سعى القادة السعوديون الاربعاء في اثناء زيارة لوزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الى جدة للحصول على ضمانات بخصوص اتخاذ الولايات المتحدة موقفا حازما ضد "التدخل" الايراني في الشرق الاوسط.
ووصل كارتر الى البلاد في اطار جولة اقليمية لتهدئة مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من ان تكون ايران ما زالت قادرة على تطوير سلاح نووي بالرغم من اتفاق ابرمته في الشهر الجاري مع دول مجموعة 5+1 الكبرى بقيادة واشنطن.والتقى كارتر الملك سلمان ثم ولي العهد محمد بن سلمان الذي يتولى كذلك وزارة الدفاع.وتبدي الدول الخليجية السنية مخاوف تجاه الاتفاق مع ايران، خصمها اللدود، معتبرة ان هذه الصفقة ستزيد قوة ايران الشيعية التي يتهمونها بالتدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن.واعتبر رئيس مجلس ادارة مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة انور اشكي ان كارتر سيحاول "طمأنة دول الخليج لا سيما السعودية من ان بلاده لن تسمح لايران بالقيام بانشطة تضعف الاستقرار في الشرق الاوسط".واضاف ان السعودية ستتطرق الى تعزيز دفاعاتها و"كيفية مواجهة ايران" في حال تفاقم الاعمال المخلة بالاستقرار نتيجة الاتفاق النووي.في 14 تموز/يوليو وافقت طهران على تفكيك غالبية منشآتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها بصورة تدريجية والتي يمكن اعادة فرضها في حال انتهاك ايران للاتفاق، في الية تخضع لمراقبة دولية انهت ازمة دولية مستمرة منذ 13 عاما.وصرح مصدر غربي ان السعودية واسرائيل تبديان المخاوف "نفسها" ازاء الاتفاق.وسيؤدي الاتفاق الى زيادة صادرات النفط الايرانية وانهاء تجميد مليارات الدولارات.وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي التقى كارتر الثلاثاء ان الاتفاق النووي سيساهم في تمويل "العدوان" الايراني.وصرح المصدر ان السعوديين كذلك "يعتبرون الأمر خطأ" لكنهم لا يقولونها بشكل علني كما يفعل الاسرائيليون.وعبر البعض عن خشيته من ان يسهم الاتفاق في اطلاق سباق جديد للتسلح النووي في المنطقة.وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حذر الاسبوع الفائت ايران من أي تدخل "سلبي" في المنطقة، مؤكدا ان قيام ايران ب"اعمال شغب" لن يكون على حساب السعودية التي ستتصدى له.في حزيران/يونيو اعلنت فرنسا والسعودية عن بدء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين اثنين في المملكة.كما ابرمت السعودية اتفاقات هذا العام مع روسيا وكوريا الجنوبية حول استخدامات مدنية للطاقة النووية.الى جانب مشاريعها النووية تبني الرياض تحالفات ابعد من علاقاتها مع واشنطن لمواجهة طهران، في اطار سياسة خارجية اكثر رسوخا اعتمدت بعد تولي الملك سلمان العرش في كانون الثاني/يناير.بعد شهرين شكلت المملكة ائتلافا عربيا بقيادتها لشن غارات على مواقع المتمردين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على اراض واسعة في اليمن المجاور.ووفرت الولايات المتحدة امكانات التزود بالوقود جوا وغيرها من اوجه الدعم.واكد الملك سلمان لكارتر "كان هناك وضع صعب في اليمن" معتذرا لعدم حضوره قمة في ايار/مايو مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن.منذ نهاية العام الاخير تشارك السعودية في ائتلاف واسع بقيادة اميركية يشن غارات على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.واقدم التنظيم الجهادي على ارتكاب فظائع واسعة النطاق في تلك المناطق.ويسعى كارتر الى تهدئة المخاوف الاقليمية من ايران عبر اقتراح تكثيف التعاون العسكري مع حلفاء بلاده التاريخيين في المنطقة.وسيتطرق ذلك في السعودية الى تدريب القوات الخاصة والامن المعلوماتي والدفاع المضاد للصواريخ وغيرها، بحسب مسؤول دفاع اميركي.وكان كارتر صرح الثلاثاء لجنود من ست دول ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في قاعدة جوية شمال شرق الاردن ان "للولايات المتحدة واسرائيل التزاما مشتركا لمواجهة النفوذ الايراني الخبيث في المنطقة".
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات