+ -

 كل الناس تمنوا لو أن الرئيس بوتفليقة كان حاسما وحازما عندما عالج موضوع الفساد وموضوع التقصير الأمني، وسوء التسيير العام للبلاد بنفس الشراسة والحزم الذي عالج بهما موضوع التقصير الأمني الذي عرفته الإقامة الرئاسية في زرالدة.صحيح أن الموضوع جد خطير لأنه لا يتعلق بخطأ بسيط، بل يتعلق بتقصير وتهاون وتراخ وصل إلى رأس هرم السلطة في البلاد.. وتطلب أن يغضب الرئيس بسبب ذلك غضبة مضربة تليق بحجم الخطأ المرتكب. لكن كنا نتمنى أن يفعل الرئيس الشيء نفسه في موضوع التهاون الذي أدى إلى ذبح 9 جنود أبرياء في عيد الفطر.. حتى لا يقول الناس: إن الرئيس يضرب بيد من حديد عندما يتعلق الأمر بالتهاون في صيانة أمنه، ولكن لا يفعل الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بالمساس بأمن المواطنين والبلد.كنا نتمنى أن يفعل الرئيس بالذين تسببوا في ما حدث في عين الدفلى في عيد الفطر، كما فعل اليوم بالحرس الجمهوري والأمن الداخلي والأمن الرئاسي.. أو على الأقل يفعل ما فعل رئيس تونس بالمسؤولين المحليين عن الإدارة والأمن بعد مجزرة سوسة.لقد تأسف الناس للطريقة التي عالج بها الرئيس مجزرة عين الدفلى.. وما زادهم أسفا هو تصرف زعيم الحزب الحاكم سعداني حين وجّه رسالة للرئيس بوتفليقة، رئيس الأفالان، يشكره فيها على مساندته للجيش في مواجهة محنة عين الدفلى! وكأن سعداني والرئيس لا مسؤولية لهما فيما حدث! رغم أنهما يقودان الحزب الذي يقال إنه حزب الأغلبية الحاكمة!مضحك هذا الذي يحدث.. سعداني يتلقى رسالة تهنئة من الفريق ڤايد صالح بمناسبة انتخاب سعداني أمينا عاما للأفالان.. ولكن سعداني صعب عليه كتابة رسالة إلى ڤايد صالح للتضامن معه ضد الإرهاب في عين الدفلى! وعمد إلى إرسال ذلك عبر رئيس الحزب بوتفليقة! على طريقة يا سيادة الرئيس: أفالان سعداني سيؤيد تأييدك للجيش ضد الإرهاب! ويا قراء “لا تضحكوا ولا تبكوا!”.. فالأمر أصبح أكبر من البكاء ومن الضحك!يحدث هذا في الجزائر اليوم، ومع ذلك قد نجد من المنافقين من يقول لسركوزي ليس لديك الحق أن تقول: إن الجزائر تتجه إلى مستقبل غامض! هل هناك غموض في السلطة أكثر من هذا الذي يحدث اليوم؟!والله.. لن أسامح “الجيا”، لأنها تركتني أعيش مثل هذه المهازل ولم تذبحني من القفا مع من ذبحت؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات