تتواصل فصول انخفاض أسعار النفط بصورة متسارعة مع اقتراب البرميل من سقف جديد 50 دولارا للبرميل، فقد فقدت أمس أسعار البترول دولارين لتنخفض تحت عتبة 52 دولارا ،ثم تعود للارتفاع الطفيف إلى حدود 52 دولار للبرميلا، ويساهم الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار في إضعاف برميل النفط أكثر، حيث بلغ سعر الأورو مستوى متدني وقياسي بحوالي 1.19 دولارا.ويساهم ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية في عدم تشجيع المستثمرين على شراء البترول كون هذه المادة مقيدة بالعملة الأمريكية، في وقت يبقى الطلب العالمي على العموم ضعيفا، مقابل زيادة محسوسة في العرض، مع زيادة في إنتاج العديد من البلدان منها روسيا والعراق، فقد بلغت صادرات العراق العضو في أوبك مستوى قياسي بـ 2.94 مليون برميل يوميا، وهو ما لم يتم تسجيله منذ 1980 أي قبل الحرب العراقية الإيرانية. ونفس الأمر ينطبق على روسيا التي رفعت بصورة كبيرة صادراتها النفطية لتعويض جزء من خسائرها، فيما ينتظر أن تقوم شركات كبرى باستغلال عدد من الحقول الجديدة في أنغولا ونيجيريا، وهو ما يعني زيادة أكبر في العرض بقرابة 3 مليون برميل يوميا في وقت تتوقع فيه الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة “أوبك” ألا يزيد الطلب على 900 ألف برميل يوميا إلى مليون برميل كأقصى حد نتيجة تواضع النمو في الدول الصاعدة مثل الصين والهند والبلدان الأوروبية وانخفاض مستويات الاستهلاك.يحدث ذلك في وقت تتوقع الولايات المتحدة بلوغ إنتاجها النفطي إلى 9.5 أو 9.6 مليون برميل يوميا، وهو مستوى قياسي أيضا منذ الصدمة البترولية لسنة 1973 وقامت واشنطن بالسماح بتصدير النفط الخفيف جدا والمكثفات لأول مرة منذ 1973 وهو ما يساهم أيضا في إضفاء الكثير من التقلبات والاضطراب على السوق. ويعرف سعر صرف الدولار منذ أسبوع، تغيرا سريعا يؤثر على سعر البترول أيضا، حيث تدنى الأورو مقابل الدولار بنسبة قاربت 5 في المائة في ظرف زمني قصير، وهو عامل يؤثر سلبا على أسعار الذهب الأسود ويجرّه إلى مستويات قياسية جديدة نحو الأسفل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات