38serv
تم، أمس الأول، رسميا، تعيين المخرج سعيد ولد خليفة محافظا لـ”مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي” البحر المتوسط، يناقش موضوع “الهجرة السرية”، وذلك من 3 إلى 10 ديسمبر القادم بمدينة عنابة، كما أكد ذلك المخرج في تصريح لـ”الخبر”. مشيرا أن وزارة الثقافة تراهن حاليا على إعطاء نفس جديد وقوي لهذا المهرجان الذي يعود بعد غياب ليكون محطة الأعمال السينمائية العالمية التي تنتجها دول البحر الأبيض المتوسط، وقد أكد المخرج في حوار لـ”الخبر” عقب تعيينه محافظا للمهرجان، أن دورة هذا العام ستعرف تكريم المخرج عمار العسكري وكذا الممثل عمر الشريف.
كيف استقبلت خبر تعيينك محافظا لمهرجان سينما البحر المتوسط؟ كانت مفاجأة لم أكن أنتظر هذا التعيين، خاصة أنه يجمعني معه في السينما ذكريات، لديّ علاقة حميمية طويلة، ولم أكن أتصور يوما أنني سأشرف على إعادة إحيائها، أول شيء خطر على بالي هو روح الفقيد عمار شطايبي الذي كان أحد مؤسسي الأيام السينمائية بعنابة وكان مناضلا من أجل الفن السابع حتى آخر دورة للأيام السينمائية عام 1998 قبل أن يتوقف لمدة حوالي 18 عاما، كما تذكرت اللقاءات والندوات الفكرية التي كنت أنشطها رفقة المرحوم عبدو بيه، هذا المهرجان لدي فيه ذكريات واليوم لدي تحد لإنجاحه.في رأيك لماذا توقف المهرجان طيلة تلك المدة، ولماذا يعود؟ لأسباب لا أحد يجهلها، آخر دورة كانت للمهرجان سنوات التسعينيات والكل يعرف أن الجزائر في ذلك الوقت كانت تعرف نزيفا كبيرا للطاقات بسبب الإرهاب، أما لماذا يعود المهرجان، فأعتقد هذه علامة تبشّر بالخير وقد جاء ذلك بطلب من مثقفي عنابة ومحبي السينما.ما هو الفرق بين أيام سينما البحر المتوسط والمهرجان؟ في سنوات التسعينيات كانت عبارة أيام سينمائية وهذا تقليد معمول به في عدة دول، بالنسبة للمهرجان فالعنوان فقط تغير وأيضا طموحاته ستكبر، خصوصا أن تسيير مهرجان عام 2015 يختلف عن الماضي، بالنسبة لضيوف الشرف لم نحدد بعد وسيتم الإعلان عنهم حين الاتفاق النهائي، أما الميزانية سنحددها بشكل كامل بعد أن نقيم جولة تفقدية لدراسة حالة قاعات السينما والفنادق في مدينة عنابة، لأن الضيافة هي 40 بالمائة من نجاح المهرجان. وقد اخترنا هذا العام موضوع الهجرة السرية، لأنه موضوع حساس لا يمكن أن ندير ظهرنا إلى ما يحدث في البحر الأبيض المتوسط ،لا نملك حلول للظاهرة ولكن نود طرح أسئلة، هناك أفلام مهمة 2015 تساهم في تطوير النقاش.متى سينطلق المهرجان وأين سيتم الافتتاح وهل سيكون هناك جوائز؟ المهرجان هو مسابقة واسم الجائزة “العناب الذهبي” وهي جائزة قديمة كانت سنوات 1986، سيكون هناك سبع جوائز، وبالنسبة لاختيار الأفلام “سهل وصعب في نفس الوقت” لأننا على طول السنة ونحن نشاهد أفلام سنة 2015 التي تندرج في إطار أفلام البحر المتوسط، سيكون هناك أبواب مفتوحة للتسجيل ولكن المهرجان ليس معروف الآن، لهذا نحن نعمل أساسا على الترويج كمرحلة أولى لعودة المهرجان، كما سنحاول الاتصال بأكبر عدد من المخرجين وسيكون هناك لجنة فنية.اختيار الطاقم الذي سيعمل معي جاهز بنسبة 80 بالمائة، وأمنيتنا أن يكون 85 في المائة من مدينة عنابة ويوم الثلاثاء القادم ستنطلق لمعاينة القاعات وتحديد الخطوط العريضة، بالنسبة للمدير الفني سيكون جزائريا وإن كنت مبدئيا لست ضد فكرة أن يكون المدير من دولة أخرى، هذا أمر معمول في العالم وكل المهرجانات ليست لديها هذه العقدة وهذا يرجع إلى الإمكانيات بالدرجة الأولى.ما رأيك في فكرة التكريمات التي تعتمدها المهرجانات؟ التكريمات يجب أن تكون في محلها، في عنابة نحن نفكر في تكريم المخرج الراحل عمار العسكري وهو ابن مدينة عنابة، والمخرج بن عمر بختي والممثل العالمي عمر الشريف، وأعتقد أن هذه التكريمات في محلها من الناحية الفنية والتاريخية، لا نستطيع تكريم من بدأ مشواره الفني حديثا. بالنسبة لتكريم عمر الشريف، أعتقد أنه رمز من رموز السينما العربية وسينما البحر المتوسط، وبخلاف ذلك كنا نتمنى تكريم المخرج لخضر حامينا ولكن مهرجان وهران سبقنا إلى ذلك.المهمة الجديدة تأتي بعد تقليدك منصب “المدير اللوجيستي” لمهرجان وهران، وقد تم تحميلك مسؤولية الأخطاء التي وقعت في دورة وهران هذا العام؟ المدير هو عنوان فقط، المهم ليس في المنصب وإنما في الإجابة على سؤال “لماذا تقبل المسؤولية” ببساطة لأنك تحب السينما وتحب الجزائر، أي شخص لديه انتقاد أقول “الكمال لله” ومن “يرضى على عمله يجب أن يبقى في داره”، ضميري مرتاح ولكن أن أكون راض على عملي بنسبة مئة بالمائة، فهذا مستحيل لأنني لا أتعامل مع مشروع خاص بي أو بصديق وإنما بالجمهور والبلاد، المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو يقول دائما “إنه راض بنسبة 40 بالمئة فقط على عمله”، أنا أقول “إن من يرضى على فنه هو من يدخل التقاعد”، الجمهور ينتظر منا المستحيل وهذا من حقه.السينما الجزائرية لا تزال تعيش هاجس “عزوف الجمهور” كيف سيكون للمهرجان دور في حل هذه المعضلة؟ لا أعتقد أن هناك مهرجان مصنوع للنخبة، أي مهرجان يجب أن يكون للجمهور، الجمهور بلا قيود، يجب أن نشاهد القاعدة تتفاعل مع الفيلم، في وهران حضر الجمهور والقاعات كانت ممتلئة وهذه “مفاجأة” أطروحة الدكتوراه التي قدّمها الباحث عبد الغاني مغربي في جامعة السربون يقول إن السينما الجزائرية كانت تستقبل سنوات السبعينيات أزيد من 40 مليون متفرج في السنة، هذا رقم كبير ويؤكد أن الجمهور الجزائري يحب السينما، هذا يتحقق بوجود قاعات السينما، اليوم هناك عشرين قاعة فقط، لا يمكن أن نتكلم عن الجمهور لأننا نكتشفه فقط في المهرجانات، الثقافة حرب ويجب أن نسرع في ترميم وبناء القاعات ورغم ذلك لست متشائم.مشكلة عنابة كباقي الولايات ليس بها قاعات سينما؟ حسب المعلومات التي أملكها، ستقوم وزارة الثقافة عن قريب بإعادة فتح 70 قاعة، وعنابة سيكون لها حظ من هذا، لا يجب أن نفتح القاعات فقط في المهرجانات وإنما يجب أن تكون العروض السينمائية على مدار السنة، ومواصلة للمهرجان الذي سيكون افتتاحه هذا العام بالمسرح الجهوي بعنابة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات