600 مليار سنتيم تصرف على الحفلات وألعاب الفيديو

أنهى وزير العمل والتشغيل والتضامن الاجتماعي ووزير الشباب والرياضة بالنيابة محمد الغازي، مهام مدير الوكالة الوطنية لتنشيط وتسلية الشباب محمد خمسي، بناء على تقارير وشكاوى رفعت ضد المعني بخصوص طريقة تسير ميزانية الوكالة التي استفادت في السنتين الماضيتين من غلاف مالي بلغ 600 مليار سنتيم يتم صرفها على مشاريع لا تدر أي فائدة مثل مختلف قرى التسلية والترفيه والحفلات.وكشف مصدر عليم لـ ”الخبر” أن مكتب الوزير الغازي استقبل العديد من التقارير من متعاملين للاحتجاج على خميسي، بسبب تأخر صرف مستحقاتهم نظير مشاركاتهم في قرية التسلية التي أقيمت العام الماضي بقصر المعارض في الصنوبر البحري، كما تلقى شكوى أخرى من طرف مدير ديوان الثقافة والإعلام لخضر بن تركي بخصوص تحويل أموال جولة تاكفاريناس الفنية التي قدرت قيمتها بـ23 مليار سنتيم.وبحسب ذات المصدر، فإن الوزير الغازي لم يكن راضيا على الطريقة التي تصرف بها الميزانية الضخمة التي استفادت منها الوكالة الوطنية لتسلية الشباب ”أناج” (600 مليار سنتيم) في أمور غير مجدية تماما، كما هو الحال مع قرى الترفية والتسلية التي اقتصرت على الجزائر العاصمة، وكان آخرها تلك التي أقيمت بالقاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف، وقام الوزير الأول عبد المالك سلال بتدشينها مؤخرا، وهي عبارة عن فضاء لنشاطات الترفية مكون من 3 مسابح ”مطاطية”، وقاعة لعرض أفلام (ذات 9 أبعاد) بسعة 50 مقعدا، بالإضافة إلى فضاء آخر مخصص لألعاب الفيديو، وكلها تجهيزات تم كراؤها من خواص بمبالغ وصفها مصدرنا بـالخيالية إلى غاية مطلع شهر سبتمبر المقبل.ويبدو الأمر منطقيا خاصة أن صرف هذه المبالغ المهولة على مشاريع عديمة المنفعة يأتي في وقت كانت الحكومة قد قررت تجميد وإلغاء العديد من المشاريع الهامة في قطاع الرياضة، من بينها مشروع الشطر الثالث لملعب 5 جويلية الخاص بتوسعة وتغطية الملعب، إضافة لمشاريع ملاعب بجاية وسطيف وقسنطينة التي تم تجميدها بحجة تدابير ”التقشف” الاستعجالية التي أقرتها الحكومة لمواجهة أزمة تراجع مداخيل النفط نتيجة تهاوي أسعاره.ورغم أن الغازي رسم قرار إنهاء مهام المسؤول، إلا أن مصادر في الوزارة أكدت عدم إعجاب الوزير عبد القادر خمري بالقرار، وأكثر من ذلك اتصل خمري بالمدير المقال للتعبير عن مساندته له ووعده بتسوية المشكلة فور انتهاء مدة علاجه في الخارج، استنادا إلى نفس المصادر.وسعت ”الخبر” إلى الاتصال بالمدير المقال، إلا أن هاتفه لم يرد.