السلطة تتهم المعارضة بأنها تهدد الأمن والاستقرار من خلال الاحتجاج في الشارع! وتجند السلطة البوليس والجندرمة لضرب تهديد المعارضة للسلطة في الشارع !ولكن السلطة نسيت أن من هدد أمن واستقرار عجز السلطة في الرئاسة بصورة جدية وغير مسبوقة هم الشرطة الذين تظاهروا وحاصروا الرئاسة لساعات واستجابت لهم السلطة في الحال... لأنهم أداة السلطة في تأديب المعارضة وليس لأنهم جزء من السلطة، بل هم السلطة، والسلطة بدونهم لا تساوي شيئا!ترى من هدد فعليا أمن البلد ووحدته الترابية.. المعارضة التي تقف في الشارع بعد أن منعتها السلطة من ممارسة أنشطتها في القاعات.. أم السلطة التي جلبت الأجانب لتلويث الصحراء بالغاز الصخري، وبالتالي استفزاز سكان الجنوب؟! هل المعارضة هي التي تركت سكان الجنوب لوحدهم طوال شهرين في عصيان مدني معلن وغير معترف به من طرف السلطة.. أم السلطة هي التي فعلت ذلك لأنها قدمت التزامات غير شرعية وغير قانونية للأجانب باستغلال الغاز الصخري من وراء ظهر الشعب.حتى الآن لا توجد معارضة جدية يمكن أن تهدد وجود هذه السلطة العاجزة... فما دامت المعارضة تطلب الرخصة من السلطة غير الشرعية لتمارس المعارضة بهذه الرخصة حقها الشرعي في الاحتجاج على عدم شرعية السلطة... مادام يحدث ذلك فلا يوجد خطر على السلطة من المعارضة.فكرة تغيير السلطة بشرعية السلطة تشبه إلى حد كبير الفكرة التي كان يطرحها الاندماجيون في الثلاثينيات والأربعينيات، والتي تقول إنه يمكن ترقية حقوق الجزائريين في الحياة الكريمة وتحقيق الاستقلال من خلال النضال داخل المنظومة الاستعمارية لترقية حقوق الجزائريين السياسية !أي أن يتطور الجزائريون من خلال تحويلهم إلى فرنسيين كاملي الحقوق تماما، مثلما يطرح علينا الآن الاندماجيون الجدد في السلطة، مثل بن صالح وغول وسعداني وبن يونس، الذين يقولون لنا عليكم بالنضال داخل منظومة الحكم الفسادية لإصلاحها... واقبلوا مكرهين الحصول على الشرعية من الظلمة والفسدة ! وليكن مثلنا الأعلى في هذا التوجه خليدة تومي وعمارة بن يونس وغول... حيث كانت خليدة وبن يونس يناضلان من داخل النظام يصفون بوتفليقة ببوتسريقة، وغول يقول عنه مومياء باسم حماس، حتى وصلوا إلى الحكم وأصبحوا جزءا من الفساد وحصلوا على ماكانوا يناضلون من أجله.. وعلى المعارضة الاقتداء بهؤلاء في النضال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات