافا التي هاجر منها.أما أبو أحمد حبيب الذي نصَّف عقده الأربعين، ووالد لشهداء قضوا في العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة فقال “بلدتي حيفا تنتظرني لتحريرها والآن أتعلم كيفية استخدام السلاح ومهارات المعارك لأكون في المقدمة في تحرير أرضي”. وأضاف “هؤلاء الأشبال ليسوا بأولى منا في مواجهة الاحتلال، ما ضل من العمر قد ما مضى.. وخلينا نموت شهداء.. واحنا على ثغر من ثغور الرباط، لازم يفهموا أن أرضنا بدها إيانا”.هي فلسطين، هي القلب الذي عشقوا، هي الأجداد والعمر عليها روحهم سكبوا، في مخيمات الطلائع سكن وجداني أن الرباط على أرض فلسطين يمنح المجاهد شعور العزة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات