أعرف أن الحديث عما حدث يوم العيد في عين الدفلى أمر صعب، وأعرف أن السكوت عما حدث ربما يكون أصعب لمن له قلب وضمير ويحب شعب هذا البلد. لم أستطع تحمل خبر ذبح أبناء الشعب وهم في عمر الزهور ويؤدون الخدمة الوطنية. القول: هذا إرهاب أو بقايا إرهاب لا يهم وما يهم هو أن أبناء الشعب يموتون كالخرفان بلا سببǃالسياسيون يتحدثون في الصالونات عما يسمونه بإنقاذ الجيش للنظام، لكن ما حدث في عين الدفلى يجعلنا نطالب بإنقاذ الجيش للجيش نفسه من بعض سياسات الساسة الذين يورطونه فيما هو غارق فيهǃنعم الإرهاب ظاهرة عالمية لكنها في بلادنا عمرت ربع قرن كامل وما تزال والبلاد تحررت في سبع سنوات من أعتى قوة استعمارية حين التف الشعب حول قادة جيش تحريره، فلماذا لا يلتف الشعب حول قادة هذا الجيش اليوم؟ǃسؤال يجب طرحه رغم ما فيه من مرارة؟ǃ هل المرض في الجيش الذي يبدو أن رسالته تبدلت أم المرض في القيادة القدوة لهذا الجيش والتي لم تعد موجودة أم المرض في الشعب نفسه الذي أصبح لا يقدر ما هو فيهǃويبدو أن اللعب بمؤسسة الجيش بتحويلها إلى قوة اجتماعية للساسة الفاسدين هو سبب محنة هذه المؤسسة.هناك ثلاثة جيوش في العالم وجدت قبل الدولة ثم أوجدت الدولة بعد ذلك.. جيش الولايات المتحدة الذي قاد حرب التحرير الأمريكية منذ 250 سنة من الاستعمار البريطاني وحقق الاستقلال للولايات المتحدة الأمريكية وبنى الدولة الأمريكية الحديثة التي تقود العالم اليوم، وجيش الدفاع الإسرائيلي الذي بنى دولة إسرائيل ويقوم بحمايتهاǃ وجيش التحرير الجزائري الذي بنى الدولة الجزائرية في ǃ1962 ولكم أن تتساءلوا لماذا حقق الجيش الأمريكي للأمريكان هذا المجد وحقق الجيش الإسرائيلي لإسرائيل ما حققه ولماذا لم ينجح الجيش الجزائري في بناء الدولة الحديثة مثلما هو الحال في إسرائيل وأمريكا؟ فهل الأمر يتعلق بمسلكية الجيش الجزائري حيال الأمة أم يتعلق بالشعب الجزائري الذي هو غير قابل للاستقلال والحرية والعصرنة؟ǃلماذا لم يعد الإرهاب يضرب في إسرائيل وفي أمريكا بالصورة التي يضرب بها في الجزائر أو في أي بلد عربي آخر؟ǃ انظروا كيف هو حالنا وكيف هو حالهم؟ǃ[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات