هولاند يتدخل لفك النزاع بين ممثلي الجاليتين المسلمة واليهودية

+ -

تدخل الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بعد زوال أمس، لإرساء الصلح بين ممثلي الجاليتين المسلمة واليهودية، موجها رسالة “للعيش معا”، وذلك من خلال دعوة الطرفين: رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، دليل أبو بكر، ونظيره المسؤول الأول عن المجلس اليهودي بفرنسا، روجير كوكيرمان، وذلك بعد 24 ساعة من الجدل الذي أثارته تصريحات رئيس المجلس اليهودي، الذي اتهم المسلمين بالوقوف وراء أعمال العنف في فرنسا.ودعا هولاند إلى الحفاظ على ذهنية الحادي عشر 11 جانفي والتمسك بروح الوحدة الوطنية للجمهورية والوقوف جنبا إلى جنب في هذه الأوقات الصعبة، واضعا حدا للجدال القائم بين ممثلي الجاليتين. وقد تصافح ممثلا الجاليتين المسلمة واليهودية مطولا أمام قصر الإليزيه عقب جلسة الصلح.للإشارة، كان رئيس مجلس الديانة الإسلامية بباريس وعميد مسجد باريس الكبير، دليل أبو بكر، قد قاطع دعوة نظيره ممثل الهيئات اليهودية بفرنسا لحضور مأدبة عشاء سنوية، مطالبا بتقديم الاعتذار، عقب ما جاء على لسان رئيس المجلس اليهودي، روجير كوكيرمان، عبر أثير إذاعة أوروبا1، يوم الإثنين، حيث وجه هذا الأخير اتهامات صريحة لكل مسلمي فرنسا قائلا: “كل أعمال العنف المرتكبة في فرنسا مقترفة من قبل كل المسلمين”. هذا الأمر أثار حفيظة ممثلي الجالية المسلمة بفرنسا، على رأسهم رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، الذي طالب هو الآخر بأن يعقد رئيس المجلس اليهودي لقاء صحفيا يقدم من خلاله اعتذاراته بخصوص ما صرح به، واصفا تلك التصريحات بغير المسؤولة وغير المقبولة، خاصة وأن المرصد إلى جانب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية برئاسة دليل أبوبكر ليسا ضد الحوار، وأبواب الهيئتين مفتوحة أمام رئيس مجلس الهيئات اليهودية، والعلاقة إلى غاية التصريح الأخير، صبيحة الإثنين، كان يسودها الاحترام المتبادل. وخلقت هذه التصريحات جدلا كبيرا وسط أعضاء الجالية المسلمة، من مفكرين وكتاب ورجال إعلام، ما دفعهم إلى دعوة روجير كوكيرمان إلى التراجع عن تصريحاته والاعتذار من كل مسلم يوجد على التراب الفرنسي، وليس على هؤلاء (مسلمي فرنسا) تحمّل مسؤولية ما اقترفته مجموعة من الشباب الطائش ودفع ضريبة الخلط المستمر بينهم وبين أعضاء الجالية المسلمة الذين يعدون هم بالدرجة الأولى ضحايا ما يجري بفرنسا.للتذكير، فقد أثارت استجابة إمام مسجد “درانسي”، حسن شلغومي، لدعوة رئيس مجلس الهيئات اليهودية، روجير كوكيرمان، لحضور مأدبة العشاء السنوية، الكثير من التساؤلات، حيث استغرب العديد من أعضاء الجالية المسلمة بفرنسا من هذا التصرف، بالرغم من مقاطعة رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، دليل أبو بكر، الدعوة.مشروع جديد حول مكانة الإسلام في فرنسامن المرتقب أن يعلن، اليوم، وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، عن مشروع جديد يتضمن جملة من الإجراءات والتعديلات حول مكانة الإسلام في فرنسا، وهو ما خلص إليه، نهار أمس، الاجتماع الذي ضم كل ممثلي الجالية المسلمة بفرنسا، وعلى رأسهم دليل أبوبكر، إلى جانب عبد الله زكري. وقد عرض كازنوف المشروع الجديد على ممثلي الهيئة، ويخص مسألة اللائكية وقضية تكوين الأئمة وعمل المرشدين داخل السجون الفرنسية لمحاربة التطرف، إلى جانب طرح بعض الحلول الممكنة للحد من ظاهرة تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، خاصة عقب الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس، والتصاعد الحاد للكراهية لكل ما له علاقة بالإسلام، حيث تم تسجيل 199 اعتداء مس الجالية المسلمة في ظرف أسبوع واحد من شهر جانفي، كما سيلتقي اليوم وزير الداخلية مع أعضاء الجالية المسلمة في مدينة بوردو أين سيقوم بزيارة مساجد المدينة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: